آخر تحديث :الخميس 16 يناير 2025 - الساعة:15:58:12
كيف تحاول الشرعية إفشال اتفاق الرياض باعتداءاتها ضد حضرموت؟
("الأمناء" القسم السياسي:)

تثبت الشرعية يوماً تلو الآخر أنها لم تعد ساعية لإنهاء الانقلاب الحوثي ولا يعنيها من الأساس تواجد المليشيات الحوثية الإرهابية في محافظات الشمال، وأن سيطرة مليشيات الإخوان الإرهابية عليها رسخت قبلتها لتكون باتجاه ارتكاب العمليات الإرهابية بالجنوب وليس الاستعداد العسكري للتعامل مع الإرهاب الحوثي في الشمال، ولعل ما شهده وادي حضرموت بعد يومين من الهجوم الحوثي على مأرب أكبر دليل على ذلك.

سياسيون قالوا: "إن الاعتداءات الغاشمة التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية ضد المواطنين في وادي حضرموت مثَّلت جريمة جديدة تنضم للجرائم والانتهاكات التي ارتكبها هذا الفصيل التابع للشرعية ضد بنود اتفاق الرياض المُوقَّع في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019م".

وأضافوا، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء": "بدلاً من أن ترد الشرعية بشكل قوي وحاسم على الإرهاب الحوثي في مأرب، قامت قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر باستهداف قبيلة (آل حريز) في منطقة سر بوادي حضرموت، على خلفية رفض أبناء القبيلة تنصيب مليشيات الإخوان الإرهابية أحد أتباعها شيخاً عليهم، وهو أمر هدفه الأساس إثارة الفتنة بين أبناء وقبائل حضرموت".

وتابعوا: "مليشيات الشرعية لم تكتفي بهذا الأمر بل قامت بقصف قرى ومطارح قبيلة آل حريز في وادي سر بوادي حضرموت بالسلاح الثقيل في جريمة جديدة ضد المدنيين، في وقت كانت مطالبة بتوجيه هذا السلاح لقصف الجبهات التي تهيمن عليها المليشيات الحوثية رداً على هجومها الإرهابي في مأرب، غير أن التفاهمات الثنائية بين الطرفين تمنعها من اتخاذ أي رد فعل قد تعاقب عليه من قطر المتحالفة مع إيران".

وأشاروا إلى أن: "بوصلة الشرعية المعطلة بفعل مليشيات الإخوان تمضي باتجاه تغيير المعادلة الأمنية والعسكرية في اليمن لأنها في الأساس متأكدة من أن المليشيات الحوثية لن تقدم على ارتكاب أي جرم من الممكن أن يضرها أو يقلص من سيطرتها على أماكن تواجدها في مأرب وتعز، وبالتالي فإنها قد توجه سلاحها باتجاه التحالف العربي أيضاً حال ضاقت الدائرة عليها".

وأكدوا أن هدف هجوم مليشيات الشرعية الإخوانية على أبناء وادي حضرموت قطع الطريق على أي محاولة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض على الأرض، لأنه أحدث حالة من الاحتقان الواسعة بين المواطنين الذين يرون أن الشرعية ليس لديها أي نية في أن تقدم مزيد من التنازلات لإنجاح الاتفاق، كما أنها بذلك تضع التحالف العربي بموقف صعب نتيجة أن الاتفاق قد يفقد الحاضنة الشعبية التي تساهم في إنجاحه نتيجة ممارسات الشرعية المتتالية بحق أبناء الجنوب.

 

تفاصيل الاعتداءات الإخوانية

وشهدت اليومان الماضيان (الاثنين والثلاثاء) مواجهات مسلحة بين المليشيات الإخوانية، ممثلة في قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، وإحدى القبائل في منطقة سر بوادي حضرموت.

وكشفت مصادر مطلعة أنَّ سبب الاشتباكات هو تنصيب صالح بن محسن بن جوفان شيخًا لقبيلة آل حريز بدعم من المنطقة العسكرية الأولى، الأمر الذي رفضه أبناء قبيلة آل حريز بني مرة.

ولفتت المصادر إلى أنّ أبناء القبيلة اعتبروا أي محاولات من المنطقة العسكرية الأولى لفرض وتنصيب بعض الشيوخ هدفها إثارة الفتنة بين أبناء وقبائل حضرموت.

