
تحيي دولة الإمارات العربية يوم الـ30 من نوفمبر من كل عام، "يوم الشهيد" وذلك للتذكير بشهدائها الذين قضو أثناء تأدية مهامهم الدولة داخل الإمارات وخارجها .
ولا يقتصر شهداء الإمارات فقط على الذين استشهدو ضمن القوات المسلحة بل تشمل جميع الاشخاص الذين ضحو بأرواحهم في جميع المجالات سواءً العسكرية ضمن القوات المسلحة ووزارة الداخلية أو الدبلوماسية أو مجندي الخدمة الوطنية .
وتم إحياء هذا اليوم لأول مرة عام 2015، ضمن مرسوم أصدره رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حيث يعتبر هذا اليوم عطلة رسمية لكافة الدوائر الحكومية والخاصة، وتقوم الدولة بالاحتفال بهذا اليوم بإقامة مراسم وفعاليات متنوعة يذكر فيها تضحية شهداء الإمارات.
وجاء إعلان هذا اليوم بعد انخراط دولة الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي من أجل دعم الشرعية باليمن وإنهاء إنقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حيث تعرضت قوات الإمارات المرابطة في مأرب في الرابع من سبتمبر للغدر والخيانة من قبل عناصر حزب الإصلاح المنظوية في قوات الشرعية، التي سلمت إحداثيات تمركز قوات الإمارات للميليشيات التي قصفت بصاروخ باليستي الموقع مما أسفر عن إستشهاد قرابة خمسين جندي .
ويعود سبب إختيار يوم الثلاثين من نوفمبر إلى العام 1971 حيث أستشهد يومها الشرطي سالم بن سهيل خميس بن زعيل، دفاعا عن علم بلاده، وهو المؤتمن للحفاظ على النظام والأمن في جزيرة طنب الكبرى، هو و5 من زملائه، حيث رفض إنزال العلم، مقابل إصرار الجنود الإيرانيين المسلحين واستخدامهم صنوف الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى استشهاده ورفقاءه على ثرى بلاده الطاهر.
ويوم الشهيد الإماراتي ليس شعاراً فقط لأبناء الدولة ومن تربى على تراب هذا الوطن، بل إن أبناء الإمارات تربوا على مفهوم التضحية منذ قديم الأزل، وإن قيم التضحية والشهادة لأجل الوطن ما هي إلا إرث حافل بالشجاعة والإقدام عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، فهو المعلم الأول والأب الحاني والقائد الباني المؤسس للدولة، والذي غرز مفاهيم الشجاعة في قلوب أبناء الإمارات، وكان الشيخ زايد "طيب الله ثراه" دائماً يقول "إن الدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن، وأداء الخدمة العسكرية شرف، علينا أن نكافح ونحرص على دفع مسيرة العمل في هذا الوطن والدفاع عنه بنفس الروح والشجاعة التي يتحلى بها أسلافنا".
وأكد المغفور له الشيخ زايد أن دولة الإمارات بقيادتها وجيشها وشعبها تلبي النداء لردع الظلم ورفع راية الحق، ونستذكر من أقواله "جيش الإمارات هو درعها الواقي للحفاظ على التراص الوطني وصيانة الأرواح وحماية ثروة هذا البلد، وهو أيضاً لمساندة الأشقاء إذا احتاجوا إلينا".