يبدوا أن الشقاء كتب على عدن وابنائها طيلة الدهر لا ينعمون بإنفراج أزمة إلا ويستقبلون أزمة أخرى.
قبل عدة شهور عانى أبناء عدن الأمرين بشأن تكدس أكوام القمامة على جنبات شوارع المدينة وما تم التخلص من هذه الكارثة البيئية إلا وفوجئ العدنيون بكارثة أفظع وهو طفح مياه المجاري على أروقة الشوارع.
ألتقينا نائب مدير مؤسسة المياه لشؤون الصرف الصحي زكي حداد ليطلعنا عن دور المؤسسة وما تقدمه لخدمة المدينة.. فإلى تفاصيل الحوار:
هي عبارة عن شبكة قديمة تم اعادة تاهيل الشبكة عبر المشروع الألماني وعلى مراحل متعددة تم إعادة التأهيل من قبل مؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لمختلف انحاء محافظة عدن وإضافة إلى ذلك صرف مواقع وتجمعات سكان جديدة لشبكات المجاري حيث يبلغ الأن حوالي 85% تغطية محافظة عدن بشبكة المجاري عبر مشاريع قديمة وجديدة.
طفح المجاري في شوارع عدن يعود لعدم وجود صيانة دورية وذلك لقلة الميزانية التشغيلية لدينا بالإضافة إلى المخلفات التي يتركها المواطنون فهي عبارة عن مخلفات غير طبيعية ولا تتوقع ان تكون مخلفات من بني أدم يصل الأمر إلى اننا نخرج من شبكات المجاري الحجار والقوارير والشعر والبنطلونات والعبايات وهو ما يؤثر على الشبكة بشكل سلبي ويتسبب بطفح المجاري بشكل مستمر وذلك لغياب التوعية البيئية التي يجب ان يتلقاها المواطن لأن شبكاتنا ليست قنوات مفتوحة وذلك يعود لأن عدد سكان عدن قليل.
الحل يعود منا نحن في المؤسسة وذلك بعمل صيانة دورية للشبكات وتحديث الشبكات القديمة وكذا إلى المواطنين من خلال دفع فواتير المياه كوننا لا نملك أي ميزانية تشغيلية والصيانة التشغيلية واقفة بسبب عدم دفع المواطنين للفواتير لخدمتهم وما نقوم بتحصيله من إيراداتنا نقوم بصرفها كرواتب للموظفين والعمال، ووصلت مديونيتنا لدى المواطنين إلى اكثر من خمسة مليار ريال هذا المبلغ لو تحصلنا عليه سنقوم بتغذية الشبكة وسنعمل على إعادة تأهيل للشبكات القديمة وسنقوم كذلك بشراء آليات جديدة، ونحن من هنا نطالب الصحافة بدعم للمؤسسة من خلال توعية المواطنين بضرورة دفع الفواتير.
ونحن نستغرب عدم تحمل المواطن مسؤوليته بشأن دفع فواتير الكهرباء بينما لو انقطع الماء يوم كامل لأقام الدنيا ولم يقعدها، فيجب على المواطن ان يقوم بدفع الفواتير كونه يقوم بدفع المال لنفسه وذلك لإستمرار العمل وتقديم الخدمات له، أستغرب على المواطنين سدادهم لفواتير الإنترنت مع ان هذه الخدمة تعد كمالية بينما يرفض سداد فواتير المياه مع انها خدمة ضرورية وتلتصق بشكل مباشر بحياته اليومية.
نحن في مؤسسة المياه والصرف الصحي نعتمد بشكل كبير على إيرادات الفواتير ودام ان المواطن لن يدفع الفواتير فلا ينتظر منا تقديم جهداً أكبر مما هو موجود الان.
نحن وجدنا صعوبات كبيرة بسبب الإنفجارات في خطوط الضغط المختلفة أدى إلى تعطيل أجزاء كبيرة من الشبكة نحن عند استلامنا المشروع الألماني وأثناء تشغيلنا للمشروع اكتشفنا وجود عيوب كبيرة فيه حالت دون استمراره المدة المحددة له وتلفانه بشكل كامل.
المشروع الألماني أنتهى تماماً والحل الآن لدينا مشروع استبدال وذلك بالتعاون مع الصندوق السعودي وسيتم من خلاله استبدال كافة الخطوط والشبكات التي قدمها المشروع الألماني.
الجانبين المؤسسة والمواطن.
عدم وجود التمويل اللازم من المؤسسة نفسها للصيانة التشغيلية لشبكة مجاري عدن والحفاظ على الحد الأدنى من الصيانة والناتجة من عدم دفع المواطنين لفواتير المياه.
نحن نقوم بمنح العمال عدة علاوات لأكله وشربه وكذا توفير الحليب لهم بالإضافة إلى حوافز مالية بالإضافة إلى التكفل بعلاج العمال حيث يوجد لكل عامل مبلغ 80 الف ريال خلال السنة في حالة احتياجه للعلاج وفي حالة اصابة العامل اثناء تأدية عمله نقوم بتحمل تكاليف علاجه بشكل كامل، ونحن نبحث في الوقت الحالي عن تأمين صحي شامل للعامل.
لدينا هيكل توظيفي للعمل ولدينا 2 مناطق وذلك لتشغيل شبكات مياه المجاري و 2 اخرى لتشغيل المضخات كوننا في عدن نملك أكثر من سبعين مضخة ولدينا أحواض معالجات تصميم ونملك كذلك ورشة خاصة لصيانة الأدوات وإصلاح الأليات.
حاولنا بكل جهدنا تلافي المشاكل التي تتعرض شبكات وخطوط مياه المجاري وكذا المضخات الرئيسية وقمنا في أكثر من مرة بإعادة تأهيلها وتأهيل الممرات الخلفية لعموم مديريات المحافظة وذلك بحسب الظروف المواتية لدينا وبمساعدة المجالس المحلية للمديريات وشاركونا كثيرا في تحسين أوضاع الشبكة.