مجتمع الناس ،ومجتمع المواطنيين
الامناء نت/خاص - المحامي فاروق الزعلي

من السهل أن تعيش إنساناً؛ و لكن ليس من السهل أن تكون مواطناً. في المواطن يمكن ان يعيش إنسان ، و لكن في الإنسان من الصعب ان يكون مواطن... المواطن مقيد بالتزامات، و مخص بحقوق. اذا تنصل المواطن من التزاماته تحول الى إنسان، و لا ينزع المواطن إلى التحول إلى إنسان ، إلّا إذا أراد أن يستأثر بأكثر من حقوقه... في مجتمع المواطنين ، تستوفي الحقوق بالعرف أو بالقانون ، أما في مجتمع الناس فتستوفي بالذات. لا عرف و لا قانون ؟لذلك لا ترتبط حياة المواطنة بنظام الدولة، و إنما بالإستقرار... أول يوم اختار فيه الناس الاستقرار ، اختاروا فيه أن يكونوا مواطنين، حتى و لو لم يظهر مفهوم المواطن و المواطنة بدلالتهما الحالية إلا في أزمان متأخرة... من مجتمع الناس ، ظهر مجتمع المواطنين، و هو حالة الحضارة الأولى... حتى الرسالات السماوية التي جاءت بالحق ، قد خاطبت الناس، و ليس المواطنين "بمفهوم الزمن ذاك "، و هو ما يعني ان الناس ليست على حق ... في مجتمع المواطنين نشأت مكارم الأخلاق ، فلم يأتي الإسلام إلا ليتممها، و لذلك كان الذين آمنوا بين العرب مبكرا هم المواطنون، أو من تحولوا إلى مواطنين كذلك، وظلت الغالبية منهم من مجتمع الناس، و هي التي حاربت الإسلام و قاومته حتى انتصر عليها في فتح مكة اول و آخر الفتوح، فلا فتح بعد فتح مكة ... إذا نزع مجتمع المواطنين ، نحو مجتمع الناس، و اختار قيمه ، حدثت الفوضى... في مجتمع المواطنين تتساوى الحقوق ، و لو نسبياً، بينما في مجتمع الناس لا... لا تستطيع أن تستأثر في مجتمع المواطنين بأكثر من حقك ، بينما قد تستطيع أن تفعل ذلك في مجتمع الناس. في مجتمع المواطنين تستطيع أن تصون حقك، بينما في مجتمع الناس قد لا تستطيع... يمكن تبين الفارق بين مجتمع المواطنين و مجتمع الناس في "الحالة" اليمنية بين زمنين.. 1990و ما قبله من الاعوام ، و 1990 و ما بعدها من السنين.. قبل عام 1990 كان اليمنين يعيشون مجتمع المواطن ، بعد سنة 1990 طغت قيم مجتمع الناس، الكامنة في نفوس بعضهم ، فانهارت قيم مجتمع المواطنين... تحول اليمنين إلى مجتمع الناس، بعد ان وسوس لهم خناسهم التجرد من مجتمع المواطنين ، و زينوا لهم ذلك ففعلوا... في مجتمع الناس ذاك قتل اليمنيون بعضهم و اكلوا اكباد بعضهم على النحو الذي فعلته هند بنت مجتمع الناس، إذا صحت الواقعة، و شوهوا بعضهم على النحو الذي فعله مجتمع ناس اصحاب الأخدود ، و هدموا بيوت بعضهم و أكثر ، حتى أتوا على وطنهم كله... لقد تحول كثير من اليمنين إلى وسواس و خناس في الواقع و على القنوات و صفحات التواصل.. اليوم يمكن ان نقول: من الصعب ان يعود اليمنين إلى مجتمع المواطنين ، إلا بقوة قامعه لغرائزهم ، و لروح الطغيان التي تسكنهم ... فهل من طاغ أو طاغية ينقذهم أو تنقذهم؟ عل و عسى...

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!