آخر تحديث :الخميس 27 يونيو 2024 - الساعة:11:26:31
الخطاط الشاب معاذ القاسمي في حوار مع "الأمناء":الناجحون لا يوجد في قواميسهم (المستحيل)
(الأمناء / التقاه/ حسين الأنعمـي )

على الرغم من الحروب المستمرة وحالة الركود العلمي، لاسيما في الجانب الثقافي، وأوضاع البلد المأساوية ككل، تظل أرض الجنوب ولادة للمبدعين في شتى المجالات، إبداع يتجلى بأبهى صورة وأنضر حلة.

الشاب معاذ القاسمي، إحدى المواهب التي دخلت عالم الإبداع من بابه الأوسع، حيث برزت موهبته في (فن الخط العربي) خلال فتراته الأولى، وعرف بحبه وهوايته له ومن ثم تمثيله، ليرث أباه موهبة الخط العربي، الذي كان له الفضل- بعد الله - في صقل موهبته وتنميتها.. "الأمناء" أجرت حوارًا مع الشاب معاذ، فإلى نص الحوار:

 

 

- من هو الخطاط معاذ القاسمي؟

معاذ محمود حسن القاسمي، من محافظة الضالع - منطقة الأصالة الضبيات. هاوٍ ومحب لفن الخط العربي الأصيل منذُ الصغر.

 

- كيف كانت بدايتك مع الخط العربي؟

بدايتي كانت بالنظر إلى المخطوطات، من باب الحب والتمتع لذلك الحرف، لجمالهِ، ولطريقة تشكُّله.

 

- - من أضاء لك طريق هذا المجال؟

مَن أضاء لي الطريق هو من غرس بداخلي هذا الحب لهذا الفن، وهو والدي، حفظه الله وأطال بعمره، فوالدي كان خطاطاً وخطُّه جميل، بالرغم أنه لم يحظَ بأي دورات أو تعلّم عند أساتذة الخط، وإنما كان يقلده تقليداً عادياً حتى أتقن ذلك الحرف. 

كان والدي يرى أن خطي هو أسوأ خط في عائلتنا، لذلك اهتم بي اهتماماً كبيراً، ليس بالتدريس فقط، بل حتى بالنظر عندما يكتب لوحة كبيره للأنشطة التي في منطقتنا كان دائما يستدعيني من أجل مساعدته، ومن أجل أن أنظر له وهو يكتب، ما يغرس ذلك الحب أكثر وأكثر، فكنت دائماً بجانبه وملازماً له عندما يكتب، وكنت حينها كلما أرى ذلك الحرف يتشكّل أتمتعُ معه وينبعثُ في قلبي ذلك الحس الروحي والروحاني في الخط العربي، أيضاً كان والدي يجعلني أداوم النظر للخطوط، خاصة خط الثلث، وكنت أنبهر لهذا الجمال ولا أصدق أن هذا يكتبه خطاط، ولطالما كنت أقول إنه يكتب بالكمبيوتر!

 

- هل كان الخط هو هوايتك الأولى؟

في البداية كنت أعشق الرسم، لكن والدي كان يشدني دائماً باتجاه الخط ويقلل من أهمية الرسم مقابله، وعن ذلك، قال لي ذات يوم بأن الرَّسام العالمي بيكاسو قال معلقاً عن الرسم: (إنّ أقصى نقطة وصلتُ فيها بالرسم، وجدتُ الخطَّ العربي قد سبقني إليها بسنين).

 

- ومن هنا كانت نقطة الانطلاقة نحو فن الخط؟

نعم، من هنا تعلقت وتعمقت بحب فن الخط، أيضًا المقالات والأقوال والأشعار التي أسمعها عن الخط تزيدني حباً وتعلقاً به، فمثلاً، قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق)، وغيرها الكثير.

 

- في أي مرحلة دراسية وجدت نفسك داخل أسوار هذا الفن بشكل رسمي؟

في الدراسة الإعدادية كان نظراً وحبًا وتمتعاً للخط فقط، وفي صف ثالث ثانوي ظهر حب الخط في يدي وبدأت حينها مشواري، حيث صنعت أقلاماً بنفسي، واجتهدتُ اجتهاداً كبيراً، حينها لم أكن أعرف أن هناك جروبات بالواتس والفيس تهتم بتعليم الخط، وفي ذلك الوقت رأت مُدرِسَة، من مدرسات منطقتي، خطي ذات يوم، وقررتْ إضافتي لإحدى جروبات تعليم الخط، فأشكرها جزيل الشكر.

