آخر تحديث :الخميس 16 يناير 2025 - الساعة:14:46:47
الجنوب.. بين إنجازات الانتقالي وعبث الشرعية "تقرير خاص"
("الأمناء" قسم التقارير:)

في غضون السنوات القليلة الماضية، استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يحقق نجاحات كبيرة على الصعيد العسكري، فيما يتعلق بالتصدي التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها المليشيات الحوثية.

وأبلت القوات الجنوبية أحسن البلاء في التصدي للتنظيمات الإرهابية في الدفاع عن أراضيه، بعدما تعرَّض الجنوب لسلسلة طويلة من الاعتداءات، إلا أنّ قوات الجنوب المسلحة كانت على الموعد، واستطاعت حماية أرضها.

في الوقت نفسه، فإنّ الجنوب لا يسيطر على المؤسسات الخدمية والمرافق المدنية، وهو ما عرَّض الجنوبيين لسلسلة طويلة من المعاناة الناجمة عن الإهمال المتعمّد من قِبل المسؤولين التابعين لحكومة الشرعية.

وقد عبَّر عن ذلك الرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، قائلًا: "إنّ المجلس يسيطر على الأرض عسكريًّا وأمنيًّا، ولم يسيطر على المؤسسات الخدمية والمرافق المدنية".

الرئيس الزبيدي قال: "لسنا مسيطرين على المؤسسات الخدمية والمدنية، وتركنا الحكومة تعمل، كل ما قمنا به من واجب هو حماية الأرض والعرض من التمدد والغزو الحوثي والتنظيمات الإرهابية، أي أننا متواجدون على الأرض عسكريًّا وأمنيًّا".

وفيما يشعر ويُقدِّر الجنوبيون حجم الجهود والتضحيات التي قدّمتها القوات المسلحة الجنوبية ضمن رحلة القيادة نحو استعادة الدولة وفك الارتباط، فإنّ الجانب المتمثّل بالشق الحياتي أو الخدمي أمرٌ لن يتحسَّن مع استمرار هيمنة "الشرعية" على مؤسسات الجنوب، وسيبقى الحل دائمًا في أن يدير الجنوب نفسه بنفسه.

 

تجديد العهد

وبرهنت الفترة الماضية من عُمر القضية الجنوبية، على أنّ الحنكة السياسية التي يتمتع بها المجلس الانتقالي الجنوبي، والالتفاف الشعبي وراءه، يُمثل الضمانة الحقيقية في مواجهة التحديات التي تُحيط بالجنوب من كل اتجاه.

الجنوب يواجه أكثر من عدو، لعل أكثرهم وضوحًا هم المليشيات الحوثية والمليشيات الإخوانية، حيث تكالب الجانبان ووضع كلٌ منهما يده في يد الآخر، من أجل النيل من الجنوب وقضيته العادلة وشعبه الصامد.

وفيما يملك الجنوب قيادة سياسية مُحنّكة وقوات مسلحة باسلة، فإنّ الطرف الثالث من معادلة القوة هو الالتفاف الشعبي وراء القيادة الجنوبية في التصدي لكافة المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن.

وبين حين وآخر، يتحدّث الرئيس عيدروس الزبُيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عن استراتيجية القيادة التي تهدف إلى تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو تجديدٌ للعهد أمام الشعب بأنّ الحلم سيتحقّق مهما كثرت التحديات واحتدت المؤامرات.

الرئيس الزُبيدي قال في حواره الأخير مع فضائية "روسيا اليوم": "إنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي يعبر عن إرادة شعب الجنوب في كافة أهدافه وهو استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن".

الحلم الجنوبي الكبير عبّر عنه الرئيس الزُبيدي عندما أكَّد أنَّ البرنامج السياسي للمجلس هو استعادة الدولة بكافة الوسائل والطرق التي تكفلها القوانين الدولية والأمم المتحدة.

الاستراتيجية لا يمكن أن تنجح عبر القيادة السياسية المُحنكة فقط، بل يدعم ذلك أيضًا قوة الجنوب المسلحة، وإرادة شعبه القوية، وهي أطرافٌ ثلاثةٌ تساهم في تحقيق الحلم الكبير.

 

اقتصاد الجنوب

وفي خضم التحديات التي تحاصر الجنوب من اتجاهات عدة، لم تغفل القيادة السياسية - ممثلة في المجلس الانتقالي - الشق الاقتصادي، ضمن جهود ترسيخ وتقوية المؤسسات على النحو الذي يساهم في استعادة الدولة وفك الارتباط.

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التقى بمقر المجلس بالعاصمة عدن، قيادة وأعضاء الغرفة التجارية، برئاسة أبوبكر باعبيد رئيس الغرفة التجارية.

وفي مستهل اللقاء، رحّب الرئيس القائد بقيادة وأعضاء الغرفة التجارية، واصفًا إياهم "برواد الصناعة والتجارة وعصب الحياة الاقتصادية للعاصمة الجنوبية عدن".

وناقش اللقاء سُبل مواجهة تسارع انهيار العملة المحلية وكذا الصعوبات التي يواجهها التجّار بهذه المرحلة الصعبة وأهمية العمل وفق رؤية اقتصادية تساهم بتحسين أوضاع المواطنين.

من جانبه، عبّر باعبيد عن شكره لقيادة المجلس والاهتمام الكبير الذي توليه بشريحة التجّار والمصنعين، مقدمًا شرحًا متكاملاً حول دور الغرفة التجارية ومعاناتها بالمراحل الماضية.

