آخر تحديث :الاربعاء 29 يناير 2025 - الساعة:21:49:13
قراءة خاصة لـ"الأمناء" عن انسحابات القوات الجنوبية من أبين وأكاذيب مليشيات الإخوان التابعة للشرعية..انسحاب من طرف واحد
("الأمناء" القسم السياسي:)

واصل الجنوب التزامه الكامل ببنود اتفاق الرياض، على النحو الذي يساهم في إنجاح هذه الخطوة، في وقتٍ يتعرض هذا المسار لسلسلة طويلة من الاعتداءات والخروقات التي تمارسها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.

القوات الجنوبية واصلت الانسحاب من مواقعها في محافظة أبين، تنفيذًا لاتفاق الرياض، حيث نصَّت خطة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية من محافظتي أبين وشبوة، خلال فترة زمنية مدتها أسبوع.

وقالت مصادر ميدانية إنّ القوات الجنوبية تواصل انسحابها بحسب الجدول المحدد في مصفوفة اتفاق الرياض واللجنة السعودية المشرفة.

وكشفت المصادر عن انسحاب الكتيبة الأولى من لواء المهمات الخاصة، في اليوم الثالث، من تطبيق خطة الانسحابات.

وبدأت عملية سحب القوات، الثلاثاء الماضي، بانسحاب اللواء التاسع صاعقة، وتلاها يوم الأربعاء المنصرم، عملية انسحاب قوات اللواء الخامس دعم وإسناد من مواقعها في وادي حسان.

إقدام القوات الجنوبية على هذا الأمر يبرهن على الإصرار الجنوبي التام للعمل على إنجاح اتفاق الرياض، المُوقّع في 5 نوفمبر / تشرين الثاني 2019م، بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، والذي تعرّض لكثيرٍ من الخروقات والاعتداءات من قِبل حزب الإصلاح الإخواني من أجل إفشال هذا المسار.

وكان الجنوب قد برهن على حسن نواياه في مرحلة سابقة عندما سمح بعودة الحكومة إلى العاصمة عدن، فيما تعرَّضت بقية بنود الاتفاق لسلسلة طويلة من العراقيل الإخوانية التي ارتكبتها هذه المليشيات التابعة لحكومة الشرعية على مدار الأسابيع الماضية.

التزام الجنوب ببنود اتفاق الرياض يمكن القول إنّه الضمانة الأولى من أجل إنجاح هذا المسار، حيث تُبدي القيادة الجنوبية كثيرًا من ضبط النفس، وتتجاهل الاستفزازات الكبيرة والمتواصلة التي تمارسها المليشيات الإخوانية ضد الجنوب، سواء ضد قواته المسلحة أو ضد مواطنيه.

وعلى الرغم من الالتزام الجنوبي الكامل ببنود اتفاق الرياض والذي تبرهن منذ اللحظة الأولى عندما سمحت القيادة السياسية بعودة الحكومة إلى العاصمة عدن، إلا أنّ حزب الإصلاح يواصل استهداف الاتفاق، وقد حوَّل عملياته إلى ترويج أكاذيب مفضوحة.

 

إيقاف الانسحابات العسكرية

وبعد أن رفضت ميليشيات الإخوان التابعة للحكومة الشرعية اليمنية سحب قواتها بحسب بنود اتفاق الرياض، أكد مصدر خاص في المجلس الانتقالي الجنوبي لـ"الامناء" أن المجلس قد يتجه الى إيقاف الانسحابات العسكرية من محافظات أبين وشبوة.

وقال المصدر أن: "الانتقالي قد يتجه الى توقيف برنامج الانسحابات من أبين وشبوة في حال لم يتم اختيار محافظ ومدير امن لعدن".

واضاف: "أمس السبت 18 يناير 2020 كان هو الموعد النهائي المحدد لإصدار قرار من رئيس الجمهورية بتعيين محافظ ومدير امن لعدن بحسب مصفوفة الإجراءات التنفيذية للمرحلة الاولى من بنود اتفاق الرياض".

واوضح المصدر ان المجلس الانتقالي متمسك باتفاق الرياض وكان أول المبادرين بتنفيذ مصفوفة الانسحابات والتزامه ببنود الاتفاق، تقديرا واحتراما للأشقاء في التحالف العربي وخاصة المملكة السعودية الراعية للاتفاق في سبيل تمتين العلاقات الأخوية والشراكة الفاعلة بين الجنوب والتحالف".

وأشار إلى أن الطرف الحكومي لم يستجب حتى الان لبنود المصفوفة ولا نوايا جادة لديه من أجل تنفيذ الاتفاق، لافتا إلى أن هناك عرقلة دائمة من قبلهم وافتعال ازمات وعقبات لا طائل منها سوى التحايل والالتفاف على بنود الاتفاق، وهو الأمر الذي يحتم على الاشقاء في المملكة تحمل مسؤولياتها والوقوف امامه بحزم في سبيل تنفيذ اتفاق الرياض.