فلكم فرحت بهذه البشارة، والذي بفضل الله ثم بفضلها تعرفت على كثير من الخطاطين، كما سافرت بعدها إلى خارج منطقتي فكانت هي أول من ساعدني بهذا المجال.

 

- هل شاركت في ورشة تدريبية حول الخط؟

أمضيت كثيرا من الوقت بالتعلم في الجروب، وذات يوم جاءتني رسالة تحمل إعلانًا حول إقامة ورشة تدريبية للخط العربي بصنعاء، وكانت برعاية الخطاط زكي الهاشمي، تحمّست لهذه الفكرة كثيراً، واستشرت والدي وسافرت، وبتوفيق من الله شاركت فيها، وقد استمرت لثلاثة أيام، وفيها تعرفت على خطاطين كُثُر، وعلى رأسهم رئيس جمعية الخطاطين باليمن ناصر النصاري، ونائبه عبدالرحمن الجنيد، وعلي النصاري، وخالد الورد.

 

- هل واجهت صعوبات في مجالك هذا؟

نعم، واجهت الكثير من الصعوبات والمعوقات، منها (مادية ومعنوية)، وعانيت ما عانيت، لكنني أشكر كل من كان يشد بيدي نحو الثبات والاستمرار، وكان يوصيني دائماً بأن الناجحين لا يوجد في قواميسهم أشياء اسمها (المستحيل، اليأس، الكسل). بعدها توكلتُ على الله ومضيتُ قدماً.

 

- ما طموحات (معاذ) في وطن مستقبله ملبد بالغيوم الضبابية؟

كثيرة، منها (أن أكون داعياً لله بقلمي، وأن يجعل الله نيتي خالصةً لوجهه، وأسأله أن يحفظني من الكِبِر والغرور وأكون متواضعاً مع كل من يريد تعلّم هذا الفن ومع كل فنان، وأن أكتب كلام الله، وهذا شرف لكل خطاط، وأن لا تخط يدي إلا كل ما يرضيه، وأن أصْبحَ من كبار خطاطي العالم، وأوصل رسالتي للعالم كله على أكمل وجه، فكل موهوب معه رسالة وأمانة، وأن أجعل الخط علّماً لا فناً، فالخط علم قبل أن يصبح فنًا، وأن أخرج من بلدي بمنحة أو غير منحة لدولةٍ مهتمةٌ بفن الخط العربي وأكمل دراستي هناك، بحكم الظروف التي يعيشها وطني، وأن أجد من يمسك بيدي ويقول: هيا تقدم نحو تحقيق حُلّمَك. وثقتي بالله كبيرة).

 

- ما نصيحتك لكل مبدع؟

نصيحتي لكل من لديه موهبة أو إبداع بداخله أن يسعى لإظهار إبداعه وصقل موهبته دون خوف أو خجل، وهذه فرصة كبيرة من منتدى الضبيات رمز الأصالة إنه صرحٌ لتشجيع وتحفيز كل مبدع ولا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

 

- كلمة أخيرة تود قولها من منبر؟

عظيم التحية والمحبة لكل الذين دعموني، وأولهم والدي الحبيب، والداعم والمحب لكل ما هو جميل د.عبدالله أبوجواد، الذي أخذ بيدي وحفزني وساندني بكل المجالات، ليس لي فقط بل مع كل طلاب منطقتي، وبمختلف الأنشطة الخيرية والإنسانية فله كل الشكر، كما أشكرك كل من وقف إلى جانبي حتى ولو بكلمة من داخل منطقتنا ومن خارجها، وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي، وكل من شجعني نحو هذا الفن أشكرهم ودعائي موصول لهم دائماً، وأحيي د.عبدالله (أبو جواد)، الذي ساندني ووقف بجاني وكرمني هذا العام، ومعروفه لا ينسى ما دمت حيًا، وكذا الشكر موصول لشيخنا علي صالح رجب والشيخ فضل عفيف، لما قدماه تجاهي، وأقول إن بلادنا ما زالت بخير بوجود أناس مثل هؤلاء.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل