زارتهم :أمل عياش
عمرو جمال، مرة أخرى وأخرى يبرز في إشراقه جديدة في رمضان عبر مسلسل (حافة الأنس) مسلسل يجمع من حيث الشكل بين التلفزيون والمسرح ومن حيث المضمون يشمل معظم جوانب حياتنا اليومية، توغلنا في فكرة العمل وطموحات الشباب المشاركين تمثيلاً وإدارة بل وفي كتابة النص، فخرجنا بهذه الحصيلة من خلال حوارنا الآتي :
وسنبقى نعشقها ماحيينا..
س- يكاد يكون المخرج عمرو جمال متخصص بالواقع والنكهة العدنية إن جاز لنا التعبير ، وأكد ذلك المسلسل الأخير ل" حافة الأنس " تعليقكم ؟
البيئة العدنية هي البيئة التي ترعرعت وكبرت فيها ومن الطبيعي أن أعكسها في أعمالي لأني ابن هذه البيئة الجميلة والاستثنائية .. فهي بيئة التنوع والنسيج الاجتماعي الفسيفسائي .. وهي بيئة مغرية لكل فنان لأن معينها لا ينضب .. وستبقى زاخرة بالتفاصيل والحكايات التي تتجدد مع فجر كل يوم جديد .. تلك عدن التي نحب وسنبقى نعشقها ماحيينا..
هذا العمل هو سحر المسرح
س- ماذا نستطيع أن نسمي هذا النمط من المسلسلات التلفزيونية التي تجمع بين المسرح والتلفزيون ، وما هي أهم الايجابيات والسلبيات من خلال تجربتكم في المسلسل الأخير "حافة الأنس" ؟
هو نمط جديد أطلقنا عليه "مسلسل مسرحي" وهو عمل أقرب إلى نمط مسلسلات "الست كوم" التي تصور في أماكن مغلقة ولكننا قدمناه على خشبة المسرح وتعمدنا إظهار خشبة المسرح حتى ينتقل إحساس المسرح للمشاهد .. أهم ايجابيات هذا العمل هو سحر المسرح الذي حاولنا أن نستحضره في هذا العمل..
وكانت فرصة جميلة أن نثري المكتبة المحلية بـ 30 مسرحية قصيرة دفعة واحدة .. من أبرز الإيجابيات في حافة الأنس هو اكتشاف 8 كتاب جدد من خلال ورشة عمل للكتابة أقامتها فرقة خليج عدن وهذه إضافة جديدة للساحة الفنية..
وكانت مشاركة الفنانة الكبيرة أمل كعدل لنا في غناء مقدمة العمل إضافة رائعة .. وأعتقد أننا اجتهدنا في إبراز 30 قضية سلبية في مجتمعنا وكأن هدف العمل هو التركيز على التوعية ونرجو أن تكون الرسالة وصلت من خلال العمل..
بالنسبة للسلبيات التي واجهتنا تتركز في غياب المسارح المتخصصة في البلد حيث أن التصوير تم في مسرح بسيط وصغير ولكن هذه حال البلد التي للأسف على مر الزمن كانت الجهات الرسمية تتجاهل بل ولا تحترم المسرح .. أيضا نعاني كثيراً في عدن من محدودية الكادر النسائي " الممثلات " .. خصوصاً الشابات منهن ..
وذلك ما يجعلنا نستعين أحيانا بالشباب لأداء بعض الأدوار النسائية أو استقطاب بعض الكوادر النسائية من خارج مدينة عدن وتكبد مشقة تعليمهن اللهجة العدنية .. العمل الفني في بلدنا صعب جداً، ومازلنا نكافح لكي نخرج بعمل جيد للنور ..
الدراما والكوميدية والرسالة الهادفة ..
س- انطلاقاً من كون التلفزيون جهاز للترفيه غابت الأعمال التراجيديا ، هل هذا الأمر ينطبق على المسرح ، رأيكم كمخرج ؟
للأسف نعاني من حمى الكوميديا في بلدنا .. وهذه مشكلة تجعل المشاهد اليمني لا يستسيغ الأعمال الجادة المحلية بنفس الدرجة التي يتقبل بها العمل الكوميدي .. وهي موضة ستأخذ وقتها وتنتهي .. وأعتقد أننا يجب أن نقدم تنوعا أكبر في الأعمال الدرامية الجادة بجانب الكوميديا..
