تعد منطقة بئر أحمد من المناطق المغيبة بشكل كبير عن نظر السلطات المحلية المتعاقبة على قيادة محافظة عدن لسنين طويلة.
ويبذل القائمون على هذه المنطقة قصارى جهدهم لحل مشاكلها وتحسين وضعها المعيشي والاجتماعي وكذا الثقافي وتوفير أبسط المقومات المعيشية لأهلها وساكنيها والسهر على راحة أبنائها.
التقينا رأس هرم منطقة بئر أحمد الشيخ مهدي العقربي والذي أخذنا بدوره في رحلة صغيرة إلى شوارع وأزقة المنطقة ليطلعنا عن كثب الوضع الذي يعيشه أهلها.
وفي سياق الحوار تناولنا معه كذلك جانباً من الأوضاع السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد.. فإلى تفاصيل الحوار:
حاوره/ أشرف خليفة:
الوضع في بئر أحمد قد يكون الأفضل من أي منطقة أخرى، فهي تخلوا من المشاكل الأمنية تقريباً فهي تتميز بالهدوء وتعمها السكينة والسلام والفضل في ذلك لطبيعة أهلها المسالمة وتميزهم بالبساطة.
الخدمات الأساسية من طرق وكهرباء ومياه وهاتف فهي تقريباً متوفرة إلى حد معقول وإن وجد فيها نواقص وفي جوانب خدماتية أخرى فنحن لا نتوانى لحظة واحدة في القيام بواجبنا في متابعة الجهات المختصة لإستكمال النواقص وتنفيذ بقية المشاريع الخدمية المتعثرة أو الجديدة التي تحتاجها المنطقة مثل مشروع المجاري.
نولي هذا الجانب اهتمام كبير وتسخير كل ما يتاح لنا من وقت وإمكانيات لحل مشاكل أبناء المنطقة أول بأول بطرق ودية وإمكانيات ذاتية وبعيداً عن دهاليز الجهات الأمنية والقضائية قد الإمكان، لكن توجد هناك مشاكل عامة يعاني منها أبناء المنطقة قضايا التوظيف والبطالة والتعليم العالي والذي تتطلب حلول رسمية ومركزية.
الكثير من القضايا والمشاكل لا يتم حلها إلا بعد التشاور مع أعيان المنطقة وكبار السن وذوي الخبرة وذوي العلاقة بالقضايا ليتم الخروج بحلول مرضية وواقعية وتكون قابلة للتنفيذ.
بالتأكيد يوجد الكثير من التنسيق حول ما يخص المنطقة فمنها ما أثمر مثل موضوع المدرسة الثانوية الذي تم الانتهاء واستكمال بنائها وإنجاز مشروع إنارة طريق بئر أحمد المتفرعة من الخط العام، ومنا مما لا زال التنسيق والمتابعة مستمرة بشأنها مثل مشروع مجاري بئر أحمد وغيرها من المشاريع الأخرى.
لا ننكر الدور الكبير الذي يلعبه محلي البريقة في تبني المشاريع الخدمية التي تحتاجها المنطقة والتي يتم المطالبة بها من قبلنا، حيث يتم اعتمادها ضمن خطته ورفعها للسلطة المحلية والتنفيذية في المحافظة ويعتبر دور محلي البريقة من الركائز الهامة التي تساعدنا في المتابعة والتعجيل بتنفيذ تلك المشاريع من قبل قيادة المحافظة.
لقد سبق لنا الإجابة على مثل هذا السؤال في العديد من المنابر والمقابلات الإعلامية وأوضحنا أن الأراضي هي أصلا ملك أهالي المنطقة بموجب وثائق وقرارات وأحكام شرعية ولم تمنح أو توهب لنا من أي جهة وعملنا يتمحور في مسح الأرض وإعداد مخططات حفرية ومنحها للأهالي، وفقا لقرار الهيئة الإدارية للمجلس المحلي وترجمة للتوجيهات والقرارات المركزية بهذا الشأن والذي على ضوئه يتم تعويض واستحقاق الملاك والمنح للأهالي.
كما سبق وأشرنا في إجابتنا على السؤال الذي قبله أن الأرض أصلاً ملك لأهالي المنطقة والمخطط يسمى المخطط السكني لشباب بئر أحمد فتعطى الأولوية لشباب المنطقة ولا نحرم أي شاب من أبناء عدن من الحصول على قطعة أرض من المخطط ممن يتم توصيل استحقاقه إلينا.
