- أكد أنه لولا الدعم السعودي لما كان في مقدور الحكومة اليمنية دفع رواتب الموظفين.. الرئيس اليمني رشاد العليمي لـ«عكاظ»: الشراكة في المجلس الرئاسي وحّدت الجبهات للتعامل مع أي تصعيد حوثي
- العميد جلال الربيعي يؤكد إلقاء القبض على قيادي في خلية الامانة العامة لمجلس الوزراء
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- بتدخل مباشر من سلطة الإخوان ..الإفراج عن عصابة تهريب العملة للحوثي في تعز
- تقرير خاص للأمناء: هل تنقذ عدن المنظمات الدولية من قبضة الحوثيين في صنعاء؟
- مصادر لـ"الأمناء": قرب صدور حكم بالسجن ضد مسؤول كبير بتهمة الفساد
- تقرير : كيف يؤثر تصنيف «الحوثي» منظمة «إرهابية» على توترات البحر الأحمر؟
- برعاية الرئيس الزبيدي .. النقيب والحالمي يفتتحان المعرض التراثي والثقافي الاول بلحج
- تعز: انفلات أمني وإزهاق للأرواح وخارجون عن القانون يعبثون بالأمن والاستقرار وغياب كامل لدور أجهزة أمن الشرعية
- الكثيري يشيد بجهود اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية
في جريمة هزت ضمير الإنسانية داخل اليمن وخارجها، وفِي حادثة غريبة على المجتمع، تم إهانة الأستاذ فيصل الريمي أستاذ في (مدارس كيان الأهلية) وضربه حتى فارق الحياة من قبل مالك معرض سيارات (أبراج الستين) في صنعاء، بسبب اتهامه بأنه ضرب ابنه الذي يدرس في الصف السابع.
ونشرت (مدارس كيان الأهلية الحديثة)، بلاغا حول حادثة الاعتداء على الأستاذ فيصل الريمي جاء فيه: "قام يوم الأربعاء الموافق 18/12/2019م المدعو مراد ناصر جبران بالحضور إلى المدرسة مشتكيا بأن الأستاذ فيصل الريمي صفع ولده (طالب مقيد في الصف السابع بالمدرسة) ويطلب التحري عما حصل، فذهبنا بصحبة الطالب فقط إلى الأستاذ/ فيصل للتأكد من صحة الشكوى وتركنا ولي الأمر ومعه شخصين آخرين في الإدارة".
وأضاف البلاغ، الذي اطلعت "الأمناء" عليه: "وعندما سألنا الأستاذ عما حصل أفاد الأستاذ أن هذا لم يحصل وكل ما حصل أن الطالب نزل تحت الطاولة أثناء شرح الأستاذ للدرس وأخذ يشاغب فأخرجه من تحت الطاولة وأنذره بعدم التكرار، ولم يقم حتى بمعاقبته بأي نوع من العقاب".
وتابع: "وفوجئنا بصعود ولي الأمر ومن كان بصحبته مسرعين في الدرج وقام ولي الأمر بصفع الأستاذ فيصل فقمنا بدفعهم بعيدا وأخرجناهم إلى باب حوش المدرسة، وهنا فوجئنا بوجود سيارة شاص وعلى متنها مجموعة مسلحة حوالي ( 6 أو7 ) أشخاص وولي الأمر لازال يتوعد ويهدد، فأغلقنا الباب وبعد ذهابهم ذهبنا بصحبة الأستاذ إلى المنطقة الأمنية قسم علاية، وقدمنا بلاغًا، واتخذوا إجراءات المحضر والتحقيق وأخرجوا أفرادهم لضبط المعتدي، وعدنا إلى المدرسة وبعدها بقليل لاحظنا حالة توعك عند الأستاذ فيصل فقمنا بإسعافه إلى المستشفى، وهناك تم إدخاله العناية المركزة وبعد أقل من ربع ساعة توفي الأستاذ فيصل - رحمه الله - على إثر ما حدث، فقمنا بنقل جثمانه الطاهر إلى ثلاجة مستشفى الثورة العام وأبلغنا جهات الاختصاص الأمنية بالتداعيات التي حصلت".
غضب شعبي
ولقيت الحادثة غضبًا شعبيًا عارمًا في مختلف أرجاء المحافظات، فأي كرامة لوطن تهان فيه كرامة المعلم بل يموت ويقتل دون أن يجد من يدافع عنه أو ينتصر لكرامته، فإذا أردت إهانة أي مجتمع وتحطيم أي أمة حطم دور المعلم واحتقر مكانته وقلل من شأنه، فدور المعلم هو الأساس.
ولقيت قضية الأستاذ فيصل الريمي ردود أفعال صادمة، بل تحولت إلى رأي عام، حيث كتب الأستاذ عزيز أحمد المطري معلقا على الحادثة في صفحات السوشيل ميديا، رصدتها "الأمناء"، بالقول: "من طعم حقك طعم دمك أربع سنوات، والمعلم يذوق الأمرين وأطفاله محرومون من أبسط الأشياء حتى الرعاية الصحية الغالبية لا يستطيعون نقل أطفالهم إلى المركز الصحي بسبب الظروف المادية".
