بقلوبٍ يعتصرها الألم والحزن رحل عنا الأخ / هاني جمال علي المنور المنتصر بسرعة البرق هكذا قدر الله وما شاء فعل.. هاني الذي كانت الابتسامة لا تفارق محياه محبوب من قبل الصغير قبل الكبير في حالمين وحتى إقامته مؤخراً واستقراره في عدن ، عاش حياته البسيطة مع الأقارب والأصدقاء بكل حي كان يسكن أو يقيم فيه.
بعد تهاون الشرعية في تقديم الخدمات من كهرباء وماء قرر هاني مع عائلته أن يسافروا إلى مسقط الرأس ليقضوا إجازتهم العيدية في الأرياف بعيداً عن الحرارة التي تشهدها مدينه عدن وتحديداً منطقة صلاح الدين. سافرت عائلته إلى مسقط رأسها في ردفان لتعيش أجواء العيد مع أهلها ، أما هاني - رحمه الله - ذهب إلى "حالمين شرعة" لزيارة أهله ومشاركتهم فرحة العيد والخروج من الجو الحار الذي كان يعيشه في عدن.
بعد قضاء زيارة العيد لم يكن هاني يدرك أن القدر هو من أراد أن يزور أمه وأبيه وإخوته وأصدقاءه في منطقته لتنتهي حياته قريباً من أهله.. هاني كان يخرج مع زملائه والذهاب إلى مناطق قريبة تقدم خدمات مباريات كأس العالم 2018 والذي كان كل الشباب في الأرياف يجتمع ليشاهد متعة كرة القدم مع بعضهم البعض ، بعد ذهابه مع أصدقائه إلى منطقة "نعمة" التي تبعد الساعة إلا ربع تقريباً مشياً على الأقدام من منزله ، ليتفاجأ أن يوم الأحد لا توجد في جدوله مباريات. بعدها اتجه إلى حمام شرعة السياحي لغرض السباحة وزيارة الأخ / يحيى راشد الذي يعمل قريباً من حمام السباحة بعد وصوله إلى صديقه ، جلس معه يتحدثون عن ما هو جميل وكل ما يدور في البلد ، بعدها استأذن هاني صديقه ليعود أدراجه إلى بيته ولكن القدر حتم على هاني أن يسبح في المسابح المتعود عليها في منطقته ، إلا أن القدر كان حاضراً ينتظره وكأنها رسمت حياته لتنتهي في هذا المطاف..
هاني كان يعاني من شحنات في الدماغ وعندما تأتي يسقط ويخرج عن الوعي أكثر من 20 دقيقة ، لكنه يعود مرة أخرى لوعيه. لكن هذه المرة سقط هاني ولا نعلم حقيقة السقوط هل كانت على النخاع ؛ لأن آثار الدم كانت في رأسه من الخلف ، وأظن ذلك، ليسقط داخل المسبح في ظل غياب تشهده المنطقة للقادمين لغرض السباحة ، سقط ولم يكن يعرف بوضعه إلا خالقه سبحانه وتعالى ، مات هاني .. ماتت أحلامه.. طفى نوره.. لم يعلم ذلك سكان الحي القريبين من المسبح بسبب الوقت المتأخر من الليل ، تأخر هاني بالعودة إلى منزله وبدأت علامات القلق على عائلته ، وأكثرهم الأم التي كانت تلحّ على والد هاني أن يذهبوا ليبحثوا عنه خصوصاً وأن الساعة تجاوزت منتصف الليل ولم يعد.. ذهبوا إلى منطقة "نعمة" ولم يجدوه ، ثم اتجهوا إلى منطقة حمام شرعة ليلتقوا بصديقه الذي كان معه يجلس مع بعض ، قال لهم : " ذهب بعد العشاء" .. لم يدخل اليأس للوالد ثم ذهب ليبحث عنه بالمسابح ، وهنا الكارثة ؛ ليجد هاني داخل حمام السباحة مرتمي ؛ مات هاني .. لم تسمع الأم إلا صوت زوجها الذي كان يصيح بصوت عالٍ وبحرقة من الواقع الذي اصطدم به ، وهنا تأتي الأم وقلبها يرجف ، هاني مات!.. لم أصدق ذلك ، ولكن نؤمن بذلك لأن الله خلقنا وهو أعلم متى رحيل كل إنسان على هذه الحياة القصيرة التي أصبحت للبعض همه الشاغل ، ولم يدرك أن الحياة الحقيقة في الآخرة وليس في الدنيا. رحل هاني ودفن في المقبرة بمنطقة "نعمة" وبقى اسمه يحمل عنوانه وصفاته. أوجعنا رحيل هاني لكن هذا قضاء وقدره.. رحمك الله يا أخي هاني وأسكنك فسيح جناته وألهمنا الصبر والسلوان ؛ إنا لله وإنا إليه راجعون..