"معاذ" الطفل الذي ينظر اليك بكل خوف من مستقبله ، مازال ينتظر ما تخفيه الأيام له، حياته مختلفة عن أي طفل ، ونظرته لنفسه أسيرة بخوف لا ينقطع.. ربما يجد معاذ نفسه مجبراً على الخوف لو نام وانقطع الهواء وهو نائم هل سيموت؟!.
إنها حالة كابوسية من الأفكار والمخاوف التي يعيشها معاذ وأسرته كل يوم ، وليس هناك جديد يسعد الأسرة .
تخيلوا لو أن حبلاً وُضِع على عنق أحدنا ، ثم تُرِك لبعض الوقت على هذا الحال وكل يوم يزداد عليه الخناق ، فكيف سيكون حاله ؟!.
كيف سيكون شعوره وهو يشاهد نهايته ومصيره الحقيقي - والذي هو الموت شنقاً - دون أدنى شك يقترب منه كل يوم ؟.. فهذا هو حال الطفل (معاذ محمد صالح).
معاذ شاب يزحف نحو 14 ربيعاً لكن خطأً طبياً صنع منه طفلاً معاقا في وجهه وفكه.
لا يستطيع الكلام ، ولا يمضغ الطعام ، وكل يوم يضيق تنفسه ويجد حاله يخرج بين ركام الموت المحاصر له في حياته وطعامه وتنقله .. قررتُ زيارته إلى منزله الواقع بمديرية تبن برفقة الزميل "ذويزن الحوشبي" ، وهناك التقينا بوالده ليضعنا أمام معاناة معاذ ، وقال لي والده :"تخيل أن يُمنع عن ولدك الطعام والشراب والكلام ويضيق عنه التنفس وكل يوم يزداد حاله تدهوراً وأنت ليس بمقدورك فعل شيء ! "..
الأب أضاف قائلا بكل ألم :" ذهبت للجمعيات وطرقت أبواب السلطات لعل من يمد يد العون لي ويساعدني في إنقاذ حياة ولدي لكن دون جدوى ،فمعاذ ضحية خطأ طبي وقع له عندما كان في الشهر الأول من ميلاده ".
وتحدث والده أنه نقل معاذ إلى مستشفى ابن خلدون لكن الأطباء أبقوه دون طعام لمدة عشرة أيام واكتفوا بتغذيته بالمغذيات ، ومن ذلك الوقت ومعاذ يعاني من تآكل فكه السفلي حتى أنه لا يستطيع التنفس إلا بصعوبة ، وكذلك الطعام ليس بمقدوره الأكل ، أما في وقت نومه لا يمتد بل تكون طريقة نومه وهو جالس حتى لا ينقطع الهواء والتنفس نتيجة ضعف رقبته والتصاقها بفكه.
وأشار والد معاذ بالقول :" إن لجنة طبية قررت له السفر إلى الخارج لكن الظروف المادية والصعوبات هي من تعرقل إنقاذ معاذ ووقفت حائراً لذلك الأمر".
واستطرد والد معاذ قائلا :" أنظر لحال ابني وهو يزداد سوءاً كل يوم وليس هناك ما يسعدني على إخراجه من هول ما به لكن لا أملك إلا الدعاء والاستعانة بالبكاء. أربعة عشر عاما هي عمر معاذ الذي لم يحس يوما أنه مختلف غير أن هناك شعورا يؤرقه".
معاذ يخاف في كل يوم عندما ينظر في نفسه ، ويخاف عند نومه ، ويخاف وهو يراقب حياته الصغيرة المؤلمة.
تظل رقبة معاذ تضيق وفكه السفلي انغرس دون أن تبرز له ملامح ، صار الوجه مقطوعاً وضيقاً ، وعندما يرغب الأب والأم في إطعام معاذ يتم ذلك عبر المعلقة.
"الأمناء" توجه رسالة لأهل الخير ومن بمقدوره إنقاذ حياة "معاذ" .. وللتواصل مع والد معاذ:
772861588
716519271