دخل علينا العام 2019 في بداياته الاولى بألام وأحزان متلاحقة خسر شعبنا الجنوبي خلال اشهره الاولى كوكبة لامعة من رجاله الابطال المخلصين ولكنها ارادة الله سبحانه وتعالى لا اعتراض عليها، فقد خسر الجنوب من خيرة رجاله الابطال وهم الشهداء اللواء محمد صالح طماح وزميله الشهيد اللواء الزنداني والفقيد الدكتور محسن الحقبي احد قيادات الحراك وفقيد الوطن رجل الخير والاحسان المناضل عبد الرحمن محمد صلاح ، وها نحن اليوم نودع قامة وطنية اخرى رفيق درب الشهيد سالم ربيع علي وأحد رموز الثورة الوطنية التحررية في الجنوب ، مناضل صلب ورجل المواقف الذي تحدى كل اصناف التهديد والترهيب لم يخضع قط لاغراءات السلطة ، صمد طويلا في وجه العواصف المتلاحقة ، رسم صورة جميلة في الاخلاص والنزاهة ، ظل وفيا لقيمه ومبادئه ، عاش نظيف ومات نظيف اليدين ، صارع المرض الى ان توفاه الاجل صباح يوم الجمعة الماضي الموافق 1/ مارس 2019 ،لم تشفع له مسيرة حياته النضاليه ومناصبة القيادية المتلاحقة بالحصول على ابسط مستحقاته في العلاج خارج الوطن اسوة بجميع القيادات التي تغادر للعلاج في الخارج لابسط الامراض ، سنوات من المعاناه وتقاريره الطبية تصول وتجول في دهاليز الفاسدين ناهبي ثروات الوطن الذي لم تحركهم مشاعرهم وضمائرهم لانقاذ حياة قائد عظيم ومناضل صلب ارتبط تاريخه الطويل بتاريخ الحركة الوطنية التحررية منذ ستينات القرن الماضي حتى وفاته.
رحل مقبل الثائر والوطن بأمس الحاجة الى كفائته وخبراته ، ولكن عزاؤنا الحقيقي بالوطن فهوا مليئ بالرجال المخلصين ورغم كل الصعاب وقساوة الحياة وقتامة المشهد فهناك الف مقبل قادمون لينتصر الحق وينتصر الوطن الجريح وتعود الحياة في الجنوب الى طبيعتها بأذن الله تعالى.
لقد ترك لنا فقيدنا الراحل ثروة عظيمة من الافكار والقيم النبيلة والصبر والحكمة ونماذج من الاخلاق الرفيعة ستظل نبراسأ يضيئ الطريق لنا وللاجيال القادمة .
نم غرير العين فقيدنا الغالي ولا نامت اعين الفاسدين المرتزقة الذي تركوك تتجرع مرارة الحياة وهم يعبثون باموال ومقدرات شعبنا.
لا يسعنا في الاخير الا ان نسأل الله لك الرحمة والمغفرة وأن يلهم اهلك ومحبيك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
د. صالح علي الصلاحي