أصنعوا مدينة لصُناع الرجال
الأمناء نت / ذويزن عبدالله حسن :

وانمران شل بابورك 

 بابورك مكسر بالي

وركب لي مع الطلالي

ذي سيارته جباني

 

قيل هذان البيتان في بداية الثمانينات من القرن الماضي ، ولا علم لنا من الذي قالها ، ولكن كنا نُرددها  صغاراً ونسمعُها كثيراً ، وكنا لا ندرك معانيها ، فقط كنا نرددها لنسمع من حولنا بأن حفظناها ، لكن المتأمل لهذين البيتين يجد فيهما واقعاً معيشياً ملموساً كانت تعيشها المديرية  ، فقد عكست الحياة الصعبة والقاسية التي عاشتها المديرية في بداية ثمانينات القرن الماضي والمتمثلة في صعوبة الانتقال والتنقل من المديرية إلى غيرها من المديريات والمدن  ، هذا ما جسده البيتان في جانب واحد فقط من جوانب الحياة المعيشية للمديرية وهو المواصلات ، فما بالك ببقية الجوانب إذا كان هذا الجانب صعباً؟!.

 

حبيل جبر .. هذه المديرية التي بلغ تعداد سكانها  في عام 2004م   41,474 نسمة ، حسب ما أفرزته نتائج التعداد السكاني لليمن ، وقد تضاعف هذا العدد إلى الضعفين واكثر  متجاوزاً 100,000نسمة، وحبيل جبر  هي هي كما عرفناها تقبع في ذيل المديريات الأضعف خدماتياً على مستوى اليمن.

 

لقد عانت مديرية حبيل جبر من الظلم والتهميش والحرمان والنسيان وعدم الاهتمام بها على  مر  تاريخ الحكومات التي حكمت اليمن ، فقد عاشت في غياهب النسيان والحرمان من أدنى الخدمات الأساسية في ظل حكومات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حتى عام 1986م ، حينها أدركت القيادة الجنوبية القيمة الاستراتيجية لهذا المديرية وخصوصاً الدور الذي لعبتها بأبنائها في إخماد نيران فتنة حرب 86  م ، فعمدت الحكومة آنذاك إلى إقامة بعض المشاريع الخدمية والتنموية للمديرية التي ساهمت في تخفيف معاناة الكثير من سكان المديرية مثل مشروع مياه غرابة ، ومشروع سفلتة الطريق الرابط بين مديرية حبيل ومديرية ردفان وغيرها من المشاريع ،  ولكن هذه اللمسة الحانية من قبل القيادة السياسية الجنوبية لم تدم طويلاً حتى أُعيدت مديرية حبيل جبر من جديد في غياهب النسيان والحرمان ، بل أشد من سابقتها في ظل حكومات الوحدة اليمنية في عام 1990م .

ومع تحقيق الوحدة اليمنية أُعيدت مديرية حبيل جبر  مرة أخرى إلى غياهب النسيان والحرمان والظلم والتهميش ، بل زاد الأمر أكثر سوءاً من سابقتها ، حيث تم تعطيل بعض المصالح والمشاريع التي أقيمت بعد عام 1986م لتعود مرة أخرى إلى المستنقع الذي خرجت منه سابقاً ، وها نحن اليوم في العام 2018م ومديرية حبيل جبر  مازالت هي هي ، فمن شاهد صورة المديرية قبل عام 90 م ويشاهد حالها اليوم  ، فسوف يقول لا فرق بين الصورتين سوى الكثافة السكانية التي اكتظت بها قرى المديرية ، فلا عمران يكسو المديرية ويزينها ، ولا كهرباء تضيء المديرية ، ولا مياه تزيل المعاناة التي يعانيها الناس من جراء تعطل مشروع المياه ، ولا توفر لباقي الخدمات من مستشفيات وبريد واتصالات تسهل حياة الناس وتريحهم.

 

حبيل جبر التي قدمت الكثير  والكثير للوطن ومازالت على العهد تقدم  وتقدم ، فقد لعب أبناؤها دوراً محورياً في إخماد نيران فتنة حرب 86م ، دوراً أساسياً في إمداد الوطن بالقوة العسكرية البشرية ، ودوراً قيادياً في تحرير عدن والمحافظات الجنوبية من الاحتلال الحوثي العفاشي الغاشم في عام 2015م ، وما زال أبناؤها يقودون عمليات التحرير  في المحافظات الشمالية من المليشيات الحوثية ، فهم يمثلون المدد والعدة والعتاد في المعارك التي يقودها التحالف العربي والرجال الأبطال هناك ، حتى أنِي أذكر شاهداً على ما قلته سابقاً ، وهو أن بعض الإخوة  زار مدينة المخا بعد تحريرها من الانقلاب الحوثي ، وكان يسأل أي شخصٍ يصادفه : من أي منطقة أنت؟ وكان الأكثرية يجيبونه على سؤاله : "من حبيل جبر"  ، وحينها قال مقولة اعتبرها أنا شخصياً مقولة تاريخية يجب أن تسطر  وتكتب بالذهب في لوحة كبيرة أعلى (جبل بطه) قال :" حبيل جبر لا تمتلك أي ثروة مادية ، سوى أنها تمتلك شيئاً واحداً فقط وهو مصنع لصناعة الرجال الأبطال ".

 

وخلاصة ما سبق هي المعاناة الصعبة التي تعانيها مديرية حبيل جبر من جراء عدم توفر أدنى المقومات والخدمات الأساسية ، وعلى ذلك فإنِي أُناشد التحالف العربي - ممثلاً بدولة  الإمارات والمملكة العربية السعودية-  وأناشد القيادة اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وكل من لها سلطة أو قرار  في قيادة الدولة من أبناء المديرية  ، أن يعيدوا النظر إلى مديرية حبيل جبر بنظرة اقتصادية تنموية إنسانية ، وأن يعملوا ويسعوا  إلى إقامة المشاريع التنموية والخدمية والاقتصادية لهذه المديرية بحكم ما قدمتها هذه المديرية للوطن  ولليمن ، فقد ساهم أبناؤها في تحقيق الكثير من الأهداف التي رسمها التحالف العربي والقيادة السياسية لنفسهم في القضاء على المشروع الإيراني في اليمن ، وأخص المشاريع التالية بالذكر لأهميتها بالنسبة لحياة الناس وهي: الكهرباء ، ومشاريع المياه ، وتفعيل المستشفى العام ، والبريد العام .

وأقول في الأخير : هل ستصنعون مدينة متكاملة الخدمات لمن وهب لكم مصنعاً لصناعة الرجال الأبطال في حربكم مع الشيعة وإيران؟!.

 

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!