آخر تحديث :الاحد 17 اغسطس 2025 - الساعة:00:58:50
عصابات تمارس أعمال بلطجة وابتزاز للباعة للحصول على (القات) ..
من وراء الفوضى في تعز؟ وما علاقة حمود المخلافي بذلك؟
("الأمناء" القسم السياسي:)

تشهد محافظة تعز حالة من الفوضى العارمة نتيجة جرائم مليشيات حزب الإصلاح الإخواني التي تتواجد بكثافة في مناطق عدة بالمحافظة أملاً في إحكام سيطرتها عليها، وهو ما انعكس على انتشار المليشيات في الشوارع بأزياء مدنية مدججة بالسلاح، في حالة تبرهن على الفوضى التي تعانيها المحافظة، مع وجود مؤشرات على أدوار فاعلة للقيادي الإخواني حمود المخلافي المقيم في تركيا.

ويرى مراقبون أن المخلافي يعتبر كلمة السر في الفوضى التي تعانيها تعز بتلك الأثناء، وبالتحديد منذ أن جرى التسويق لإقامته معسكر تدريبي يكتظ بالعناصر الإرهابية يحمل اسم "معسكر حمد" في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي، حيث عرضت قناة الجزيرة القطرية مقاطع فيديو لأفراد المعسكر ”أعضاء من تنظيم الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية” وهم يؤدون استعراضات وتدريبات عسكرية وشعارات تعاهد المخلافي على السمع والطاعة.

وكان الإرهابي المخلافي، الذي يقيم في تركيا ويتردد على قطر وعمان، قد أعلن في 30 أغسطس الماضي عن عزمه إقامة ألوية عسكرية، متكفلا بتمويلها بالكامل، حيث دعا أبناء تعز للعودة بذريعة مواجهة التحالف العربي، وذلك لتحقيق أهداف محور الشر الذي ترعاه وتدعمه إيران وقطر وتركيا.

ما يقدم عليه المخلافي بالوقت الحالي ليس جديداَ عليه، إذ أنه معروف بممارسة البلطجة عبر نهب الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين، وأشرف من قبل على تلك العمليات في العام 2011 والذي شهد عمليات نهب للسيارات والمحلات التجارية والأراضي الخاصة بالمواطنين، وفي أفضل الأحوال كان المخلافي يقدّم نفسه كمحكم ليقوم بنهب الضحية مقابل ملايين الريالات تحت مسمى "حماية".

وانتشرت صور تظهر الانتشار الكثيف لعناصر ملثمة مسلحة في سوق قات القبة الواقع في وسط مدينة تعز، تابعة لقيادات في مليشيا الإخوان المسيطرة على المدينة.

وطبقًا لمصادر مطلعة، فإن العصابات المنتشرة تمارس أعمال بلطجة وابتزاز للباعة بهدف الحصول على القات من دون مقابل.

وقال شهود عيان، إن مليشيا الإخوان استقدمت مؤخراً ما يقرب من 18 طقماً عسكرياً من معسكراتها في مدينة تعز وجبل حبشي إلى مدينة التربة ومنطقة البيرين جنوبي المحافظة.

ولفتوا إلى أن انتشار مليشيا الإخوان في مدينة التربة ومحيطها ومناطق أخرى في الحجرية يشير إلى استعدادها لخوض مواجهات محتملة مع كتائب أبي العباس بمديرية المعافر، وقوات اللواء 35 مدرع، وقوات الأمن الخاصة في الشمايتين.

ويأتي الانتشار الكثيف للعناصر المسلحة في محيط السوق، بعد يوم واحد من مقتل شخصين وإصابة ثالث، على أيدي عصابة مسلحة، تنفذ أعمال ابتزاز وبلطجة، تتبع مستشار قائد محور تعز، ما يعرف بمرشد الإخوان في تعز، عبده فرحان سالم.

وتخلّص أحد الضباط المنتمون إلى محور تعز الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان التابعة للشرعية، السبت المنصرم، من شخصين بعدما عجز عن الاستيلاء على أرض أحد أقاربهما.

وأفادت مصادر مطلعة بأن القيادي في اللواء 145 التابع لمحور تعز إبراهيم دماج، أقدم على قتل ياسر عبده محمد عبد الله الجبلي، وعبد الكريم قائد عبده عبيد، في منطقة بير باشا غرب مدينة تعز.

وأوضحت أن القيادي في مليشيا الإخوان، قرر قتل الضحيتين، بعد فشله في الاستيلاء على أرض تعود ملكيتها للمواطن أكرم مرشد، وهو أحد أقارب القتيلين، بقوة السلاح.