بالنسبة للمسرح فالوضع ليس مختلفاً جداً فالجمهور يأتي للمسرح ليرفه عن نفسه ويضحك.. لكننا في فرقة خليج عدن نحاول أن نمسك العصا من المنتصف ونقدم وجبة متكاملة.. في مسرحية "معك نازل" مثلاً لم تكن كل المشاهد كوميدية بل كان هناك الكثير من الجد، وكان التسلسل الممتع للأحداث والقضايا الهامة التي ناقشتها المسرحية سبباً مهما في نجاحها..
كذلك في مسرحية "كرت أحمر" كان نصف العمل عبارة عن مشاهد جادة وكان التفاعل من الجمهور رائعاً جداً مع تلك المشاهد الجادة .. نحن في الفرقة نجد أن من دورنا أن نرتفع بالجمهور و أن نقدم لهم عملا متنوعا فيه الدراما والكوميدية والرسالة الهادفة ..
س- " حارة الأنس " و" عائلة دوت كوم " تؤكد تركيزكم على شرائح من المجتمع وقضاياه الإنسانية المتنوعة، وقد أبليتم حسنا في هذا المجال، صحيح أن هناك تنوع في أشكال التناول بحسب مشاهدتنا لتجربتكم، متى سيخرج عمرو جمال من المحلية إلى القضايا القومية أو العالمية؟
عندي إيمان مطلق أن أقصر الطرق للوصل للعالمية هو طريق المحلية .. فبيئتك وخصوصيتها وفرادتها هي أفضل الطرق للوصل لمن يعيشون خارج إطار بيئتك .. الآخر دائما يكتفي من مشاهدة نفسه بمرآة من يمثلونه من أبناء جلدته.. وعندما يلتفت خارج ذلك الإطار فهو يود أن يشاهد شيئاً مختلف، بيئة مختلفة ووجة نظر مختلفة ..
س- هل تنوي تأسيس شركة إنتاج بدلاً من البقاء في إطار الفرقة ؟
هو هاجس دائم عندي .. مشكلتي أني قد أكون فنان جيد لكني تاجر فاشل تماماً.. أتمنى أن أنمي حسي التجاري وأن أستطيع تكوين شركة إنتاج في المستقبل القريب فهي ضمانة للاستمرار لفترة أطول ..
س- ماهي البصمة التي يسميها البعض مفاتيح أو سر نجاحكم ؟
سر نجاحنا يتلخص في الإجتهاد والإخلاص.. نحن مجموعة متفاهمة وحريصة كل الحرص على العمل والقريب منا يشهد بأنا نتفانى من أجل العمل دون الالتفات نحو بهرجة الشهرة والمال.. فهذه الأشياء تأتي كنتيجة طالما أنك مخلص للعمل الذي تقدمه لكنها لا يجب أن تكون غاية نسعى إليها بغض النظر عن قيمة الأعمال الفنية واحترامنا لأنفسنا..
سر آخر مهم من أسرار نجاحنا هو عدن، فلطالما حملنا على عاتقنا كفرقة التوثيق لهذه المدينة الرائعة، في حافة الأنس مثلا حرصنا على أن يكون الديكور محاكيا للبناء التقليدي العدني.
حرصنا على استخدام عدد كبير من الأمثال الشعبية العدنية، حرصنا على تجميع أكبر قدر من الكلمات العدنية المعرضة للانقراض للمحافظة على اللهجة العدنية، حرصنا على إبراز اللباس الشعبي العدني بمختلف أشكاله وأنواعه، حرصنا على افتتاح أغلب الحلقات بأغنية من التراث العدني، حرصنا على ذكر أسماء شوارع قديمة ومعالم ضمن سياق العمل.. هذه متعة لا توازيها أي متعة .. متعة رد الجميل لمدينتنا الحبيبة..
س - كيف تبحثون عن العيوب في عملكم؟
نحن دائمي البحث عن عيوبنا والقصور في عملنا.. بعد كل عمل نتناقش كمجموعة بوضوح وشفافية عالية ونناقش إيجابيات وسلبيات العمل.. ودائما نسعى لتحسين اخطائنا في أعمالنا الجديدة ..