واستحدث أبناء القبيلة نقطة بجانب محطة المحروقات بمنطقة العطفة لرفض تدخل قوات العسكرية الأولى في شؤونهم، قبل أن تدور اشتباكات عنيفة بينهم وبين حشد عسكري يقوده العميد يحيى (أبوعوجاء) أركان المنطقة العسكرية الأولى.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عقيد وجندي آخر، وإصابة اثنين آخرين بجروح، يتبعون المنطقة العسكرية الأولى، بالإضافة إلى مقتل شخص من قبيلة آل حريز يدعى محمد سليمان بن حريز، وإصابة اثنين آخرين.

 

انتفاضة قبلية

وردًا على جرائم مليشيات الإخوان الإرهابية ضد قبائل آل حريز، أعلنت قبائل حضرموت، أمس الأول الثلاثاء، النفير العام ضد المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية في الوادي.

وقالت مصادر محلية إنّ عشرات المسلحين من قبائل حضرموت توافدوا على وادي سر لنصرة قبائل آل حريز، كاشفةً عن وصول المقدم خميس بن ناصر بن شملان المري على رأس قوة قبلية كبيرة من آل شملان وتمركزوا في مواقع متفرقة في الوادي.

 

الانتقالي يحذر

وفي رد جنوبي مباشر، ندد ممثلو المجلس الانتقالي في اللجنة السياسية والعسكرية المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض، بالحملة العسكرية الغاشمة لقوات المنطقة العسكرية الأولى ضد قبيلة آل حريز بوادي سر بحضرموت.

وقالت مصادر، إنّ ممثلي الانتقالي في اللجنة المشتركة وجهوا رسالة عاجلة لقيادة العمليات المشتركة بالتحالف طالبوا فيها بالتدخل الفوري لوقف تلك الأعمال العدوانية، وهددوا بتعليق مشاركتهم في أعمال اللجنة المشتركة في حال عدم الوقف الفوري لتلك الحملة العسكرية، ومحاسبة الضالعين في تنفيذها واستباحة دماء المواطنين بوادي حضرموت وترويع النساء والأطفال.

 

انتقالي حضرموت يندد

من جانبها، نددت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت بالحملة العسكرية التي شنتها قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب الإصلاح وجناحه العسكري بزعامة علي محسن الأحمر، على قبيلة آل حريز، ووصفتها بـ"العمل البربري".

ودعا انتقالي حضرموت - في بيان أصدره أمس وحصلت "الأمناء" على نسخة منه - قيادة السلطة المحلية في المحافظة إلى الوقوف بحزم ضد هذه الحملة الظالمة، كما دعت التحالف العربي إلى تحمل مسؤولياته تجاه القوات التي تحتل وادي حضرموت وإخراجها لمواجهة الحوثي.

وقالت: "تعبر القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت عن إدانتها وشجبها للحملة العسكرية الغاشمة وغير المبررة، التي نفذتها قوات من المنطقة العسكرية الأولى ضد قبيلة آل حريز بني مرة، بوادي سر بمديرية القطن، والذي أسفر اطلاقها العشوائي للنار على القرى والمنازل الآهلة بالسكان إلى ترويع الآمنين، وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين، كما نفذت اعتقالات عشوائية على المواطنين وصادرت أسلحتهم الشخصية، وكسرت محلاتهم ونهبت ممتلكاتهم".

وأضافت: "إننا في قيادة انتقالي حضرموت نندد بهذه الحملة البربرية لقوات الاحتلال اليمني، التي تهدف إلى تمرير أجندتها، في إحكام السيطرة على مناطق وادي حضرموت وإخضاع أبنائه، من خلال إذكاء الفتن بين قبائله، بتنصيب شيوخ، رغما عن إرادة المواطنين".

وتابعت: "ندعو السلطة المحلية بالمحافظة إلى الوقوف بحزم ضد هذه الحملة الظالمة، ومحاسبة المسؤولين على تنفيذها واستباحة دماء الأبرياء وترويع سكان المنطقة الآمنين من نساء وأطفال وكبار في السن".




شارك برأيك