وأضاف: "اليوم وبعد أربع سنوات من الذل والمعاناة يقتلك وداخل حرم مدرستك وأمام تلاميذك وطلابك وزملائك ضربا حتى الموت، أين قد حصلت هذه الجريمة البشعة التي تضاف إلى جريمة حرمان المعلم من الراتب؟".
أما وزير الثقافة السابق الأستاذ خالد الرويشان فكتب على صفحته في فيس بوك معلقا عن الجريمة بالقول: "قُم للمعلّمِ وفّهِ التقتيلا!.. تاجر سيارات مسلّح في صنعاء يقتحم مدرسة خاصة ويضرب المعلّم الشاب أمام تلاميذه! بعد نصف ساعة توقّف قلب المعلّم النبيل الحسّاس! مات المعلّم!.. المعلّم فيصل لم يمُتْ ..بل قُتِل ضربا وقهرًا!".
وأضاف الرويشان: "المعلّمون يموتون صبرًا وضربًا وقهرًا.. وانتظارًا! يُعلّمون في المدارس الحكومية بلا مرتبات ويعلّمون في المدارس الخاصة بربع مرتب!.. مرتّب أتفه من أن يُذكر.. مرتب المدرسة الخاصة في اليمن لا يكفي حتى للمواصلات من المدرسة وإليها، وكأن هذا الجحيم اليومي لا يكفي حتى يتم قتل المعلّم عنوةً بالضرب والقهر وأمام تلاميذه!".
إدانة ومناشدة
بدورها ناشدت وزارة التربية والتعليم الرأي العام في صنعاء بضرورة التحرك للضغط وإلقاء القبض على قاتل المعلم الريمي ومحاكمته محاكمة عادلة وإعادة الاعتبار للمعلم وللعملية التعليمة في البلاد التي عبثت بها مليشيات الحوثي الانقلابية على الشرعية منذ قرابة خمسة أعوام.
وأدانت وزارة التربية والتعليم حادثة مقتل أحد المعلمين في إحدى مدارس أمانة العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، على يد ولي أمر أحد الطلاب، رجل الأعمال المدعو “ناصر جبران الفقيه”.
وقالت الوزارة في بيان لها تلقت "الأمناء" نسخة منه: "إن هذه الحادثة تأتي استمرارا للجرائم والاعتداءات التي تمارس ضد المعلمين في مدارس المحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإجرامية”.
وأضاف البيان: “لم تكن حادثة الاعتداء حتى الموت على المعلم الريمي، في أمانة العاصمة، إلا مشهداً مختصراً لما آلت إليه أوضاع المعلم اليمني من تدهور مريع منذ انقلاب مليشيات إيران الحوثية على الشرعية الدستورية باليمن في 21 سبتمبر 2014 ".
وأشار البيان إلى أن حادثة الاعتداء حتى الموت على المعلم فيصل سعد الريمي يضاف إلى رصيد مليشيات الحوثي لانتهاكات حقوق المعلمين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها الذين يؤدون مهامهم في التعليم بدون رواتب منذ ثلاث سنوات، إلى جانب سرقة مخصصاتهم التي كانت قد تكفلت بها الأمم المتحدة لهم من أجل عدم توقف العملية التعليمية.
وأشارت الوزارة إلى أن المليشيا الحوثية قامت بتعديل المناهج الدراسية على أساس مذهبي وطائفي وإدخال مادة جديدة إلى المناهج الدراسية هي مادة “السلوك” لتدريس سلوكهم المذهبي والطائفي، وتستخدم المليشيا الحوثية التهم الجاهزة لمن يخالفهم من المعلمين أو يطالب بحقوقه.
أرقام مخيفة
وكشف تقرير لنقابة المعلمين اليمنيين في أغسطس الماضي عن مقتل أكثر من 1500 معلمًا ومعلمة على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتعرض 2400 من العاملين في القطاع التعليمي باليمن لإصابات نارية مختلفة، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة.
ووثقت النقابة 32 حالة اختفاء قسري لمعلمين اختطفتهم ميليشيات الحوثي من منازلهم ومدارسهم، ولايزالون مخفيين منذ سنوات، وكذلك قيام المليشيات الحوثية الانقلابية بهدم 44 منزلاً من منازل المعلمين في محافظات عدة.
ومنذ انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية ترك آلاف المعلمين اليمنيين منازلهم ومدارسهم ومناطقهم خوفًا من بطش واضطهاد المليشيات الحوثية، وأصبحوا بلا مأوى وبلا عمل.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار خطة ممنهجة استكمالاً لمسلسل مليشيات الحوثي الإجرامي «حوثنة التعليم» بشكل عام و«حوثنة العاملين» في التربية بصنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، الأمر الذي يعني إقصاء وتهميش من تبقى من العاملين في المؤسسة التعليمية بمناطق نفوذها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الميليشيات الإرهابية أصدرت تعميمات ألزمت المعلمين والكادر التعليمي بالحضور القسري للدوام، دون أي التزام بصرف مستحقاتهم، وإجبارهم على حضور دورات طائفية أو فصلهم من أعمالهم وتعرضهم للتهديد والبطش والتنكيل.