س - حدثني عن ورشة العمل التي أقيمت من أجل حارة الانس ولماذا أقيمت الورشة ؟
ورشة العمل كانت خاصة بالكتاب الجدد.. اجتمعنا كمجوعة كتاب شباب وناقشنا فكرة عمل "حافة الأنس"، وقمنا برسم الخط العام للعمل وشخصياته.. واستمر العمل قرابة 3 أشهر حتى خرجنا بخمسين حلقة اخترنا منها ثلاثين حلقة والتي شاهدتموها خلال شهر رمضان .. كانت فكرة الورشة رائعة، والعمل مع مجموعة من الشباب لتقديم نص إبداعي كانت ممتعة جدا.. وأعتقد أن الساحة الدرامية اكتسبت 8 كتاب جدد على قدرة متميزة في صياغة النصوص الدرامية وهذا إنجاز نفخر به ..
( هده الفترة كانت من أصعب المراحل لفرقة خليج)
وفي كلمة للأخ فهد شريح أحد الجنود المجهولين في مسرح خليج عدن ، قال :
بالنسبة لسؤالك ,حالياً أشغل وظيفة المدير التنفيذي البداية أهنئكم بقدوم عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا باليمن والبركات
وبي لفرقة خليج عدن المسرحية , أما في بداية الأمر ومند2004م لم يكن لدينا وظائف متخصصة كنا مجموعة من الشباب قررنا أن نعيد روح مدينة عدن، وأن نعيد المسرح الجماهيري لعدن بعد غيابه واحتضاره لفترة تجاوزت حوالي أكثرمن16 عاماً.
وبعد أول عرض جماهيري لمسرحية(عائلة دوت كوم) في عام 2005 والنجاح التي حققته العروض قررنا أن نوزع المهام وان يكون عملنا مؤسسي, وزعت المهام وكنت أشغل وظيفة علاقات عامة ( هده الفترة كانت من أصعب المراحل لفرقة خليج) وخاصة لي .
توالت المسرحيات والعروض من "بشرى سارا" ,و"حلا حلا يستأهل", إلى "سيدتي الجملية" وحتى مسرحية "معك نازل" وأخيراً وليس آخر كرت أحمر ..ناهيك عن البرامج التلفزيونية والإعلانات الخاصة والحكومية والفيديو كليب..
مسلسل حافة الأنس ..
"المسلسل المسرحي"" حافة الأنس" كانت تجربة جديدة ومغامرة من مخرجنا ,حافة الأنس مسلسل يناقش كل يوم مشكلة بشكل كوميدي ناقد.. اشترك فيه كوكبة من الكوميديين العدنيين, فيه يظهر الخليط الاجتماعي لمدينة عدن ,ظهر فيه اللحجي والحضرمي والبهرية والصومالية.. الخ رسالة منا بأن عدن مدينة حاضنة كل الأجناس والأديان..
في مسلسل حافة الأنس شغلت وظيفة العلاقات العامة والتنسيق بالإضافة إلى متابع الإنتاج ..طبعاً وظيفتي ليست بالسهلة من يشغل هده الوظيفة لابد أن يكون مستعداً للعمل قبل الطاقم بأربع ساعات على الأقل.. عليه أن يوفر جميع احتياجات الطاقم وتهيئة الجو المناسب للعمل رغم كل هذا التعب، ولكن أجزم بأن طاقم مسلسل "حافة الأنس" من أفضل الطواقم التي عملت معها وأتمنى أن أعمل معهم مجدداً..
يعد الفضل لنجاح مسلسل حافة الأنس أولاً للفكرة الجديدة التي أبدع بها المخرج عمرو جمال .. إضافة للمجموعة المتميزة من الكتاب ,,إضافة لعلاقة الود التي كانت بين قناة السعيدة وطاقم الإداريين والممثلين، والطاقم الفني الذي نعمل معه لأول مرة وكان مثالاً للانضباط والإبداع بقيادة المصور أيمن المخلافي , وهنا اسمحولي أن أشكر قناة السعيدة وأسلوبها المتميز الذي تعاملت به مع طاقم عمل حافة الأنس كأنه جزء من طاقم القناة، ولم تتأخر لحظة عن توفير كل ما يخدم العمل ويخدم الطاقم.
وفي الأخير وراء كل عمل ناجح طاقم متجانس يحب العمل ويؤمن به ..
