آخر تحديث :الثلاثاء 14 مايو 2024 - الساعة:00:44:00
المجلس الانتقالي.. مشروع جنوبي وطني أفشل مخططات الحوثي والإخوان
("الأمناء" كتب/ صالح لزرق:)

منذ اندلاع الثورة الجنوبية في عام 2007م لم ينجح الجنوبيون في إيجاد كيان جنوبي قوي يمثل تطلعات الشعب الجنوبي ليمثله في المحافل الدولية كحامل سياسي مؤثر للقضية الجنوبية في الداخل والخارج بسبب تدخلات قوى وأحزاب خاضعة لنظام الاحتلال اليمني ضد الحراك حتى تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي في 5 مايو 2017م، والذي جاء كثمرة نضال للحراك الجنوبي بعد سنوات من الظلم الذي تعرض له أبناء الجنوب من قبل نظام صالح وحزب الإصلاح وصولا إلى الغزو الحوثي المدعوم من إيران على الجنوب عام 2015م، ومحاولة إسقاط عدن، غير أن المقاومة الجنوبية تمكنت من دحر المشروع الفارسي من الأراضي الجنوبية، وأثبتت قوتها في الحفاظ على الأمن القومي العربي بدعم من التحالف العربي.

 

الانتقالي في مواجهة لمشاريع أخرى

وقف المجلس الانتقالي الجنوبي في وجه القوى اليمنية التي تهيمن على الشرعية اليمنية وعلى رأسها حزب "الإصلاح الاخواني" المدعوم من قطر وتركا، وأفشل مخططاتهم في الجنوب رغم محاولات القوى اليمنية إفشاله عبر أدوات جنوبية قامت بإنشاء كيانات تتحدث باسم القضية الجنوبية وهي تابعة لقوى يمنية وإقليمية تريد إعادة الجنوب إلى باب اليمن مجددا، إلا أن الانتقالي نجح في صد كل المخططات، بل وحقق نجاحات كبيرة منها تشكيل هيئاته في عموم محافظات الجنوب ودوائره والإعلان عن تشكيل جمعية وطنية "برلمان جنوبي" وعقد جلسات للبرلمان، ولم يتوقف الأمر على النجاحات المحلية، حيث واصل الانفتاح واستعرض قضيته على الساحة العربية والدولية، ونجح في فتح قنوات تواصل مع دول عربية وإقليمية، وفتح مكاتب في دول كبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا.

 

قوة وصلابة رغم حملات الإخوان الإعلامية

المجلس الانتقالي الجنوبي لم يتوقف عن السير نحو تحقيق هدف الشعب الجنوبي رغم الحملات الإعلامية الكاذبة التي تعرض ويتعرض لها قياداته يوميا من على قنوات إخوانية ممولة من النظام القطري والتركي وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية، إلا أن الانتقالي تجاوز الكثير من العقبات التي وقفت في طريقه، ونجح في رسم مستقبل الجنوب واستطاع إقناع المملكة العربية السعودية (قائدة التحالف العربي) بالاعتراف به كشريك سياسي وعسكري في دحر المشروع الإيراني ومكافحة الإرهاب بعد أن وجهت له دعوة للدخول في مفاوضات مع الشرعية حول أحداث أغسطس الماضية في محافظات الجنوب، وأجبر الشرعية بالتفاوض معه والتوقيع على مخرجات "اتفاق الرياض" الذي يشكل اعترافا رسميا من التحالف العربي والشرعية بالمجلس الانتقالي الجنوبي كطرف سياسي ممثلا عن الجنوب في أي تسوية سياسية ونهائية للحل النهائي للأزمة اليمنية.

 

اعتراف المجتمع الدولي

ومن أبرز الملفات التي جعلت المجتمع الدولي ينظر إلى المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف رئيسي في الجنوب نجاحه في مكافحة الإرهاب في محافظات الجنوب التي ظلت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية لسنوات، ولم يستطع نظام صالح ونظام الإخوان مكافحتها، إلا أن الانتقالي نجح في مكافحة الفكر المتطرف في المحافظات بدعم وإسناد من دولة الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العربي، حيث تمكنت قوات الانتقالي من مطاردة فلول الإرهاب إلى أوكارها في أبين وشبوة ولحج وحضرموت، وتمكنت من طردها وألقت القبض على قيادات مطلوبة دوليا، وسط إشادات دولية بما تحقق على يد القوات الجنوبية وآخرها تقرير  لمؤسسة جيمس تاون الاستخباراتية الأمريكية الذي أشاد بقوات المجلس الانتقالي في مكافحة الإرهاب، وقال إن مساحات عمليات تنظيم القاعدة وداعش في جنوب اليمن تقلصت بفعل ما قامت القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات من جهد في تأمين محافظات الجنوب، الأمر الذي أدى إلى قطع الطريق أمام القاعدة وداعش من الوصول إلى الموارد وقدرته على التجنيد.



شارك برأيك