أقام الإنسان حضارته قديما من خلال النشاط والعمل والانتاج واستقرت ونمت وتطورت الحضارات على ضفاف الانهار ، وبالتالي ادى ذلك إلى اكتشاف الزراعة كان نتيجة لتفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية ، وكان ذلك الاكتشاف بمثابة ثورة ممنهجة جعلته ينصرف إلى الإنتاج والاعتماد على النفس بدلا من التطفل على الطبيعة هذا نوع وضرب لتأطير واقعهم الحياتي مع معطيات البيئة ايمانا منهم على تكييف لفكرة محتوى البيئة التي من الصعب تغييرها ، للبحث عن بدائل و تؤائم مشتركة حتي يتفق الواقع مع محتوى البيئة للتتجسد افكار مختزلة من واقعهم هي بديلة للمنهج ومحتواه آنذاك
اما واقع محتوى مناهجنا اليوم يختلف تماما وبعيد كل البعد وقاسي في مضمونه المعلن والخفي ، مجرد عن فكرة اوقصة يأخذها المتعلم لتمريرة وانتقاله إلى مراحل دراسية متقدمة ليس إلإ ?? ولاتحاكي واقعي حياتي للمتعلم اطلاقا اوربط لفكرة يستطيع المتعلم أن يلامسها ، مجرد سراب فقط ?? كيف حصل هذا في محتوى مناهجنا ؟؟!!
من الواجب أن يختار مخططو ومؤلفو المنهج. المحتوى الذي يلبي حاجات المجتمع ، ويتفق مع ثقافته ، لأن المنهج ينبغي أن يسهم في تربية المتعلمين ليعيشوا في فلسفة واقع مجتمعهم وليس في مجتمع آخر ، في إطار الثوابت الثقافية والأجتماعية والأقتصادية والفكرية للمجتمع وفي إطار خصوصيات البيئة المحلية لمجتمعهم المحلي ، ولذلك ينبغي أن يحرص المؤلفون على ربط مايشمله المحتوى من خبرات ومعارف ومهارات وسلوكيات قريبة من مجتمع المتعلمين وبيئهم ، فلاينبغي أن نخاطب المتعلمين ونقدم إليهم مادة تعليمية وكأنهم لايعيشون في مجتمع ولاينتمون إلى وطن
مثلا??!! أنا قرأت في احدى محتوى مناهجنا لموضوع يقتضي العلاقة بين الإنسان والبيئة وأثر البيئة على الإنسان ، ويتضمن دراسة مفاهيم كالتوازن البيئي ، واختلال التوازن البيئي والملفت للنظر والمعيب ورغم ذلك لاتوجد إشارة واحدة تلفت انتباه المتعلمين إلى بيئتهم في المجتمع اليمني اوالإنسان اليمني والأغرب من ذلك لجأ المؤلفون عند توضيح مفهوم اختلال التوازن البيئي إلى استخدام مثال من الولايات المتحدة الأمريكية ،وكأن الفلاح اليمني لايواجه أي مشكلة تتصل بخلل في التوازن البيئي في البيئة اليمنية ?? كماهو الحال لاتوجد كذلك إشارة واحدة إلى مانعاني منه في بيئتنا من أضرار ومشكلات من التلوث في المياة والهواء والغذاء والتربة ??? وهلم جرا
ومن هنا ومن هذا المنطلق يحق لنا كمعلمين ومثقفين ومهنيين أن نتسأل إلى أي مدى يعكس محتوى المنهج اهتمامات وحاجات المجتمع وقضاياه ؟ و?لى أي حد يسهم محتوى المنهج في ربط المتعلم ببيئته المحلية ?? تساؤلات مطروحة على الطاولة للنقاس هل ستلاقي اذان صاغية وقلوب رحبة ام تجاهل كما تجاهل حق وواجب للمعلم من حقوق وواجبات مالية كان سببها تجاهل اعمى من وزارتنا الحكيمة