وكان المجلس الانتقالي اعلن الخميس ما قبل الماضي التوصل الى توافق مع التحالف والحكومة من اجل تنفيذ المرحلة الثانية لاتفاق الرياض، مؤكدا ان الاتفاق نص على تعيين محافظ ومدير أمن لعدن في مدة لا تتجاوز تاريخ 18 يناير الجاري، وهو مالم يتم.

يذكر ان السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر هو الاخر اعلن في ذات اليوم عن الية تنفيذ مصفوفة التوافقات التي تمت، مؤكدا ان مدة انجازها كاملة (15 يوما) بدءا من الجمعة الماضية، ولم يتبقى من المدة سوى اسبوع واحد فقط.

رئيس الوفد الحكومي احمد عبيد بن دغر خرج امس الاول بتغريدة على (تويتر) قال فيها :بأن تعيين محافظ ومدير أمن لعدن سيتم خلال الاسبوع القادم"، وهو الأمر الذي يراه الانتقالي بالتحايل على ما تم الاتفاق عليه من مهلة لا تتجاوز 18 يناير.

 

أكاذيب انسحابات ميليشيات الإخوانية من أبين

يملك حزب الإصلاح الإخواني، المخترق لحكومة الشرعية، أذرعًا إعلامية يعمل من خلال على تشويه الحقائق أمام الرأي العام، ولم ينجُ اتفاق الرياض من هذه الحيلة الإخوانية المفضوحة.

ففي الساعات الماضية، برهن الجنوب على التزامه الكامل ببنود اتفاق الرياض، وتجلّى ذلك قيام القوات المسلحة الجنوبية بالانسحاب من مواقعها في محافظة أبين والعودة إلى مواقعها السابقة.

عملية انسحاب القوات الجنوبية ومليشيا الإخوان من محافظة أبين تتم تحت إشراف اللجنة السعودية، وقد كشفت مصادر مطلعة أنَّه من المتوقع أن تنتشر قوات الحزام الأمني في محافظة أبين للتأمين بعد انسحاب القوات الجنوبية.

وفيما يتعلق بملف الانسحابات في شبوة وأبين، فقد روَّجت الأبواق الإعلامية لحزب الإصلاح في الفترة الأخيرة بأنّ المقدم محمد البوحر والمقدم وجدي باعوم استلما مواقع ومعسكرات النخبة الشبوانية، وهو ما نفته مصادر محلية.

المصادر قالت إنّ "البوحر" يتواجد في المكلا حاليًّا، وأن باعوم لايزال في العاصمة عدن، ولم يصلا إلى محافظة شبوة حتى اللحظة.

وكشفت المصادر أنّ سعيد بن معيلي يتنقّل بين عدة مواقع بمدينة شقرة، وذلك في قرن الكلاسي، وأسفل عقبة العرقوب ووادي سقم، وأماكن أخرى، كما أنّ الصبيحي لا يزال في شقرة وأسفل العرقوب.

وأشارت المصادر إلى أنّ لؤي الزامكي بكتائبه يتواجد في شقرة وفي عكد، والإخواني سند الجلد الذي يقود "اللواء الخامس" لايزال في شرق مودية وفي شقرة ولديه كتائب سرية وراء خزان المياه في شقرة، وتضم الكثير من العناصر الإرهابية.

وأوضحت المصادر أيضًا أنّ القوات التي تمركزت في العرم وفي قرن السوداء في شبوة لا تزال كما هي منذ عدة أيام، لافتةً إلى أنّها شوهدت – الأربعاء المنصرم - تبني لها تحصينات في مفرق العرم، وفي قرن السوداء.

 

لماذا يتحدى الإخوان السعودية؟

المملكة العربية السعودية تبذل جهودًا كبيرة من أجل تفويت الفرصة على المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة للشرعية التي تعمل على إفشال اتفاق الرياض، وتُظهر قيادة التحالف بين حينٍ وآخر ما يمكن اعتبارها  "عينًا حمراء" لإنجاح هذه الخطوة مهما كثرت التحديات.

مراقبون سياسيون قالوا أن خروقات مليشيات الإخوان التابعة للشرعية تعتبر تحديًا للملكة العربية السعودية، في اشارة إلى عدم تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وسحب قواتها من أبين وشبوة.

وتساءل السياسيون، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء"،: "هل سيطول صمت الرياض على هذه الخروقات لاتفاق الرياض؟ أم أن هناك حزم من قبل التحالف العربي؟".

وقالوا: "يجب على التحالف بقيادة السعودية أن تضغط على مليشيات الإخوان التابعة للشرعية لتنفيذ بنود الاتفاق لإنجاحه، مالم فإن الاتفاق سيفشل إذا استمر الوضع على ما هو".

 

الإخوان ضد اتفاق الرياض

مراقبون سياسيون أكدوا أن الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) التابعون لحكومة الشرعية لا يسعون إلى إنجاح اتفاق الرياض اطلاقًا.

وقالوا، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء" أن: "ميليشيات الإخوان التابعة للشرعية تحاول إفشال اتفاق الرياض لإدراكها بأن الاتفاق يقوض تحركاتها الإرهابية".




شارك برأيك