حديث عن عادات وتقاليد عدن
وفي هذا الإطار يتحدث النجم عدنان الخضر بقوله : مثلت دوراً واحداً في حافة الأنس وانشغلت أكثر في الجانب الإداري ، يتميز هذا المسلسل بأنه حديث عن عادات وتقاليد عدن في أسلوب درامي كوميدي سلس ، وفي حقيقة الأمر يجئ وراء هذا الانجاز قدرة الأخ عمرو جمال كمخرج يملك رؤية في استنباط الفكرة الجيدة من خلال تجربة جديدة في التأليف من خلال حث مجموعة من الشباب على الكتابة للمسرح، ودائما يضع كل ممثل في إطار يتناسب مع الممثل وليس شرطاً أن يكون من الفرقة ويمثل فلهذا كان هنا دوري أدارياً فنياً .
ولعل الذكرى تنفع المؤمنين
وحديث آخر للنجم/ رائد طة حول مسرحية حافة الأنس قال :
حافة الأنس تعتبر من أجمل الأعمال على قلبي لأنها بالفعل كانت عمل خصب، حاولت أنا ومن معي من ممثلين وإداريين بطرح كل المشاكل والظواهر السلبية التي طرأت على عدن، خصوصاً في الفترة القريبة، والتي تعتبر دخيلة على مجتمعنا العدني، والتي أزعجتنا وتمنينا تغييرها من خلال طرحها ومدى الأذى التي تسببت فيه لغيرنا من البشر، ولعل الذكرى تنفع المؤمنين فارتحت جداً للعمل تنوعت في الأداء مابين دور العم عوض صاحب "المقهى والصومالية" و"عجائز معك نازل" وغيرها من الأدوار الخفيفة غير كوني مساعد مخرج ....
في البداية وجدت صعوبة بين التنوع في الأدوار وكذالك عملي كمخرج بس بمساعدة الشباب تجاوزت الصعوبة وتحولت إلى متعه والحمد لله سعيد جداً بالمخرجات وحب الناس للعمل ولعل فكرة حافة الأنس من أكثر الأعمال اللي حسيت فيه بالمتعة رغم التعب المضاعف والضغط النفسي من حيت قصر الوقت وعملي كمخرج وممثل
إتاحة الإبداع للتعبير عن سلبياتنا الاجتماعية .
النجم المتألق دائما الأستاذ/ أحمد عبد الله حسين الذي شارك فرقة خليج عدن في رمضان المنصرم في مسلسل" أصحاب" وفي أدوار رئيسية قال عن حافة الأنس :
في البدء أشكر صحيفة أخبار اليوم على التواصل دائماً معنا.. بالنسبة للمسلسل أقول إذا جاءتني عروض لعدد من المخرجين أختار عمرو جمال لأنه مخرج شاب لا يكرر نفسه ، ووقوفي مع الشباب أشبه بعملية تسليم الراية من جيل لجيل.
هذا من جهة ومن جهة أخرى أتذكر عندما كنت شاباً كنت أتمنى أن القى الدعم المعنوي من الكبار، وبالنسبة للمسلسل تناقشت مع المخرج الذي أرسل لي في البدء رؤوس أقلام العمل ثم النصوص قرأتها وأعجبت بالعمل كثيراً ، وقد أكشف لكم سراً وهو إنني عندما أستلم أي عمل أعرضه على أولادي يقرأوه تم يعطونا وجهة نظرهم كشباب تجاوزاً العشرين سنة ، فأحاورهم وأخرج بعد هذا الحوار رؤية شبابية عصرية ودائماً تكون نتيجة هذا الحوار غاية في الروعة..
مسلسل" حافة الأنس" ناقش كثيراً من الظواهر السلبية التي حصلت نتيجة الفراغ السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي، فأفرزت لنا سلوكا مثل البلطجة وقطع الطرقات وحمل السلاح والبسط على الأراضي والبناء العشوائي وانقطاع الكهرباء، وأيضاً المحسوبية والتعليم والعلاقات الإنسانية والقيم الاجتماعية، لهذا أعجب كثير من الناس الذين أقابلهم بالمسلسل ولمست ذلك أثناء زيارتي الأخيرة لصنعاء وتعز، فضلاً عن عدن.
وطابع المسلسل الكوميدي يجعل التفاؤل بالمستقبل موجود والهدف من التناول بطابع كوميدي هو الجذب لغرض توصيل الرسالة إتاحة الإبداع للتعبير عن سلبياتنا الاجتماعية .
(نقلا عن اخبار اليوم )