- السفيرة البريطانية : تصنيف الحوثيين كإرهابيين ضمن الخيارات المطروحة في بريطانيا
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن
- بالوثائق: صحفي يكشف تلاعبًا خطيرًا بضرائب شحنات النفط المستورد لصالح شركات خاصة
- عاجل : مليشيا الحوثي تعلن تنفيذ هجوم جديد ضد إسرائيل
- اللواء شلال شائع قائد معركة تطهير عدن من الإ-رهاب والصمود أمام محاولات الاغتيال
- بسبب الجبايات .. قتلى وجرحى في اشتباكات بين فصائل إخوانية في تعز
- برلين .. الوزير السقطري يبحت مع مديرة البرنامج العالمي للزراعة مجالات التعاون
- جنوبيون يطلقون هاشتاج #الجنوب_يرفض_العبث_بنفطه ويحذرون من تمادي القوى اليمنية
- صحيفة دولية: إيران تصب تركيزها على الحوثيين في آخر جولات المواجهة مع إسرائيل
- وفاة رجل وزوجته وطفلين غرقًا في بحر عدن
(100) يوم مرت – وبالأدق مائة وثلاثة أيام حتى يومنا هذا (15 ديسمبر / كانون أول 2019م) - على استشهاد البطل الجنوبي القائد منير اليافعي (أبو اليمامة) ورفاقه، حيث استشهدوا يوم الخميس الأول من أغسطس/آب 2019م خلال تفجير إرهابي غادر.
وصباح الخميس المنصرم، شهد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية - فعالية إحياء مئوية الشهيد البطل منير محمود اليافعي (أبو اليمامة) ورفاقه، في مديرية خورمكسر بالعاصمة الجنوبية عدن.
وفي بداية المئوية ألقى الرئيس القائد كلمة قال فيها: "بعد أكثر من مائة يوم على استشهاد رفيق الدرب المناضل والقائد منير أبو اليمامة نقف اليوم هذه الوقفة المهيبة إحياءً لذكرى أليمة وصعبة على قلب كل جنوبي.. ومن منا لا يشعر بذاك الألم الذي مازال يسكن أعماقنا منذ استشهاد منير محمود اليافعي أبو اليمامة في تلك العملية الإرهابية الغادرة. ونحن نقف اليوم بهذه الذكرى تتجسد أمامنا لحظات مفعمة بالفخر والألم معاً نستعيد فيها شريط حياة هذا الفدائي الفولاذي المليئة بالمواقف الشجاعة، والموسومة بالثبات والإقدام والرجولة، منذ انخراطه في النضال التحرري لشعبنا حتى استشهاده واقفا شامخاً بين رجاله وتلاميذه الذين حملوا راية الجنوب من بعده وتعهدوا بالمضي على دربه والثبات على موقفه حتى النصر".
وأضاف: "لم يكن القائد الشاب منير اليافعي مجرد قائد عسكري سجل حضوره بإقدامه وشجاعته ومزاياه القيادية الفريدة، بل كان مدرسة نضال غير مألوفة، ومثيرة للاهتمام والانتباه، بما كان يتمتع به من جرأة وإقدام في مواجهة الطغاة والبغاة والإرهابيين.. عشق الدفاع عن أهله دون أن يهاب الموت، فعشقه الجنوبيون وأحيوه في صدورهم ومواقفهم وخطاهم.. واستمد الكثير من أبناء الجنوب قوتهم من تلك الروح الطاهرة التي انضمت لقافلة التضحيات الكبيرة التي قدمت وتقدم وستقدم في سبيل استقلال وطننا الحبيب".
وتابع: "نريد أن نقول بكلمات مختصرة بعد أكثر من مائة يوم من رحيل بطلنا أننا لم ننسه وبعد مائة عام ومائه عقد لن تنساه الأجيال، بل سيظل كل جيل يُخلد سيرة العظماء وبينهم سيرة ومسيرة الشهيد أبو اليمامة، بل ستدرّس هذه التضحيات لأجيال لم تعاصر هذه المرحلة الصعبة، لتدرك أي قادة وأي رجال صنعوا مجد وانتصارات هذه الأمة".
