صور تنشر لاول مرة للمبعوث الدولي مستر غريفيت
في مسقط راسه مدينة عدن عاصمة الجنوب
الجدير بالذكر أن المبعوث الدولي لليمن من مواليد عام 1951م مدينة عدن.
رأيي الشخصي أنا د.عمرعيدروس السقاف
أرى في ذلك طرف الخيط الذي سيوصلنا لإستعادة جنوبنا، فهل نحن جديرين بإلتقاط طرف الخيط وشده بقوة ، ليدرك من بيده الطرف الآخر بأنه حان الوقت للإستجابة ، أم سنظل على دأبنا المعهود?
طبعاً سينبري خلال دقائق المئآت الذين سيولولون بأننا قد بتنا ممسكين بالخيط بكله ومعنا مجلس انتقالي ممثل وحيد وشرعي ، وسيرد عليهم بالمقابل المئآت بعكس ودحض ذلك المنطق.
وعندها سينصرف من بيده الخيط الحقيقي الذي لم تحصل له أدنى إهتزازة، سيمضي إلى محطة أخرى،
وهو مقتنع، بأن الجنوبيين لازالوا لم يبلغوا سن الرشد السياسي ، ولم يتعلموا من الماضي ،ولم يقرأوا التأريخ جيداً أويحللوه ويفكوا شفراته المغلقة والسرية ، رغم إنقضاء المدة اللازمة لرفع السرية عنها وباتت متاحة ولاتحتاج لمزيد من العناء ، بل تحتاج لليسير من الإدراك لمدى أهمية إستيعاب حيثيات الماضي ، لمعرفة معطيات الحاضر ، لإدراك وتشخيص متطلبات المستقبل..
وطالما وكل ذلك في وادي، ونحن مهرولين في وادي آخر،!
فعندها سينصرف العالم من حولنا وسنجد أنفسنا وجهاً لوجه مع ذلك الماضي الأسود الذي دمر روابط نسيجنا الإجتماعي واضاع وطننا ودولتنا ، وإننا لم نستعيد شيئاً من ذلك سوى العودة إلى ما كان يتوجب أن ينعقد الإجماع على تجريم العودة إليه تحت أي مبررٍ كان...
عودة الجنوب والعودة للجنوب المنشود ياسادة ياكرام :
يستحيل بلوغه ، إلا بوحدة صف وكلمة الجنوبيين وإتفاقهم وتوافقهم على واحدية الهدف والقواسم المشتركة ، التي تعد من أهم الأولويات المقدسة التي تهز الخيط بقوة في إيد الطرف الآخر وبما يقنعه إننا كجنوبيين قد أمسكنا بطرف الخيط بالقوة اللازمة والمشروطة لإيصال الرسالة المطلوبة ، التي تثبت إننا قد نجحنا في فك رموز كل الشفرات وإستيعابها جيداً.
نعم لا أُخفيكم ، إنني على قناعة راسخة بأن أكثر من 80% من أوراق ومفاتيح حل قضيتنا هي بإيد بريطانيا(وفقاً وقوانين تقاسم النفوذ بين الكبار) وليس بإيد دول الخليج او التحالف أوغيرها،
ومنذُ 2007
كان قد أتخذ القرار بفصل الجنوب عن الشمال ، لكونه قد وضع لديه أمانة كما وضع قبلها منذُ مايعد الإستقلال عام 67م أمانة بإيد الإتحاد السوفيتي ،وفقاً والبرتكولات السرية بين الحلفاء لتقاسم النفوذ بينهم في مختلف بقاع العالم ، وهذه البرتكولات لازالت سارية حتى بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية ، التي لم تلغي كون روسيا لازالت تمثل دولة الإتحاد السوفيتي العظمى القطب المقابل في حكم العالم ، بعد إستعادتها لعافيتها ومكانتها في ظل فشل أمريكا وإعترافها بعجزها بالتفرد في حكم وإدارة العالم ..
لهذا حين يقول الرئيس بوتن للرئيس عبدربه إحمدوا الله ياأهل اليمن كوننا مختلفين نحن والأمريكان على مجمل الملفات في منطقة الشرق الأوسط ، عدا الملف اليمني فإننا متوافقين عليه ولاخلاف بيننا حوله...؟!
يعني إن قضيتكم بعيدة كليةً من التجاذب الدولي ، وبشكل أوضح حُسم تقاسم الكعكة بيننا حولها ،
وحين نفتح أعيننا ونجد إن ملف القضية سياسياً، قد أوكل لبريطانيا ، بينما ملف الحرب وتنفيذ الجانب العسكري فقد أوكل للأشقاء في السعودية.
