غالبآ ما تظهر المعايير القابلة للتفاوض كمسالة عدل أو عدالة : «أنه ليس عدلآ .......وليست مساواة ......ليس دليلآ على الإحترام».
ليس هناك شكاوي إنسانية أساسية أكثر من هذه الشكاوي،سواء ظهرت في المدرسة،أو السوق أو المحكمة، أو الحكومة.
ومع ذلك،فإنني أعتقد أن التحدي الذي يواجة من يفكر بمنطق العقل هو أن يتوصل لمعايير تتجاوز العدل؛وتتجاوز مبدأ العدالة، فكيف نفعل هذا ؟
يثور الكثير من الصراعات-إن لم يكن معظمها - بسبب مسألة العدل؛ فإلناس في كل مكان لديهم تصور بإن الآخرين يتعاملون معهم إما بعدل أو بغير عدل.
وقد جرب رجال الاقتصاد عبر السنوات - أثناء محاولتهم فهم فكرة العدل - مايطلقون علية «لعبة الإنذار الأخير».
وفي هذه اللعبة يمثل شخص معين دور المقترح ، ويمثل شخص آخر دور المستجيب ، ويتلقى الشخص الأول عشرة دولارات مثلآ ويكون علية تقديم أي عدد من الدولارات للشخص الثاني الذي يتمتع بالحرية قبول أو رفض هذا العرض.
المهم أن كلا الشخصين لابد أن ينهي هذه اللعبة بالمال ، وإذا لم يفعلا ذلك فلا بد أن يرد المقترح مامعه من مال.
وإذا كأن اللاعبان روبوتين آليين ، فإن التفكير يستمر ، ولايقدم المقترح العقلاني جدآ إلا دولار واحدآ فقط يقبله المستجيب بعقلانية مما يجعل كليهما معة مال.
ولكن البشر لايلعبون بهذه الطريقة ، فعادة ما يعرض المقترح خمسة دولارات على المستجيب ، فيقبلها وتنتهي الحال بكليهما إلى أن يكون لدى كل منهما قدر متساوي من المآل. وهذا عدل ، ومع ذلك ، فمن المثير للفضول أنه عندما يعرض المقترح على المستجيب مبلغآ محدودآ عادة مايرفض المستجيب قبولة ؛ لأن هذا العرض ليس عادلآ لذلك يخسر الطرفان.
وقد تبدو هذة النتيجة غير عقلانية ، ولكنها توضح قوة مبدأ العدل. وقد تمت تجربة هذه اللعبة على مئات الجماعات عبر العالم من العاملين بمصارف لندن إلى رعاة الماشية في جبال البيرو ، ورغم تباين النتائج باختلاف الثقافات ، فليست هناك اختلافات كبيرة بين الثقافات.
وأن أرى كل الثقافات تحتوي على شعور فطري بالعدل.بمعنى أن العدل في نظر الإنسان العاقل ماهو إلا مقترح يتم قبولة أو رفضه في حياته بشكل يتناسب مع محيط المجتمع الذي يعيش فيه.
تحياتي.