واستطرد: "لقد رحل البطل منير أبو اليمامة، ومع ذلك مازال حاضراً بإرثه النضالي الخالد، ورغم الغياب إلاّ أن الأرض الجنوبية بريفها وحضرها، بسهولها وجبالها، مازالت تسمع وقع قدميه وهي تصول وتجول تواجه الغزو وتطارد الإرهاب وتصنع السلام والسكينة بدلاً عن الخوف والعنف والإرهاب".
وقال الرئيس الزُبيدي: "لقد كان منير في حياته عنوان ثورة خضنا مراحلها معاً جنباً إلى جنب منذ الوهلة الأولى، وعند استشهاده تحول إلى وقود ثورة أشمل وأعمق انتزعت جذور الفساد والظلم، وستظل كذلك حتى تحقق كل ما كان يحمله لشعبه من أحلام الخلاص والحرية والكرامة، بأقل الكلمات يمكن القول: إنه كان ثائراً في حياته فأضحى ملهما للثوار من بعد رحيله".
واختتم الرئيس الزُبيدي كلمته بالقول: "إننا اليوم كقيادة وإخوة ورفاق سلاح للشهيد الراحل نجدّد له ولكل الشهداء الميامين العهد على الانتصار لقضية شعبنا ووطننا حتى استعادة وبناء دولتنا الجنوبية وعاصمتها الأبدية عدن".
وكانت الفعالية قد افتتحت بآي من الذكر الحكيم، أعقبها النشيد الوطني الجنوبي، ثم ألقى د.علي صالح الخلاقي كلمة اللجنة التحضيرية، أشار فيها إلى أن اللجنة التحضيرية سعت بتكليف من الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، لإنجاز هذا الحدث في وقت قياسي.
ووجّه الخلاقي الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الذكرى المئوية وفي مقدمتهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الذي حرص على حضور الفعالية عرفاناً وتقديراً لرفيق دربه الشهيد منير محمود (أبو اليمامة).
بدوره، ألقى مختار محمود اليافعي، شقيق أبي اليمامة، كلمة أسرة الشهيد قال فيها: "رغم الألم لفراق الشهيد منير، ولكن لا بد من تحويل هذا الألم إلى أمل بالتكاتف والتلاحم للوصول للأهداف التي سعى لها الشهيد أبو اليمامة مجددا العهد على السير على دربه".
وعبّر عن اعتزازه بالحضور الغفير والمشرف لهذه الذكرى المئوية وفي مقدمتهم الرئيس الزُبيدي الذي يولي كل الاهتمام بأسرة الشهيد، مؤكدًا للرئيس الزُبيدي أن أسرة الشهيد منير ستكون كلها أبو اليمامة، مجددين العهد للقيادة الجنوبية وشعب الجنوب حتى تحقيق الاستقلال الناجز.
من جانبه، ألقى القائد حنش النمري كلمة اللواء الأول دعم وإسناد، أكد خلالها أن رحيل أبي اليمامة مثّل خسارة فادحة للشعب والوطن، نظرًا لصفاته الحميدة وروحه الوطنية التي جعلته نموذجا فريدا من بين القادة.
ولفت النمري إلى أن الشهيد أبا اليمامة عمل تحت شعار الجنوب أولاً، وعمل بجهد لأجل التصالح والتسامح، وكان قريبا من الناس، لذا ستظل مسيرته النضالية تاريخ ستقرؤه وتتعلم منه الأجيال القادمة، ليكون شعارنا مثلما قال أبو اليمامة "الجنوب أولا".
وجرى خلال الفعالية توزيع كتاب يخلد مسيرة الشهيد، بمجموعة مختارة من المقالات والقصائد الشعرية والصور، بالإضافة إلى عرض فلم من إنتاج مؤسسة يافع نيوز، وثّق بطولات الشهيد وحروبه التي خاضها ضد مليشيا الحوثي، والجماعات الإرهابية.