وقالوا أن سيطرة الإخوان حولت تعز من مدينة الثقافة إلى مدينة (البلطجة)، حد تعبيرهم.

وتعيش تعز، الخاضعة لسيطرة مليشيات الإخوان التابعة لحكومة الشرعية اليمنية، حالة انفلات أمني كبير، وسط عمليات اغتيال تنفذها مجاميع مسلحة تتبع المليشيا ضد معارضيها.

 

الموت الإخواني

تدفع أي منطقة خاضعة لسيطرة ونفوذ حزب الإصلاح الإخواني، ثمنًا ثقيلًا جرَّاء الفوضى التي يتعمَّد هذا الفصيل زرعها من أجل ضمان بسط سيطرته الغاشمة عليها.

من بين هذه المناطق محافظة تعز، التي تشهد فوضى أمنية عارمة، تجلّت كثيرًا فيما وقع في الساعات الماضية، عندما فتح مسلحان، يتبعان مستشار قائد محور تعز، وما يعرف بمرشد الإخوان في تعز عبده فرحان سالم، نيران أسلحتهما بشكل عشوائي، في سوق قات القبة وسط المدينة، ما أسفر عن مصرع شخصين وإصابة ثالث بجروح خطيرة.

مزيدٌ من التفاصيل كشفتها مصادر خاصة بالقول: "إن عصابة مسلحة تتبع قياديًا إخوانيًا دخلت السوق لممارسة البلطجة بهدف الحصول على قات من دون دفع قيمته للباعة، الذين رفضوا بدورهم ذلك التصرف، ما دفع المسلحين لإطلاق النار بصورة عشوائية داخل السوق".

صناعة الفوضى الأمنية هي سياسة إخوانية تشبه كثيرًا ما تقدم عليه المليشيات الحوثية، عبر افتعال كثير من الأزمات الأمنية ونشر الجريمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من أجل استخدام مزيدٍ من القوة الغاشمة ضد السكان.

ويؤكِّد الكثيرون من أهالي تعز، أنّ المليشيات الإخوانية تقف وراء الاغتيالات والفوضى التي تشهدها المدينة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وآخرها اغتيال قائد اللواء 35 المدرع، العميد عدنان الحمادي قبل أسابيع.

ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.

وتملك المليشيات الإخوانية سجلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.

ففي أغسطس الماضي، شنت مليشيا الإخوان قصفًا مدفعيًّا في محافظة تعز، ما تسبَّب في موجة نزوح داخلي لعشرات الأسر القاطنة في المناطق الوسطى للمحافظة، حيث شنّ الهجوم المئات من عناصر مليشيا "الإصلاح"، على بلدة مفرق البيرين، الأمر الذي أجبر عشرات الأسر على مغادرة منازلها للبحث عن مكان آمن.

هذه الممارسات الإرهابية من قِبل مليشيا "الإصلاح"، جاءت بعد الكشف عن تنسيق حوثي - إخواني من أجل سيطرة حزب الجماعة الإرهابية على كل المواقع المحررة في تعز وتفجير الوضع بالحجرية، ويتم بعد ذلك التقاسم بينهما لهذه المواقع.

وأقدمت مليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح على اقتحام إدارة أمن الشمايتين بمدينة التربة والسيطرة عليها، وذلك بدعمٍ من كتائب اللواء الرابع مشاة جبلي وأطقم تابعة لإدارة أمن المحافظة والشرطة العسكرية.

وسبق أن كشفت منظمة العفو الدولية جرائم بشعة ارتكبتها المليشيات الإخوانية في تعز، تمثّلت في حالات اغتصاب لأطفال، في سجون تعز، حيث تملك مليشيا الإخوان 18 سجنًا سريًّا، تتفاوت فيها درجات التعذيب، حيث أنَّ أهون سجن سري يتم تعذيب الضحية لفترة 18 ساعة باليوم والليلة.

مشرف السجون السرية لحزب الإصلاح هو القيادي في الحزب "ضياء الحق الأهدل السامعي" وهو من يقرر أي سجن يوضع فيه الضحية وبحسب أهميته، فيما أشد السجون السرية يشرف عليها المدعو "أبو نضال" وهو ضابط استخبارات سابق ولديه فريق خاص من محافظته (عمران) ويشرف على سجن يسمى الضغاطة وفيه عشرات المختطفين، وهو من أبشع السجون السرية من ناحية التعذيب حيث يموت بسبب التعذيب شخص واحد كل ثلاثة أيام.

