الطفل اليمني ومخاطر المستقبل
الأمناء نت / كتب / السفير عبدالحميد الكبي

ماذا يفعل الأطفال في عالمنا والسماء فوقهم بهذا الانخفاض، كيف يمكن أن يرفعوا رؤوسهم بكامل قاماتها وكيف يتأملون الآفاق البيعدة دون فضاء يتيح لهم الانطلاق، الأطفال محاصرون ولأنهم مادة المستقبل فأنا هذا يعني أن المستقبل فإن هذا يعني أن المستقبل في وطني كله محاصر مساحة الإبداع فيه ضيقة والقدر المتاح للابتكار معدوم تقريباً، فمن المسؤول عن كل هذا ان مسئولية الحصار الذي يعيشه الأطفال في اليمن بسب الصراع والأزمات والحروب، ومسئولية الحصار كذلك موزعة على جهات عديدة على رأسها نظام الأسرة ودور التعليم والثقافة والإعلام.


يولد الطفل اليمني بنفس الدرجة من الذكاء الذي يولد بها الطفل في العالم ويمر الطفل اليمني مثله في مراحل النمو المختلفة حتى تبدأ سنوات التفاعل بينه وبين البيئة التي تحيط به عند هذا المراحلة يبدأ الافتراق الخطر فيوصل الطفل الغربي مثلاً مراحل نموه النفسي والبدني وتتهيا له كل ظروف الإبداع، وان كانت ثمة بذور إبدعية في داخله بينما يتوقف منحنى الطفل اليمني أو ينحو إلى الانحدار وهو إما أن يعاني موت بذور الإبداع والتجديد داخل الطفل اليمني أو علينا نحن أطفال اليمن أن نمتلك روح المحارب حتى نستطيع أن نبقى فوق السطح دون أن نكون مهددين بالغرق في الظلام، ولعل هذا يفسر لنا نماذج العلماء العرب واليمنين المبدعين الذين وجدوا منفذا للهروب من تحت تلك الظروف فرفعو قامتهم وحلقوا عالياً في سماء الابداع خارج أوطانهم.


إن التخلف ليس أحد سمات الشخصية اليمنية بالتأكيد ولكنه واقع يفرض نفسه علينا ونرضى به يأسا ويتوارثه الأطفال منا ما يتوارثونه من فضائل العادة وإلى متى يبقى الطفل اليمني مبدعا في الخارج عاجزا في الداخل، وكيف يمكن لنا أن نرفع ذلك السقف الذي يواصل الانخفاض فوق رؤوس أطفالنا علينا أن نعي أن الطفل اليمني هو ثروتنا المهدرة واذا كنا لاندرك أهمية الطفل 

ذلك نتوقف إلى حال أطفال اليمن السعيد من آثار الصراع والأزمات والحروب  من قتل وقصف وتجنيد الأطفال والزج بهم في الصراع؛ فالغاليية العظمى من أطفالنا يعيشون بلا طفولة حقيقية ويشيخون قبل الأوان فهم وقود الحروب والصرعات وهم ضحايا العنف والتعذيب والفقر الذي يحرمهم حقهم في التعليم ويلقيهم في أسواق العمل، وحتى الذين يتاح لهم فرص التعليم والترقى قد يقعون ضحايا النظم التعليمية المخلتفة التي تقتل ما في داخلهم من ابداعات وتزرع فيهم الخوف والقلق


إن الأرقام التي تنشرها المنظمات الإنسانية عن اطفال اليمن  الذين يدفعون إلى سوق العمل في وقت مبكر من أعمارهم تثير الرعب، وهناك أطفال صغار يعولون أسرا بأكملها في ريف اليمن


خلاصة القول أننا أطفال اليمن أمام واقع لا يضيق الخناق على الطفل المبدع فقط ولكنه لا يتيح للأطفال العاديين أن يأخذوا نصيبهم العادل.. إننا ك يمنيين نقف اليوم مأزقا لا وقت لانتظار فيه أكثر مما انتظرنا، وعلينا أن نحزم أمرنا ونؤمن بثقة بأن مستقبلنا كأمة وكأوطان مرتبط بمدى ما ننجح فيه من وضع أطفالنا على الطريق الصحيح فنحشد كل إمكاناتنا ونطوع كل برامجنا التنموية للاطفال.. وعليكم كآباء الحفاظ على حقوق الأطفال وأن نزرع في أبنائنا النهضة المنشودة للبناء الوطن وجيل المستقبل في ظل هذه الظروف الصعبة

-سفير الاتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل في اليمن

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!