آخر تحديث :الجمعة 17 يناير 2025 - الساعة:00:37:13
كيف تتعمد الشرعية افتعال الأزمات لإفشال اتفاق الرياض ؟
("الأمناء" تقرير خاص:)

على مدار خمس سنوات متواصلة، هي أمد الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، سيطر "الفساد" على حكومة الشرعية، وهي تحت اختراق حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، حتى كوّن قادة هذا المعسكر ثروات مالية طائلة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من مآسي إنسانية شديدة البشاعة.

وعند الحديث عن فساد حكومة الشرعية، فإنّ الإرهابي علي محسن الأحمر يطل برأسه سريعًا، باعتباره سرطانًا نخر في كافة المؤسسات واستطاع تكوين ثروات مالية طائلة جرّاء ذلك، فيما جاء الدور حاليًّا على محاولة إتلاف المستندات التي تفضح فسادهم.

وعلى خُطا الأحمر، سار الكثير من قادة نظام الشرعية، لا سيّما الموالون لحزب الإصلاح الإخواني، أولئك الذين استغلوا حالة الحرب من أجل مواصلة هذا الفساد الموثّق بعديد الاتهامات والأدلة دون أن يكون لذلك الفساد رقيبًا أو حسيبًا.

ويرى عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي أنَّ أجنحة الشرعية المتصارعة على النفوذ ونهب الإيرادات هي أساس الانشقاق داخل المؤسسات.

ويقول في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لسنا نحن من ينقل الانشقاق إلى داخل مؤسسات الدولة؛ لأنه أساسًا لا يوجد ما يمكن أن يطلق عليه مؤسسات دولة وإنما أوكار لممارسة الفساد والإفساد".

وأضاف: "الحقيقة أن أجنحة الشرعية المتصارعة على النفوذ ونهب الإيرادات هي أساس ذلك الانشقاق ومنبع ذلك البلاء".

وبما أنّ هذا الفساد مكَّن عناصر الإخوان النافذين في "الشرعية" من جمع الثروات، فإنّ من مصلحتهم استمرار الحرب بوضعها الراهن، من أجل التواري وراء حالة الحرب لممارسة "الإجرام المالي".

ومنذ الخامس من نوفمبر الماضي، عندما تمّ التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، وهو الاتفاق الذي يضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية ويضبط هيكل الشرعية ويقضي على ممارسات الفساد التي استشرت في هيكله، فقد عمل "الإصلاح" على إفشال الاتفاق، وذلك من خلال افتعال الكثير من الأزمات سواء سياسيًّا أو عسكريًّا.

 

إرهاب خدماتي ضد الجنوب

لا يقتصر العدوان الإخواني ضد الجنوب على تحركات عسكرية من مليشيات إرهابية، بل عمد في أحد أشكاله على افتعال الأزمات التي تمس حياة المواطنين.

ففي الفترة التي أعقبت اتفاق الرياض، الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، عمدت "الأخيرة" إلى افتعال الكثير من الأزمات التي استهدفت الجنوبيين بشكل مباشر من أجل إفشال الاتفاق.

أحد أهم صنوف الاعتداءات الإخوانية تمثَّلت في افتعال الأزمات الحياتية التي تحاول النيل من الجنوبيين وتغييب الاستقرار عن حياتهم، في مرحلة تستهدف جانبًا أكبر من التصعيد، يؤدي إلى صناعة الفوضى.

وفي محافظات الجنوب التي تعاني من هيمنة وسيطرة إخوانية بغطاء الشرعية، يعيش المواطنون في ظل غياب خدمات كثيرة، في تعمُّد إخواني من أجل تأزيم الحياة العامة.

الحرب الإخوانية كان لها بعض الأثر في معاناة الجنوبيين فيما يتعلق بقطاعات مهمة، تتعلق بحياة المواطنين بشكل مباشر، سواء في الغذاء أو المياه أو الكهرباء، حيث استغل "الإصلاح" سيطرته على هذه القطاعات الحكومية من أجل إثارة الكثير من النعرات في الجنوب، عبر آلة فساد بشعة.

في  المقابل، تُكرِّس القيادة الجنوبية كثيرًا من جهودها من أجل مواجهة هذه الأعباء المفتعلة من حزب الإصلاح الإخواني، وذلك من أجل إنجاح الاتفاق وتمكنيه من عبور هذه "المطبات الإخوانية".

وكما أنّ العدوان الإخواني ضد الجنوب فشل عسكريًّا، فإنَّ أي استهداف من أي نوع سيكون مصيره الفشل الذريع، وهذا ثقة الجنوبيين في قيادتهم.




شارك برأيك