آخر تحديث :الاحد 20 ابريل 2025 - الساعة:00:18:29
صداع الشرعية المزمن! لهذه الأسباب يصر الزُبيدي على تنفيذ بنود اتفاق الرياض
("الأمناء" تقرير/ عـــلاء عـــادل حـــنش:)

التحركات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والاجتماعية التي يقوم بها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، أحدثت صداعًا مزمنًا لحكومة الشرعية اليمنية، لا سيما وأنها تأتي في إطار تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي جرى توقيعه في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني في العاصمة السعودية الرياض.

في مقابل ذلك تتبلور تحركات حكومة الشرعية اليمنية، التي يسيطر على كل مفاصلها حزب الإصلاح، لإفشال اتفاق الرياض الذي يقوّض من تحركات هذه الجماعات التي لا تحمل أي خير للمواطنين الذي يعانون من أزمات عديدة أثقلت كاهلهم.

سياسيون أكدوا أن الرئيس الزُبيدي يعمل بجد على إنجاح اتفاق الرياض التزامًا منه بالتوقيع الذي وقّعه المجلس الانتقالي في الاتفاقية التي رعتها المملكة العربية السعودية.

وقالوا في أحاديث متفرقة مع "الأمناء": "على الرغم من الخروقات المتواصلة التي ترتكبها حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني لبنود اتفاق الرياض، يؤكد المجلس الانتقالي بين حينٍ وآخر على التزامه ببنود الاتفاق إدراكًا بأهمية هذا المسار في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوَّه حزب الإصلاح مسار هذه الحرب".

 

الإصرار على تنفيذ بنود الاتفاق

سياسيون وعسكريون أشاروا إلى أن إصرار الرئيس عيدروس الزُبيدي على تنفيذ بنود اتفاق الرياض ليس عبثًا، بل لهُ حساباته وأهدافه، لا سيما الأهداف الخاصة بتحقيق حلم أبناء الجنوب المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية كاملة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.

وقالوا: "إن هذا الهدف هو ذاته الذي ذهب لتأكيده الدكتور ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال لقائه بالمبعوث الأممي مارتن غريفيثس في العاصمة السعودية الرياض (أمس الأول الثلاثاء)، حيث أكد الخبجي أنَّ اتفاق الرياض قد فتح آفاقًا واسعة لتحقيق مزيد من التقدم في إطار عملية سياسية شاملة تُنهي الحرب، وتؤسس لحلول جذرية لقضية شعب الجنوب على قاعدة إنفاذ إرادة شعب الجنوب وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم".

 

كيف فضح الزُبيدي الشرعية باتفاق الرياض؟

من جانبهم، أكد محللون أن مسؤولي حكومة الشرعية يدافعون عن مصالحهم ومناصبهم لا عن مصلحة شعبهم ووطنهم.

وقالوا في أحاديث متفرقة مع "الأمناء": "الشرعية ومسؤولوها المدنيين والعسكريين الجميع يدافعون عن مصالحهم ومناصبهم لا عن مصلحة شعبهم ووطنهم، ومن يقول غير ذلك عليه أن يأتي بمنجز لأي منهم".

وأضافوا: "سيتعب كل من يعوّل على الشرعية وإخوانها في شيء مهما كان ذلك الشيء، لأنها لن تسعفه".

وأكدوا أن بعض مسؤولي حكومة الشرعية يتاجرون بالمنصب والإغاثة والمنح الدراسية بالإضافة إلى التلاعب في كشوفات رواتب الجيش والأمن.

وتابعوا: "لقد تحوّل بعض مسؤولي الشرعية إلى المتاجرة بـ(المنصب، الإغاثة، الجواز الدبلوماسي، النفط، الدقيق، الأسمدة، التأشيرات، المنح الدراسية)، إضافة إلى التلاعب في كشوفات رواتب الجيش والأمن، وادّعى بعضهم أن لديه مئات أو آلاف من الجنود الوهميين الذين هم غير موجودين في الأصل".

 

وجود الزُبيدي بعدن إيجابيّ

وكان لوجود الرئيس عيدروس الزُبيدي في العاصمة الجنوبية عدن أثرا إيجابيا، حيث أجرى منذ وصوله الكثير من اللقاءات التي من شأنها أن تساهم بإنجاح اتفاق الرياض، بالإضافة لتحسين الأوضاع الخدماتية، بحسب مراقبون للشأن المحلي.