أوضحنا أن المخطط أهلي خاص بأبناء منطقة بئر أحمد أولاً وثانيا إن منطقة بئر أحمد هي منبت العديد من الأسر التي تقطن محافظة عدن بكافة مديرياتها ضف إلى ذلك وجود ارتباطات أسرية وارتباطات أخرى بالكثير من أهالي وشباب عدن بأهلي بئر أحمد فمن خلالهم يتم توصيل طلباتهم إلينا وبدورنا نتأكد بعدم حصول ذلك الشاب أو الشخص على أي قطعة أرض من قبل الدولة وتوفر شروط حاجته يتم منحه قطعة في المخطط وقد تحصل العديد من شباب مديريات عدن على قطع ولا ننسى في ذلك الجوانب الإنسانية مثل مساعدة الأسر الفقيرة جداً أو الأيتام والمرضى من غير أهالي بئر أحمد لتحسين أوضاعهم.
مخططاتنا هي أصلا سكنية ولا نقوم باستثمارها بل إننا قد نضيف إلى تلك المخططات مساحات واسعة من أملاكنا الخاصة وان وجدت بعض المشاريع الاستثمارية فهي ضمن أملاك شخصية خارج عن المخططات السكنية.
صحيح أن ما تم تقديمه من قبلنا وملاك الأراضي لجامعة عدن من أراضي ومخططات لغرض إنشاء منابر علمية لصالح أبنائنا وأبناء كل مواطن في هذا البلد للاستفادة منها حباً لنا للعلم وتشجيعيا للتعليم، ونحن لا نمانع فيما لو تم التصرف بجزء منها لبناء مساكن للطاقم التعليمي في الجامعة بحسب ما تقتضيه الحاجة والضرورة ولكن ليس لغرض المتاجرة بها لجني الأموال والفوائد الشخصية فأصحاب الأرض وملاكها أحق باستعادتها في تلك الحالة.
اطلاقاً لم يتم تعويض أي مواطن من ملاك تلك الأراضي من قبل أي جهة أو سلطة رغم المطالب المستمرة لذلك مع علمنا التام بأن هناك العديد من الأرقام المالية المرصودة لهذه الأغراض من قبل الجهات المسئولة أو الجهات والهيئات الممولة لمثل تلك المشاريع التعليمية.
لا أخفيك سراً أن الأوضاع السياسية الراهنة في البلاد دقيقة وحساسة للغاية وتكتنفها مشاكل وقضايا صعبة ومصيرية، نتمنى أن تتمخض تلك الأوضاع عن مستقبل أفضل لهذا البلد وحل جميع مشاكله والوصول به إلى بر الأمان.
ليس المهم في التسميات والنظريات بل الأهم في التطبيق والتنفيذ ولا يهم نظرتنا لهذا الموضوع فالمهم والأهم هو ما يريده ويطلبه هذا الشعب لمستقبله وحل مشاكله ونحن جزء منه.
قد يكون ذلك لطبيعتها الريفية أو موقعها الجغرافي من ناحية، ومن ناحية أخرى الإهمال والتسيب المتعمد من قبل السلطة خلال عشرات السنوات الماضية التي ساهمت في تأخرها رغم ذلك فالصورة الحالية ليست بتلك القتامه ونتيجة لجهودنا وجهود العديد من الشرفاء سابقاً وحالياً تم التغلب على كثير من أسباب التأخر من خلال توفير أهم مقومات الحياة الضرورية من مياه وكهرباء وغير ذلك ولو في الحد الأدنى ونطمح في تحقيق المزيد من المشاريع الضرورية والبنية الأساسية للرقي بها إلى مستوى اجتماعي وثقافي أفضل.
نأمل الكثير من قيادة المحافظة ونسعى دوماً لتحقيق كافة مطالبنا لاستكمال ما تبقى من المشاريع الخدمية التي لم تنفذ بعد وتحسين واستحداث ما هو منفذ من سابق والعمل على تحقيق ما هو أفضل للمنطقة وأهلها ونجد الكثير من التجاوب من قبل السلطة المحلية وتواصلنا معهم لا ينقطع لتسهيل واعتماد وتنفيذ ما يمكن من متطلبات المنطقة وأبنائها في كافة الجوانب.
كلمة أخيرة نقولها ونوجهها للسلطات المحلية والتنفيذية لمساعدتنا في حل مشاكل الشباب من خلال إيصال الخدمات اللازمة للمخططات السكنية لشباب المنطقة وإيلاء المنطقة مزيداً من العناية والاهتمام في توفير وظائف للخريجين وإيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل واعتماد المزيد من المشاريع ومساعدة للمنطقة وأهلها للنهوض بهم إلى مستوى معيشي وثقافي أفضل كون منطقة بئر أحمد من المناطق التي ظلت مهملة لسنوات عديدة تسببت في تأخرها رغم وجودها في قلب العاصمة التجارية وبالقرب من المنطقة الحرة كونها تمتلك مخزون واسع من الأرض التي لا زالت بكر للاستفادة منها في صالح أهل المنطقة خصوصاً والمحافظة بشكل عام.. مع جزيل الشكر والتقدير.