مشروبات "الدايت" تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

أرجع د. ثابت قاسم، مدير عام مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بعدن، الإهمال الذي يعانيه المستشفى إلى إهمال السلطات المعنية ممثلة بوزارة المالية، التي لا تزال تماطل في صرف المخصصات التشغيلية للمستشفى.

وأكد في تصريح لـ "الأمناء" أن المستشفى الكائن في منطقة عمر المختار بمديرية الشيخ عثمان، يتم ترميم أقسام منه تحت نفقة (يمن عطاء)، ولكن عدم الالتفات من قبل السلطة المحلية في محافظة عدن والجهات المعنية في الدولة قد يجعل المرضى والمستشفى في حالة انتكاسة قد تتفاقم فيها كل الحالات، وتؤدي إلا انهيار الإدارة الصحية.

وكانت "الأمناء" قد نشرت تقريراً في وقت سابق، عن سوء وتدهور وضع المستشفى قبل قدوم د. ثابت إلى إدارة المستشفى منذ أشهر، حيث أكد عاملون أن هناك تحسناً ملموساً وإن كان بصورة بطيئة في ظل الإدارة الجديدة، بسبب غياب الإمكانيات.

> نشرت "الأمناء" تقريراً عن تدهور حالة المستشفى .. ما رأيك فيه؟

< هذا كان قبل شهور، وتحديداً أواخر 2013 عندما استلمت منصبي، حيث كان المستشفى أفظع من الصورة التي نقلتها صحيفة "الأمناء"، وكانت النظافة شبه مفقودة .. وأود التنبيه الى ما ذكره التقرير حول الأدوية والدعم الذي يستلمه المستشفى فهذا غير صحيح، حيث لم تقم أية منظمة بدعم المستشفى منذ قيامي بإدارته، ولكن الوحيدين الذين يقومون بدعم المستشفى هم (أولاد هائل) جزاهم الله ألف خير.

> ما هي الإصلاحات والتحسينات التي قمتم بها منذ استلامكم الإدارة؟

< هناك عدت أشياء تم معالجتها في الأشهر الماضية، رغم الشحة التي نعانيها وقلة التوفير، فقد قمنا بتغيير شركة النظافة التي كانت تقوم بعملية النظافة وترميم أجزاء من المستشفى، وقلع الأشجار التي كانت سببا في تواجد البعوض وترميم منافذ الصرف الصحي التي كانت تشكل واحة ومستنقعاً في أروقة المستشفى والحديقة المحيطة به.

وأيضا قمنا بتغيير نظم الغذاء، علما بأن المريض كان يتحصل على وجبة غداء تقدر بـ (500) ريال، وتعتبر وجبة غير كافية، والآن المريض يحصل على وجبة تقدر بـ (650) ريال أسوة بالمستشفيات الحكومية الأخرى، وتوفير حلاق خاص وفتح صالة رياضة فيها مجموعة من الآلات الرياضية والترفيهية، وتم أيضا توفير مكيفات لكل الأقسام وإصلاح (الماطور) الخاص بالمستشفى، تجنباً لكوارث الصيف وانطفاءات الكهرباء المتزامنة.

> هل هناك تفاعل من قبل مكتب الصحة وقيادة المحافظة معكم؟

< المرجعية للمستشفى هو مكتب الصحة والسكان، قمنا بتوجيه عدة رسائل منها تأهيل كادر للمستشفى من اختصاصيين وممرضين، فالمستشفى يعاني عدم توفر الكادر الصحي ويوجد فقط اختصاصيان اثنان، واذا استمر الوضع هكذا سنجد المستشفى بعد خمسة أعوام يعاني عدم وجود أي اختصاصي فيه.

بالنسبة لمكتب المحافظ، فقد طلبنا منهم ووجهنا إليهم رسائل عبر مكتب الصحة حول ما يخص المستشفى من موازنة التشغيل، من حيث الغذاء والدواء وأشياء أخرى يطلبها المرضى، ولكن المحافظ أكد أن المحافظة غير قادرة على منح المستشفى أي دعم!!