توثيق بطولات الشهيد
رئيس تحرير صحيفة "يافع نيوز"، والمشرف على الفيلم الوثائقي الخاص بالشهيد (أبي اليمامة)، ياسر اليافعي قال: "سعينا بفضل اهتمام وإخلاص طاقم العمل إلى الخروج بمادة توثق بطولات الشهيد ومن الميدان".
وأضاف: "لا يسعني إلا أن أشكر كل من ساهم في إنجاز هذا العمل الكبير وعلى رأسهم الرئيس عيدروس الزُبيدي الذي وجهنا عقب الأربعينية بالإشراف على الفيلم".
وتابع: "كما أشكر مخرج العمل حسن باحريش الذي بذل جهودًا كبيرةً لإنجاز العمل، ورسالة شكر لأبرز مصوري الجنوب فواز الحنشي ونبيل القعيطي وعثمان عامر الذين وثّقوا بطولات الشهيد في معظم المناطق، بالإضافة للذي كتب النص وعلّق على الفلم ناطق المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب، وأشكر الأخ بلال منقر الذي أبدع في الجرافيك وتصحيح الألوان، وشكري أيضاً للزميل مختار اليافعي وطاقم قناة (AIC) الذين وقفوا معنا وسهّلوا لنا الكثير من المهام".
واستطرد: "الارتياح الكبير والإشادة والواسعة في الفيلم التي سمعتها من الحضور، هي من خففت الحزن علينا وشعرت أننا استطعنا أن نقدم شيئاً ولو بسيطًا يخلد بطولات الشهيد البطل".
بكاء قيادات بعد مشاهدة الفيلم الوثائقي
الفيلم الذي اُستُعرض خلال مئوية الشهيد أبي اليمامة جسّد بطولات الشهيد منذ انخراطه في الثورة الجنوبية ومن ثم وقوفه ضد مليشيا الحوثي، وحربه الكبيرة التي خاضها ضد الإرهاب، بالإضافة إلى دور الشهيد في تأسيس القوات المسلحة الجنوبية وتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب.
المصور نبيل القعيطي قال إن الفيلم استعرض "مواقف الشهيد وبطولاته، وظهور الشهيد إلى جوار عدد من الشهداء رفاق دربه الأبطال تسبب ببكاء الكثير من القيادات العسكرية والمدنية التي حضرت الحفل، لا سيما زملاء الشهيد الذين شوهدوا وهم يبكون قائدهم".
وأضاف: "بكينا اليوم مجدداً.. الدموع تتساقط تلقائيا، والقلوب ترتجف عندما تشاهد بطولات الشهيد البطل ورفاق دربه".
استشهاد "أبي اليمامة" ورفاقه
وكان الحزن قد عمّ أرجاء الجنوب بعد اليوم الدامي الذي شهدته العاصمة الجنوبية عدن يوم الخميس، الأول من أغسطس / آب 2019م خلال تفجيرين إرهابيين غادرين سقط على إثرهما (49) شخصًا وأصيب (48) آخرين بجروح، بينهم البطل المقاوم القائد العميد منير اليافعي "أبو اليمامة"، قائد اللواء الأول دعم وإسناد، وعدد من جنود الجنوب الأشاوس.
ويعتبر استشهاد الشهيد "أبو اليمامة" ضربة موجعة للجنوب غير أنها زادته قوةً وصلابةً في السير على نهج الشهداء الذين سقطوا في سبيل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، ووصل الجنوب اليوم إلى مرحلة متقدمة في مسيرة الثورة الجنوبية التي انطلقت في 7 / 7 / 2007م.
الحب بالرَّسم
الدكتور علي صالح الخلاقي، الذي قام بإعداد وإخراج كتاب الشهيد "أبو اليمامة"، قال: "كان أبو اليمامة اليوم أكثر حضورا.. ويظل خالدا في القلوب والوجدان، ذرفنا الدموع ونحن نشاهد صورا حية للشهيد وهو يصول ويجول في جبهات الذود عن الجنوب ضد الغزاة الحوثيين وفي مواجهة الإرهاب".