 

علاقة الإصلاح بمقتل الحمادي

وفيما يخص حادثة مقتل العميد عدنان الحمادي، فإن مليشيات الإخوان التابعة للشرعية تحاول بكل ما أوتيت من قوة التبرؤ من دم الحمادي المتهمة باغتياله، مطلع الشهر الجاري، وعمل فرع الحزب في تعز على إصدار بيانات عدة ينفي صلته بالحادث غير أنه لم يحظَ باهتمام أي من القوى السياسية في تعز والتي ترى أمام أعينها جرائم الإصلاح كل يوم بحق المدنيين والعسكريين.

وكشفت التحقيقات في جريمة اغتيال العميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع عن تورط قيادي بارز في تنظيم الإخوان، ودفع خمسين مليون ريال يمني للمنفذ ومساعده في تنفيذ العملية.

وبحسب مصادر عسكرية مطلعة فإن لجنة التحقيق التابعة للواء 35 مدرع توصلت إلى معلومات وصفتها بـ”الهامة والخطيرة” خلال تحقيقاتها مع المتهمين بتنفيذ جريمة اغتيال العميد عدنان الحمادي في منزله بمديرية المواسط جنوب محافظة تعز.

ووفقا للمصدر، اعترف جلال الحمادي بتنفيذ عملية اغتيال أخيه العميد عدنان الحمادي مع الساعة 2:30 بعد ظهر الاثنين الثاني من ديسمبر في مقيله الخاص بمسدس، وبرر تنفيذ الجريمة بأن أخاه عدنان عميل لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه التهمة التي يسوقها إعلام وناشطو الإخوان على الشهيد منذ عامين إنما بسبب رفضه الخضوع لإملاءاتهم.

واعترف جلال الحمادي بانتمائه إلى حزب الإصلاح، وتنفيذ عملية الاغتيال بحضور ومساعدة مسؤوله التنظيمي ابن عمه مصطفى عبدالقادر الحمادي رئيس فرع حزب الإصلاح بمنطقة بني حماد التابعة لمديرية المواسط، وكشف عن تورط أشخاص آخرين في العملية، وقبض اللواء على عشرة منهم، وفر آخرون.

واعترف جلال الحمادي باللقاء مرتين مع ضياء الحق الأهدل القيادي في حزب الإصلاح، وهو المسؤول عن ملفات الاغتيالات والسجون السرية، وكان اللقاءان بحضور مصطفى عبدالقادر، نهاية شهر نوفمبر في فندق بمنطقة الحصب غربي مدينة تعز، واستلم مبلغ خمسين مليون ريال من ضياء الحق مقابل تنفيذ عملية الاغتيال.

وعثرت لجنة التحقيق على رسالة أرسلت من تلفون مصطفى عبدالقادر إلى رقم المشرف المباشر على العملية ضياء الحق الأهدل، قال فيها جلال (تم)، ويقصد نجاحهم بتنفيذ عملية الاغتيال، ورد عليه ضياء الحق بالقول “أصدقني القول”، قبل القبض عليه، وتحريز الهاتف.

وبينت التحقيقات أن ابنة عدنان الحمادي خرجت إلى المقيل فور مغادرة جلال الحمادي ومصطفى عبدالقادر، ووجدت والدها مضرجًا بدمائه، وخرجت تبحث عن المنفذين، ووجدتهما جوار المنزل يستعدان للهروب، وصرخت للحراس بأعلى صوتها “أقتلوهم قتلوا أبي”، ولبّى الحراس نداءها، وقاموا بمحاصرتهما، وأطلقوا النار، وتمكنوا من القبض عليهما.

وفي واقعة أخرى تبرهن على جرائم الإصلاح في تعز، عثر الأهالي على جثة الشاب أصيل الزريقي، الذي كشف مكان اختباء المتورطين في قتل مرافقي محافظ تعز، نبيل شمسان.

وكشفت مصادر مطلعة، في وقت سابق، عن عقد قيادات حزب الإصلاح الإخواني، اجتماعاً طارئاً، في تعز برئاسة ما يعرف بمرشد الإخوان بتعز عبده فرحان سالم، حول كيفية منع محافظ تعز من العودة إلى المحافظة لممارسة مهام عمله.

وأقرت قيادات حزب الإصلاح الإخواني، نشر ألف مجند من معسكر يفرس في المناطق المحيطة بمدينة التربة في الحجرية، وسحب كتائب وأفراد من اللواء 35 مدرع، لإعادة توزيعهم على الألوية الخاضعة لمليشيا الإخوان، وإعداد خطة جديدة للهجوم على مواقع كتائب أبي العباس في الكدحة.


#
#
#

شارك برأيك