> هل أنت راض عن حالة المستشفى والإهمال غير المباشر من وزارة الصحة ومكتب المحافظة؟

< أنا لست راضياً إطلاقاً، ولكن الصحة في المحافظة تعاني بشكل ملموس ولا نرى حلولا لكل هذه المشكل، ولكن الأمل يبقى على أن نظل في طور الإصلاح والبقاء على هذه الآليات التي نركز عليها، حتى يأتي الفرج ويتم الالتفات لحالة المستشفى.

فالمستشفى يعتبر مركزاً يستقبل أكثر من 2100 حالة من مختلف المحافظات، ولكن للأسف يعاني من معاملة لا يستحقها، وإذا استمر الوضع على هذه الحالة ستنهار كل الترميمات التي قامت بها منظمة (يمن عطاء) لكون الترميمات لا تجدي دون وجود إصلاحات حقيقية وصحية من قبل المحافظة والوزارة.

فبعد كل الجهود التي نبذلها تصل الرسائل الى وزارة المالية، التي من جهتها تطالب بموقع ودرجة المستشفى من النواحي الصحية، وتبدأ مماطلتهم دون ان يكون هناك اعتبار لهؤلاء المرضى!!

> قلت إن ميزانية التشغيل المعتمدة غير كافية، فهي تعتبر فقط (20%) من حالة التشغيل في المستشفى!

< الميزانية المعتمدة هي ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف، تذهب منها مليونان في بند التغذية، 150 ألف في بند النظافة، 450 ألف في بند الأدوية، و250 في بند الصيانة للمبنى ومعالجة أية أعطال او تكسيرات في المستشفى.

ولكن أحب أن أفصل لك أن كل هذا لا تكفيه (50%) من بند الشغل الوظيفي في المستشفى، لكن نحن نصرف بعجز ونحن داخلون على مديونية!.. فمثلا النظافة خصص لها في بند ميزانية التشغيل 150 ألف، بينما نحن صارفون أكثر من 500 ألف، وبند الأدوية تم التخصيص بـ 450 ألف، بينما يتم صرف أكثر من مليون ريال شهرياً، ويتم دعمنا بـ 500 ألف من قبل (بيت هائل).

> تحدثت عن الكادر الطبي، وقلت نريد تأهيل كادر جديد .. كم يحتوي مستشفى الأمراض العصبية والنفسية من اختصاصيين وأطباء وكادر تمريض؟

< نحن نعاني من هذه المشكلة، فيوجد لدينا اختصاصيان اثنان فقط، وخمسة أطباء ممارسين وحوالي 14 باحثا نفسيا، وما يقارب 86 ممرضا وممرضة .. كل هؤلاء يعملون في المستشفى ولكن قد تنقص معظمهم الخبرات والمؤهلات، لذا نسعى الى تأهيل كادر طبي للمستشفى .. علماً بأن المستشفى يقطنه أكثر من 120 مريضا ومريضة، من بين هؤلاء الحالات المزمنة والبعض على وشك العلاج، خلاف الحالات التي تستقبلها العيادات الخارجية يوميا وتقدر بأكثر من 1500 حالة شهرياً.

> ما مقدار العجز الذي يعانيه مستشفى الأمراض النفسية؟ وكيف ترى الحل بنظرك؟

< يعاني من شحة وعجز شديد وخصوصا افتقاره للاختصاصيين والأطباء المتمرسين المناوبين، وأيضا يعاني من نقص الكادر الفني التخصصي للحالات النفسية، وهذا الكادر هو الركيزة التي يقوم عليها أي مستشفى حالات نفسية .. فعند قدومي للمستشفى كانت صدمة كبيرة عندما شاهدت حالة المستشفى التي يرثى لها، ووجدت فيه كل ما ذكر في تقرير الصحيفة وكل ما هو مقزز وغير قابل أن يتناسب مع الإنسان.. وجدت معاناة كبيرة وحالة يدمي لها القلب ومرضى يتجولون بين نفايات وواحات لمياه الصرف الصحي.

كل هذا يعتبر عجزاً يعانيه المستشفى، من يدخل المستشفى يعود إلى منزله بحالة اكتئاب، ولكن نبذل جهودا كبيرة مع مدير مكتب الصحة د. الخضر لصور لإيجاد حلول لكل المشاكل المتعلقة بالكادر الصحي، وأيضا الجانب المالي.