وعن حب القائد الشهيد "أبي اليمامة" الذي تجلى برسم صوره، قال الخلاقي: "محبة الناس نعمة عظيمة، لكنها لا تُشترى بالمال، ولا تفرض بالقوة أو الجاه، وإنما تُكتسب بالأخلاق الحميدة والأفعال العظيمة المفيدة التي يلتمسها الناس، ومثل هذا الحب يحظى به بوجه خاص أبطال الأمة ورموزها وقادتها الميامين ممن تركوا بصماتهم الجليِّة في صناعة الأحداث التاريخية، فتسلل حبهم إلى قلوب الناس بدون استئذان وفرض سطوته بتلقائية.. ومن أبطال زماننا ممن أحبهم الناس في بلادنا الشهيد القائد منير محمود اليافعي (أبو اليمامة) الذي فرض حب الناس له حياً وهو يصول ويجول متصدياً لقوات الاحتلال وللغزو الحوثي لعدن والجنوب، ثم في مطاردة الجماعات فأضحى محل رضا وإعجاب وحب وتقدير المواطنين الباحثين عن وطن ينعم بالأمن والأمان، فضلا عن رضا القوى الدولية التي تكافح الإرهاب بكل أشكاله".
وأضاف: "وازداد الحب لأبي اليمامة، القائد والإنسان، بعد استشهاده، فتحول إلى رمز وطني وعربي، ومن خلال ما رصدته فيما نشر عنه حياً وبعد استشهاده وضمنته الكتاب التوثيقي عنه (أسد الجنوب.. قاهر الإرهاب) لم أجد قائداً من أقرانه حظي بمثل ذلك الحب الجارف والعارم من لدن عامة الناس ومن مثقفيهم وشعرائهم وفنانيهم، ولعل فعالية ذكرى مرور مائة يوم على استشهاده كانت خير شاهد على ذلك الأثر العظيم الذي أحدثه استشهاده والحب الكبير الذي تركه في قلوب الناس بمختلف شرائحهم".
وتابع: "ومن أوجه ذلك الحب الراسخ بالقلوب، على سبيل المثال لا الحصر، ما تجلى في عدد من الأعمال واللوحات الفنية المكرسة لرسم صورة ذلك البطل الفذ، حيث انبرى عدد من الرسامين والمبدعين لرسم صورته في لوحات فنية بدافع إعجابهم به وحبهم له قائداً وإنساناً، ومن تلك الأعمال لوحة فنية للشهيد منير اليافعي واستشهاده بريشة الفنانة صبا العفيف لتقاسيم وجهه ورُسمت باللون الأحمر الزاكي، الذي يمثل دمه الطاهر، خارطة للجنوب العربي الذي ضحى من أجل حريته وعزته وكرامته واستقلاله. ومما يجدر ذكره أن صبا قد خصَّصت منذ سنوات إبداعها الفني لرسم شهداء الوطن الأبرار قدمتهم في لوحات مميزة تنم عن ارتباطها الحميم بقضايا وهموم وطنها الذي يسكن هاجسها, رغم أنها تعيش في بلاد الحرمين الشريفين".
واستطرد: "وفي مدينة الحبيلين، عاصمة مديرية ردفان، أقدم الفنان الشاب عزالدين محمد حسن على رسم لوحة جدارية في واجهة مبنى بالشارع الرئيسي مستخدما أبسط مواد الرسم فأبدع لوحة معبرة، تلفت الأنظار، بدافع حبه لصاحبها الشهيد القائد (أبو اليمامة)".
واختتم حديثه بالقول: "وفي أربعينية الشهيد أبي اليمامة قدمت الفنانة التشكيلية إيناس ناصر سلامة بن هلابي, وهي أخت الشهيد البطل ناصر سلامة بن هلابي (استشهد في المعلا يوم 17/7/2015م), قدمت لوحة معبرة لوجه الشهيد أبي اليمامة بالأسود والأبيض وسلمتها هدية لأسرة الشهيد. وفي فعالية ذكرى مرور مائة يوم على استشهاد أبي اليمامة ورفاقه فاجأتنا الفنانة التشكيلية إيناس هلابي بلوحة للشهيد القائد منير محمود اليافعي وحوله صور رفاقه الشهداء الذين سقطوا معه في العملية الإرهابية الغادرة في الأول من أغسطس 2019م, وقد أخذت اللوحة مكانها بجانب صورة مجسمة للشهيد أثناء الحفل.. وهناك لوحات كثيرة لا نستطيع حصرها لفنانين وهواة آخرين".
