
ثمانية شهداء، بينهم أربعة أطفال و25 جريحاً أغلبهم مدنيون، كانت حصيلة هجوم إرهابي حوثي استهدف عرضا عسكريا لتخرج دفعة جديدة من قوات الحزام الأمني في ملعب نادي الصمود، الذي يقع وسط حي سكني مكتظ؛ في جرائم هجوم إرهابي في الضالع وتحشيد عسكري في شبوة، انتهاكات جسيمة في شبوة وأبين، وأخرى أشد جرمًا في الضالع وكرش ومكيراس. الحوثيون والإخوان اختلفت معسكراتهم واتفقا على محاربة الجنوب، امتدادًا لحرب شعواء دشنتها قوى وتحالفات صنعاء منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، كانت البداية بتصفيات طالت كوادر وقياديي الدولة الجنوبية وصولا إلى حرب صيف العام 1994م، والتي سبقتها فتوى التكفير الشهيرة. معسكر في مأرب، يرفع شعار الحرب دفاعًا عن الشرعية اليمنية، لكنه يحشد في الجنوب لتنفيذ أجندة إيران وتركيا وقطر، وآخر في صنعاء، يرفع شعار الموت لأمريكا وإسرائيل، لكنه يحارب ويقصف المدن الجنوبية، حتى خُيل للعالم أن مدينة الضالع التي يقصفها منذ خمس سنوات، كأنها حيفاء في إسرائيل!
قصف الحوثيون مدينة الضالع بصاروخ بالستي، مما أدى إلى سقوط ضحايا في مجزرة جديدة تعيد إلى الأذهان مجزرة سناح، فالسلاح واحد والعدو واحد، وإن بدل شعاره وهتافه، من هتاف الوحدة أو الموت إلى شعار الموت لإسرائيل وأمريكا، استمرار القتل للجنوبيين بشعارات شتى، فالوحدة اليمنية التي يقتلون الجنوبيين باسم الدفاع عنها لم تعد موجودة، قتلوها حين أطلقوا النار على أول مسؤول جنوبي في مطلع تسعينيات القرن الماضي.
أما الشعارات الجديدة التي يقصف الحوثيون الضالع وهم يرددونها "الموت لأمريكا" لا تختلف كثيرًا عن الشعار الأول، تختلف الشعارات والهتافات ويبقى القتل للجنوبيين واحدًا.
بعد هجوم الأحد الدامي في الضالع وأعمال التحشيد والقتل والتنكيل في شبوة، لم يعد هناك من ينكر وجود التحالف والتنسيق العدواني ضد الجنوب بين معسكرات مأرب وصنعاء. معركة جديدة سوق لها سياسياً في سيئون باسم تحالف سياسي أعلن الحرب ضد التحالف العربي بوصفه احتلال، فكان التنفيذ في الضالع بقصف صاروخي طال المدينة وأوقع ضحايا أغلبهم مدنيون، أمر لا يحتاج إلى قراءة أو تحليل، فسيئون عاصمة وادي حضرموت أصبحت وكرًا لإدارة المشاريع العدائية ضد الجنوب، فلا عجب أن يصنع حلفاء إيران فيها سياستهم وحربهم على المدن، طالما وهي قد بقت في قبضة التنظيم الآخر والأشد إرهابا من الحوثيين، وهو ما ترجمه ما سمي بمجلس الإنقاذ الذي جمع الحوثيين والإخوان وأتباع إيران ووحدهم في تكتل واحد شعاره الحرب على التحالف العربي، والهدف قتل الجنوبين ونهب أرضهم وثرواتهم، معتقدًا أن سيناريو العام 1994م، سوف يتكرر مرة أخرى، دون إدراك أن الواقع قد تغير وأن المعادلة لم تعد تلك التي كانت العامل المساعد للاحتلال السابق.