وقدم باعبيد شرحًا عن أهمية المناطق الاقتصادية في العاصمة عدن والرؤية الاقتصادية، وسُبل تنفيذ خارطة "الماستر بلان عدن ٢٠٠٥-٢٠٢٥".

وأشار في سياق شرحه إلى أهمية ميناء عدن ودوره الحيوي، مؤكدًا أنّ تعرضه للتدمير الممنهج ساهم بتعطيل صرح اقتصادي هام للعاصمة عدن، أسوة بما حصل للمصفاة.

بدوره، تحدث الدكتور عبدالسلام حميد، مستشار رئيس المجلس الانتقالي للشؤون الاقتصادية، عن أهمية الحفاظ على الاستقرار المالي، وكذا دور التحالف العربي في دعم العملة المحلية من خلال الوديعة السعودية للبنك المركزي، وعدم قدرة الحكومات السابقة على تثبيت سعر الصرف.

عقب ذلك، أتيح المجال لأعضاء الغرفة التجارية الذين تحدثوا عن عدد من المشاكل تواجههم، وفي مقدمتها زيادة الأعباء المالية نتيجة انهيار قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، الأمر الذي أدّى لرفع الكلفة المادية للسلع وبالتالي زيادة الأعباء على المواطن البسيط.

وفي الختام، أهدى رئيس الغرفة التجارية، الرئيس الزُبيدي خارطة جغرافية لأهم وأبرز المناطق الاقتصادية والصناعية في العاصمة عدن، تجسد حلم عدن ونواة الرؤية الاقتصادية، وكذا سُبل تنفيذ خارطة الماستر بلان عدن ٢٠٠٥-٢٠٢٥.

يُشير كل ذلك إلى مدى الاهتمام الذي توليه القيادة الجنوبية لدعم القطاع الاقتصادي ضمن جهود المجلس الانتقالي لترسيخ وتعزيز المؤسسات الجنوبية، بما يُحقق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الدولة.

وكان الرئيس الزُبيدي قد تطرَّق قبل أيام، إلى التحديات التي تواجه المجلس الانتقالي بشأن الأوضاع الإنسانية الحالية بالمحافظات المحررة، وقال إنّ المعاناة للجرحى وتسفيرهم قد زادت بسبب فشل الشرعية بهذا الملف وعدم الضغط من التحالف لتسريع نقل وعلاج الحالات الخطرة للخارج وعدم التأخير فيها.

وقال إنّ معاناة المواطنين زادت بسبب انهيار العملة مما أدى لانخفاض قيمة الراتب الفعلية، بالإضافة إلى نقص المخزون الغذائي بسبب عدم قدرة التجار على الاستيراد نتيجة الصعوبات بالبنك المركزي وعدم توفر العملة.

 

كسر شوكة الحوثي بالضالع

عسكريا، تواصل القوات الجنوبية جهودها البطولية في الدفاع عن أراضيها وصد العدو الحوثي، مُكبِّدة المليشيات كثيرًا من الخسائر الفادحة.

ففي الساعات الماضية، اندلعت اشتباكات بين القوات الجنوبية المشتركة ومليشيا الحوثي الإرهابية في جبهة الفاخر، بمحافظة الضالع.

وقالت مصادر عسكرية إنَّ مواجهات عنيفة نشبت في مناطق بيت الشرجي، وقروض الثوخب، بالتزامن مع قصف حوثي لبتار.

وأضافت المصادر أنّ المليشيات الموالية لإيران حاولت تنفيذ التسلل لاستعادة مواقع خسرتها سابقًا، في منطقتي بتار والجب، إلا أنّ القوات الجنوبية تصدت لها، وكبدتها خسائر.

وتواصل القوات الجنوبية أعمالها البطولية في الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه، مُسطِّرةً دروسًا عظيمة على مختلف الأصعدة، حيث تتصدّى لكثيرٍ من الأعداء، أهمها المليشيات الحوثية وشقيقتها "الإخوانية" على أكثر من جبهة، لتبرهن قوات الجنوب المسلحة بأنّ لديها الكثير من الإمكانيات للدفاع عن الوطن، ضمن رحلته الرامية في نهاية المطاف إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.

الانتصارات البطولية التي تقدِّمها القوات الجنوبية ضد الحوثيين على مدار الفترات الماضية، تحمل الكثير من الدلالات لعل أبرزها أنّ الجنوب يملك قوات مسلحة تظل حصنًا منيعًا في مواجهة الأعداء، كما تؤكّد انخراط الجنوب إلى جانب التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية خلافًا لحكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، الذي طعن التحالف بخنجر الخيانة وارتمى في أحضان الحوثيين.

ويقول القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد "أنّ قوة الجنوب في الحضور على الأرض وامتلاك قوة ردع عسكرية".

وغرَّد "بن فريد" عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قوة الجنوب لا تكمن في عدالة قضيته، لأن العالم كله يفهم قضيتنا وعدالتها منذ ١٩٩٤م، ولم يشفع خط كلنتون الأحمر على عدن في منع قوات صالح من اجتياح الجنوب".

وأضاف: "قوة الجنوب فيما نملكه من حضور على الأرض ومن قوة ردع عسكرية وجماهيرية لُبها وحدتنا الوطنية.. من يراهن على عالم خارجي عادل فهو واهم".




شارك برأيك