وفي الأسبوع الماضي أكد الرئيس الزُبيدي على ضرورة تكثيف الجهود لإنجاح اتفاق الرياض باعتباره المفتاح واللبنة الأولى لإنجاز الهدف الأسمى لشعب الجنوب المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، مشيرًا إلى أن ذلك لن يتم إلا بالمزيد من العمل الميداني وتلمّس احتياجات أبناء العاصمة والعمل على توفيرها وفق ما هو متاح من إمكانيات.

جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعاً للهيئة التنفيذية للقيادة للمحلية للمجلس بالعاصمة عدن.

واشاد بالجهود التي يبذلها أعضاء الهيئة التنفيذية لانتقالي العاصمة برئاسة د.عبد الناصر الوالي، في العمل الميداني وتقديم الخدمات لأبناء العاصمة عدن، عقب تنصّل الجهات المسؤولة عن القيام بواجباتها.

وأطلع الزُبيدي أعضاء الهيئة على آخر المستجدات فيما يخص تنفيذ اتفاق الرياض.

واستمع من أعضاء الهيئة التنفيذية لشرح مفصل عن البرامج والأنشطة التي نفذتها الهيئة خلال الفترة الماضية لتطبيع الحياة في العاصمة، خاصة عقب الأحداث التي شهدتها المدينة في أغسطس الماضي.

وأكد الرئيس الزُبيدي وقوف قيادة المجلس الانتقالي مع القيادة المحلية في العاصمة عدن ودعمها بما يمكّنها من أداء مهامها لخدمة أبناء العاصمة الذين عانوا أكثر من غيرهم في جميع المجالات.

وأمس الأول الثلاثاء عقد الرئيس عيدروس الزُبيدي اجتماعاً مشتركاَ لهيئة رئاسة المجلس، والهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس بمحافظة الضالع، ورؤساء القيادات المحلية في المديريات.

وقدم الرئيس الزُبيدي في مستهل الاجتماع شرحاً موجزاً عن اتفاق الرياض والجهود التي بذلت للتوقيع عليه، والجهود التي تبذل حالياً لتنفيذه، بالإضافة إلى نتائج لقاءاته مع سفراء عدد من الدول العظمى التي باركت الاتفاق، والموقع الجديد للمجلس الانتقالي الجنوبي على الخارطة السياسية المعترف بها من هذه الدول رسمياً، كطرف من أطراف العملية السياسية وخاصة بالشأن الجنوبي.

ويأتي الاجتماع ضمن خطة رئاسة المجلس للاطلاع المباشر على أداء القيادات المحلية في المحافظات والمديريات.

واستمع الرئيس الزُبيدي من الهيئة التنفيذية لانتقالي الضالع لتقرير شامل عن أداء القيادة المحلية في المحافظة والقيادات في المديريات، خلال الفترة الماضية، والمعوقات التي اعترضت سير عملها.

كما استمع إلى آراء ومقترحات رئيس وأعضاء الهيئة التنفيذية لانتقالي الضالع، لتحسين أداء القيادة المحلية في المحافظة والمديريات، في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، مع تأكيدهم على مواصلة النضال وبمختلف أشكاله لإفشال المؤامرات الحوثية والإخوانية.

وأشاد الزُبيدي بالدور الذي لعبته قيادة المجلس الانتقالي في الضالع والقيادات في المديريات وأسبقيتها في معالجة معوقات التنسيق مع قيادة السلطة المحلية في المحافظة والمديريات، والجهود الكبيرة التي بذلتها في متابعة حل المشكلات العامة ومشكلات العمل الأمني والعسكري وعلاج الجرحى من العسكريين والمدنيين، والرصد للخروقات الحوثية في جبهات القتال.

وحثّ الزُبيدي قيادات انتقالي الضالع إلى رفع وتيرة عملهم في التنسيق مع الوحدات العسكرية الأمنية والسلطة المحلية لحل أي معوقات، ومعالجة المسببات والأخطاء في مجال عملها، بالإضافة إلى رصد خروقات الحكومة اليمنية لاتفاق الرياض الذي يسعى المجلس وبكل قوة لتنفيذ أحكامه.

وفيما يخص لحج، ترأس الرئيس عيدروس الزُبيدي، منتصف الأسبوع الجاري، اجتماعاً للهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس في محافظة لحج، ورؤساء القيادات المحلية.

وأشاد الزُبيدي بالهيئة التنفيذية لقيادة انتقالي لحج، برئاسة المحامي رمزي الشعيبي، رئيس القيادة المحلية، وبالجهود الذي بذلتها وتبذلها قيادة المجلس لتنفيذ الخطط والمهام الموكلة إليها لخدمة أبناء المحافظة، مستمعا منها لتقرير شامل عن البرامج والأنشطة التي نفذتها القيادة المحلية لتطبيع الحياة في المحافظة، وكذا المعوقات والمعضلات التي اعترضت تنفيذ بعض البرامج، والآليات والمقترحات الكفيلة بتجاوزها، لضمان تنفيذها مستقبلاً بكل سلاسة ويسر.

