خسرنا الحلم والخلق المزكى
خسرنا هيبة الرجل المثالي
فلم اتوقع المأساة أصلاً
ولا خطرت ولا جالت ببالي
أن وريد قلمي يقف عبثا .. ونزيف الكلمات يتدفق عفوياً أمام العاصفة التي اقتلعت قلوبنا بل هو إعصار الحزن والأسى ورياح الموت التي هبت علينا لتلهب قلوبنا اجتثاثاً وتقتلع منا من هم اعزتنا في هذه الحياة ومصابيح الدنيا .
فالموت قضاء وقدر ، فكان للقدر موعد مع فقيدنا الراحل عبدالقوي مثنى عثمان الضحاك حين صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها العظيم صباح يوم الجمعة الموافق ?? يوليو ????م .
فهالنا نبأ وفاته ، وخلق في قلوبنا حزناً عميقاً ، فلم استطع التعبير والكتابة من هول الفاجعة ، فسمحت لقلبي وأطلقت له العنان ليكتب عما اجتاحه من أحزان ، وأبت عيناي إلا أن تشارك قلبي حزنه ، وذرفت الدموع تعبيرا لرحيله .
فجعت كما فجع غيري برحيل من عرف عنه طيبة الإخلاق ، وسمو النفس ودماثة الخلق والشجاعة ،لقد تجلت فيه رحمه الله قيم الكرم والشهامة ، والإبتسامة التي لا تفارق محياه في كل الظروف ،
كما تميز فقيدنا الغالي بقوة شخصيته فكان الرجل المثالي والقدوة الحسنة في كل مبادئ القيم والإخلاق وإصلاح ذات البين ، فكان رجل المهمات الصعبة ومفتاح حل القضايا المستعصية التي قد تحدث هنا أو هناك في إطار منطقته وقبيلته ، فلم تمر عليه قضية إلا وحلها ، فنال حب الناس جميعاً ،أظافة إلى أنه كان شغوفاً بحب وطنه الجنوب ومخلصاً لقضيته ، فكان داىماً يحث الشباب على الهمة والعزيمة في النضال من أجل استعادة دولته الجنوبية .
فكان رحيله في مثل هذا التوقيت وهذه الظروف خسارة نحن بحاجة له ، ولكن هذه مشيئة الله ( إن الله لا يؤجل نفساً إذا جاء أجلها ) .
رحل رفقيدنا الغالي من هذه الدنيا الفانية بعد عمر قضى معظمه في خدمة الوطن في مجال السلك العسكري في سبعينياة القرن الماضي ،
رحل عنا تاركاً لنا مآثر خالدة ودروساً نستلهم منها كل مبادى القيم الكريمة والإخلاف الرفيعة ، والتآلف والتآخي وقيم التسامح وإصلاح ذات البين ،كما ترك لنا مبادئ حب الوطن والإخلاص له والدفاع عنه
فعزائنا أننا خسرنا الخلق المزكى وخسرنا هيبة الرجل المثالي ،نم غرير العين أبا وثيق ،، فأننا سائرون على نفس الطريق ، متسلحين بكل قيمك الإجتماعية ، ومكارم إخلاقك العالية فإلى جنة الخلد إن شاء الله ،