شهيد غيّر مجرى التاريخ
لم يشهد الجنوب حزنًا وألمًا كالذي شهده على رحيل البطل المقاوم القائد العميد منير اليافعي "أبو اليمامة"، قائد اللواء الأول دعم وإسناد، وعدد من الجنود الأشاوس في صبيحة الخميس الأول من أغسطس/آب 2019م.. حيث كان استشهاده ضربة موجعة للجنوب عسكريًا، إلا أن تلك الضربة جعلت الجنوب أكثر قوة وصلابة، فصدق المثل القائل (الضربة التي لا توجعك تقويك).
لقد أحدث استشهاد (أبو اليمامة) هلعًا كبيرًا في الجنوب، بل أن أغلب الجنوبيين لم يستوعبوا بعد صدمة خبر استشهاده حتى اليوم، فالمصاب جلل، والألم عظيم، فبرحيل (أبي اليمامة) خسر السلك العسكري الجنوبي قامة عسكرية باسقة يُصعب تعويضها.
إن رحيل هذا القائد العسكري لهو بحد ذاته جرحٌ نازفٌ في جسم هذا الوطن الغالي (الجنوب)، وخسارة كبيرة للجيش الجنوبي، وما الأحداث الأخيرة التي جرت، والتي كانت لصالح الجنوب إلا خير دليل على قيمة (أبي اليمامة) كقائد عسكري حفر اسمه بحروف من ذهب في قلوب كل الجنوبيين.. أليس هو صاحب مقولة: "أنا مشروع شهادة والموت واحد"؟.. بلى، هو بذاته؛ ولهذا، ومن خلال متابعتنا لآخر التطورات التي حدثت في الجنوب منذُ استشهاده، نستطيع القول بأن البطل المقاوم القائد العميد منير اليافعي "أبا اليمامة"، هو الشهيد الذي غيّر مجرى التاريخ، واستشهاده كان منعطفًا تاريخيًا في مسيرة الثورة الجنوبية التي انطلقت في 7 / 7 / 2007م.
وما يؤكد ذلك أن الجنوب وأبنائه لم ينكسروا أو يُهزموا بعد استشهاد، بل قاموا بخطوات كبيرة، وهامة في طريق استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، أهمها السيطرة الكاملة على عاصمة الجنوب (عدن)، وعلى أجزاء واسعة من (أبين، وشبوة)، وما يزال الجنوبيون في طريقهم إلى السيطرة على باقي محافظات الجنوب التي تتواجد فيها قوات إخوانية معادية للجنوب.
لذا فإننا اليوم نردد، وسنظل نردد حتى استعادة الدولة الجنوبية، أن الشهادة هي طريق الأبطال، وتضحياتهم لن ننساها مهما كان الأمر، وسيكتبها التاريخ في أنصع صفحاته، وسيتناقلها الأجيال جيل تلو جيل.
أخيرًا، نود نرسل وصية إلى كافة الجنوبيين مفادها: "الأحداث الأخيرة كانت في صالح الجنوب، لكن تبقى علينا الحفاظ على ما وصلنا إليه اليوم، ولن نستطيع فعل ذلك إلا من خلال قواعد وأُسس يجب أن تكون شعارنا في المرحلة القادمة، وحتى الأبد، وأهم تلك القواعد والأُسس (وحدة الصف، واللحمة الجنوبية، ومواجهة أي احتمالات ومتغيرات بكل شجاعة، والحفاظ على انتصارات وتضحيات شهدائنا وجرحانا، والاستعداد التام لمواجهة أي غزو قادم، وتقبل بعضنا بعضا، ونبذ العنصرية والكراهية، و"الحذر، الحذر، الحذر" من آفة المناطقية).