وحثّ الرئيس الزُبيدي تنفيذية انتقالي لحج على بذل مزيد من الجهود والتقرب من المواطنين للوقوف على احتياجاتهم، والعمل على توفيرها، بما يضمن تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ اتفاق الرياض، باعتباره حجر أساس لأي عمل تنظيمي وميداني خلال الفترة الحالية، مشدداً على أهمية رصد أي أعمال أو تحركات مشبوهة لمحاولة عرقلة تنفيذ الاتفاق من قبل أي جهة والرفع بها أولاً بأول.

وعن محافظة أبين، عقد الرئيس الزُبيدي اجتماعاً مشتركاً لهيئة رئاسة المجلس، مع الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس بأبين، ورؤساء القيادات المحلية للمجلس في مديريات المحافظة.

وحيّا الرئيس الزُبيدي أبناء محافظة أبين وقبائلها ومقاومتها لصمودهم في وجه المخططات الإخوانية وأعمال الإرهاب الممولة من قبل تلك الجماعة لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة ومقاومتها وإفشالها، داعياً أبناء المحافظة كافة للوقوف صفاً واحداً للدفاع عن قضية الجنوب وحق شعبه في نيل استقلاله واستعادة دولته.

وثمّن تضحيات شهداء المقاومة في أبين وكل الشهداء من منتسبي القوات المسلحة والأمن الجنوبيين، متعهداً بالسير على طريقهم وحماية المكتسبات المحققة بفضل تضحياتهم.

ووقف الاجتماع أمام الخروقات التي ترتكبها الحكومة اليمنية وجيشها لاتفاق الرياض في أبين، وحشودهم المستمرة المدعومة بالعناصر الإرهابية المتسترة برداء الجيش اليمني، حيث أكد الاجتماع على ضرورة التنسيق بين هيئات المجلس والوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية لمواجهة التحديات، ورصد جميع الانتهاكات والرفع بها في تقارير يومية بالزمان والمكان الجغرافي.

وناقش الاجتماع مستجدات الأوضاع في أبين، وأداء عمل هيئات القيادة المحلية في المحافظة والصعوبات والمعوقات التي تعترض سير عملها، حيث جرى التأكيد على أهمية تفعيل دور الهيئات بالعمل بين أوساط المجتمع لتهيئة الظروف لتنفيذ اتفاق الرياض.

وشدد الاجتماع على أهمية تحسين الأداء التنظيمي للقيادة المحلية في أبين والمديريات، وتجاوز المعضلات والظواهر السلبية، والفساد التي تعيق انسيابية أداء عمل الإدارات والمؤسسات الخدمية في المحافظة.

وفي الختام استعرض الاجتماع جُملة من المواضيع المدرجة في جدول أعماله، وتم اتخاذ ما يلزم بشأنها من إجراءات.

عسكريًا، وبعد لقاءات مكثفة مع قيادات عسكرية جنوبية عديدة لتأمين محافظات الجنوب، وتنفيذ اتفاق الرياض، كان آخرها لقاء الرئيس عيدروس الزُبيدي بقائد قوات الأمن الخاصة (عدن، لحج، أبين) العميد فضل باعش.

وناقش اللقاء الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار في العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب، بما فيها قوات الأمن الخاصة بقيادة باعش.

وأشاد الزُبيدي بالجهود التي يبذلها العميد باعش للحفاظ على هذا الجهاز الأمني وانحيازه ووقوفه مع إرادة أبناء شعب الجنوب ضد المخططات التي كانت تُرسم لاستخدام قوات الأمن الخاصة لمواجهة الإرادة الجنوبية.

وأكد أن جميع الأجهزة الأمنية الجنوبية تمثل أهمية قصوى لتنفيذ الخطط الأمنية لضمان أمن استقرار الوطن والمواطن الجنوبي، مشدداً على ضرورة أن تحافظ قوات الأمن الخاصة على جاهزيتها واستعدادها العاليين لما سيوكل إليها من مهام، بحسب ما تضمنته بنود اتفاق الرياض.

من جانبه أكد العميد فضل باعش استعداد قوات الأمن الخاصة لتنفيذ كافة المهام التي ستُوكل إليها، للمساهمة مع باقي الأجهزة الأمنية في حفظ أمن وسكينة العاصمة عدن وباقي المحافظات.




شارك برأيك