> الإهمال الذي يتعرض له مستشفى الأمراض النفسية والعصبية .. من هو المتسبب فيه؟

< يعد إهمالاً متعمداً، ولا أتهم أحداً ولكنه النسيان من قبل القيادات السياسية والتنفيذية، فالمريض النفسي تؤخذ النظرة عنه أنه حالة شاذة قد نبذت من المجتمع والأهل والأقارب، ويندرج في هذا الوضع في حلة من حالة النسيان أحيانا المتعمد والبعض منه غير متعمد.

ولكن للأسف اللامبالاة وعدم اتخاذ المسؤولية من جميع النواحي، والترنح في بعض الأمور وتأجيل القرارات في معالجة أمور أولية سبب تدهور المستشفى، الذي أوصلوه إلى هذه الحالة من الإهمال، وفقدانه البنية التحتية والكوادر وغيرها من المتطلبات المهمة .. وإذا استمر الوضع على هذا سنندم كلنا على مثل هذا الصرح الطبي، الذي يعد من أحد الصروح التي نافست في أيام الثمانينات في مجال الصحة النفسية، وكان يعتبر من أفضل المستشفيات في الوطن العربي آنذاك.

> كم عدد الحالات التي يتم علاجها سنوياً؟

< الحالات التي يتم معالجتها كثيرة جداً لا يمكن أن أتطرق إليها بالعدد، فالعيادات الخارجية تستقبل أكثر من 12000 ألف مريض سنويا، تتم معالجتهم وهذا يندرج تحت الحالات التي يتم التعامل معها على بند الجلسات والعوادات الأسبوعية او الشهرية.

فالعيادات الخارجية للمستشفى تستقبل يومياً حالات من مختلف المحافظات، وبشكل مستمر تصل أحيانا إلى أكثر من أربعين حالة، ورغم النقص للكادر الطبي والاختصاصي الا أن الكادر الموجود يبذل جهودا يشكر عليها.

> هل زاركم أي مسؤول لتفقد أوضاع المستشفى؟

< سمعت من الموظفين أنه لم يتم زيارة أي مسؤول لتفقد حالة المستشفى, ولكن في اجتماع جمعنا أنا ومدير مكتب الصحة مع المحافظ (وحيد رشيد) الذي وعد بنزوله وتفقد المكان، ولكن إلى هذه اللحظة لم يأت ولم يرسل أي مندوبين من المحافظة لزيارة المرضى!!

> رسالة تحب أن توجهها إلى رئيس الجمهورية، ووزير الصحة، كيف ستنقل إليهم صورة الإهمال الذي يتعرض له المستشفى؟ ومن ستحمل المسؤولية؟!

< رسالتي إلى الرئيس (هادي) حفظه الله ورعاه، وإلى وزير الصحة، أقول لهما ان يلتفتا إلى حالة الصحة بشكل عام وينظرا إلى مستشفى الأمراض العصبية والنفسية بعدن بشكل خاص، فقد فقدت الحياة فيه بعد أن كان يمثل أحدث المستشفيات في الثمانينات .. وأنا على يقين بأنهما لن يترددا في ذلك، ونعلم أيضا أن هناك مهاما على عاتقيهما كبيرة في بناء وإصلاح الوطن بعد الأحداث التي يتعرض لها كل يوم، والأزمات التي باتت تشكل مصدر قلق على المواطن المتعافي قبل المريض.

ورسالتي تتضمن أن يتم إعطاء تكليف بصرف كافة الموازنة لبند التشغيل بالمستشفى بصورة عاجلة من أجل الاستفادة مما تم ترميمه وإصلاحه في الأشهر المنصرمة، ما لم فإن الوضع لن يتحسن وسيزيد التدهور إلى الأسوأ.

 

 

 

متعلقات
عاش 20 عاما بانسداد في الأنف.. واكتشف الطبيب المفاجأة
طفل البئر يلفظ أنفاسه.. انتشال جثته الصغيرة متحللة
مؤشر يرصد المدينة الأكثر تلوثا في العالم.. وتوقعات بالأسوأ
منشور على فيسبوك يؤدي الى مقتل4 أشخاص وجرح 50 اخرين
طفل ينجو بإعجوبة بعدما ولد دون جلد