آخر تحديث :الاثنين 27 يناير 2025 - الساعة:15:36:22
22 مايو بقاعة فلسطين.. بين ركاكة الحفل الموسيقي والغنائي وقوة العرض المسرحي؟
()

قراءة نقدية

بدأ الحفل الفني الذي نظمه مكتب الثقافة عدن بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية وذلك يوم الاحد الموافق 2014/5/25 بقاعة فلسطين.. حيث قدمت الفرقة الوطنية للموسيقى والغناء والانشاد بقيادة المايسترو انيس مصلح اغنيتين وطنيتين واغنية عاطفية لرائد التراث الغنائي العدني خليل محمد خليل (حرام عليك تقفل الشباك).. الا ان مستوى اداء الفرقة فنيا مع الاسف لا يرتقي ومكانتها وتاريخها الفني العريق كفرقة وطنية فنية رائدة على مستوى اليمن.. فقد كان الاداء الموسيقي (العزف) مرتبكا ومرتجلا ، كما لوحظ نشوء بعض الآلات الموسيقية وخروجها عن الايقاع اما الاداء الغنائي الجماعي كان هابطا والصوت غير واضح.

والشيء المؤسف في هذه الفرقة النموذجية مظهرها وشكلها الخارجي الذي لا يوحي بهيبتها وعظمة ادائها الفني كما سمعناها ايام زمان، وتحديدا ايام الموسيقار الكبير احمد بن غودل عندما كانت تقف امامنا على خشبة المسرح بقوة وشموخ.. نأمل من الزملاء القائمين على مكتب الثقافة ان يولوا جل اهتمامهم في تأهيل واعادة هذه الفرقة العريقة التي اوشكت على التآكل والانقراض لاسيما وان عددا كبيرا من اعضاءها على وشك التقاعد.. لذا من الضروري رفد الفرقة وتعزيزها بالفنانين الشباب وضخها بدماء شابة تعيد لها حيويتها وعنفوانها كما كانت زمان.

اما بالنسبة للعرض المسرحي (الحلم) وهي فكرة رامي نبيه تأليف جمال كرمدي واخراج عمر مكرم عنتر.. تمثيل الممثلة القديرة هدى حسن والنجم الكوميدي عيدروس عبدون والممثل المبدع محمد زيد عبيدال والنجم الشاب وهيب بدر داؤود والنجمة سوسن الشرعبي والاشراف الفني لفؤاد هويدي وتصميم اللوحة الاستعراضية اسامة بكار والاشراف العام للمخرج المسرحي الكبير جميل محفوظ.

وقد بدأت المسرحية بلوحتها الاستعراضية وحركاتها التعبيرية الصامتة وكانت عبارة عن مقدمة تمهيدية لمسرحية (الحلم) وقد جسدت لنا اللوحة واقع الارهاب والصراع الدامي بين القوى الخيرة وبين الارهابيين .

الموسيقى التصويرية المصاحبة للوحة جسدت الحدث الدرامي وابرزته بوضوح.. بعد ذلك تبدأ الاحداث الدرامية في تصاعدها من خلال دخول المرأة وهي في حالة حلم جميل.. وتحكي انها شاهدت في حلمها مدينة عدن وقد تحولت الى اقليم عدن الكبرى وان عدن ستعود كما كانت ايام زمان وكل مشكلات الناس من كهرباء ومن مياه وامن واستقرار وحياة خالية من الارهاب والجرائم عدن سترجع ام الدنيا ووووالخ.. كان ذلك الحلم الذي ظهر لنا جميلا ورائعا من خلال اداء الممثلين الذين جعلوا المشاهدين في حالة اندماج تام في الحلم.

لكن المخرج حاول ان يضعفنا بقوة وهذا اسلوب (بريخي) في كسر الايهام واسلوب التغريب المسرحي ليخرجنا من حالة الحلم الى الصحوة الى الواقع الى طبيعة الارهاب والجرائم التي تحصل يوميا في بلادنا وقد جسد لنا المخرج على المسرح صورة حية للارهاب استحوذت على حواس الجمهوري وجعلته في صميم الحدث المسرحي.




شارك برأيك