فأضحت تلك الوكالة تشكل عبئاً ثقيلاً جداً على الأشقاء، ويتمنون لو يخلصون منها اليوم قبل بكرة ، ولكن البعض لايدرك محاولة القيام بترتيبات سياسية ما، إن ذلك يعد من الأخطاء والتجاوزات لمايتعى مهامهم المخولة لهم، إلى المهام الموكلة لدولة عضوة دائمة في مجلس الأمن ، وصاحبة ميراث تأريخي في المنطقة واليمن جنوباً بشكل خاص، وتسليمها الملف يعكس بوضوح إنها ستكون إحدى الركائز الرئيسية القادمة في المنطقة لمرحلة مابعد الحرب ، وذلك وفقاً للمخطط القديم ، الذي دشن منذُ مابعد لحظة الفراق والرحيل وماتلاها، وصولاً للحظة العودة والوفاق والعناق...والتي حتماً ستكون مختلفة جذرياً عن لحظة الفراق ومارافقها وماتلاها،
ولكن هاهم قادتنا بكل أسف يظنوا إن إستعادة الدولة والجنوب ، هو العودة لنفس الخطوات والإجراءآت الخاطئة والآليآت التي تم بها حسم معركة التمثيل وإستلام الجنوب..حينها .وماتسبب فيه ذلك من أحداث وصراعات متوالية ، بددت طاقاتنا وإمكانياتنا وأنهكت قوانا ومزقت نسيجنا الوطني ووحدتنا الوطنية، حتى هربنا للإحتماء بالوحدة ، من ذاتنا ، وكنا كالمستجير من الرمضاء بالنارِ ، وماهي إلا ثلاث سنوات وينتهي مفعول جرعة الأمان ليحدث ماحدث ، ليبدأ في 2007 فصل جديد بفتح الباب أمام الشعب الجنوبي للتحرك وبغطاء دولي غير مباشر ، تجلى بالضغط على علي عبدالله صالح بعدم كبتهم او مواجهتهم بالقوة وضرورة التعاطي بإيجابية مع مطالبهم ،لم يكن يومها ذلك الموقف الخارجي ناجماً عن ضغط سياسي لأي جهة محلية جنوبية في الخارج، بل ذلك ترجمة لسياسات تلك الدول الخارجية، والأمر نفسه ينطبق على الجانب الإعلامي الخارجي الذي كان في ذروته مقارنة بماهو اليوم..
وحين بلغ الحراك ذروته ، ظهر مايسمى بالقيادات التأريخية ، فسعد الشعب بظهورهم أملاً أن يكونوا عامل قوة إضافية ،
في هذه الأثناء ، أذعن علي عبدالله صالح لجزء كبير من مطالب المشترك، الذين ركبوا موجة الحراك ليس من أجل الإنفصال ولا حباً في الجنوب ، أو إقراراً بماتعرض له الجنوبيين من ظلم وقهر ونهب لثرواتهم الذي جلهم شركاء فيه، بل كان للضغط على المؤتمر لتحقيق مكاسب سياسية ومادية ، وهذا ماحصل ولباه الرئيس لهم ، فتغير بذلك خطابهم ومسلكهم تجاه الحراك والقضية الجنوبية، ووصل في أحايين كثيرة حد نفس مواقف المؤتمر تجاه الحراك والقضية
وهذا شكل مايشبه كسر أحد الأجنحة،
بالمقابل القيادات التأريخية أظهرت إن كلٍ لازال حامل في قلبه الأحمال القديمة ، التي تجعل كل منهم يرى في أخيه صورة إبليس بعينه..
فأنطلق ماراثون السباق بينهم لمحاولة كل منهم أن يفوز بالنصيب الأكبر من ولائآت الحراك...
فدشنت بذلك مرحلة تفتيت مابقي موحداً بعد إنسحاب أو تجمد المشترك، فبدأت فقاسة التفريخ تشتغل ، وبدأ التنافس والصراع البيني ينتعش ويستأنف نشاطة ، وفقاً ومايمليه الموروث السيء ، الذي كان يفترض التوافق على أن يرحل دون رجعة ،
وبذلك فتحوا للمتربصين الأبواب على مصراعيها لينفذوا منها ويمارسوا نفس عبثية ذلك التفريخ السرطاني.
عندها بدا التراجع الدولي والإعلامي يبدو واضحاً عما كان عليه الحال،
وفي حين أبدى الشعب تماسكاً منقطع النظير في كل فعالية ومليونية ، إلا أن لاشيء من ذلك يُعكس خارجياً لا سياسياً ولا إعلامياً إلا ماندر وبإستحياء لايجاري الحدث في الداخل حتى بالحدود الدنيا.
وهذا لايعني غير أمر واحد ، هو إن القوى الدولية ، عادت بخببة أمل ، لشعورها إن شعب الجنوب وقادته لازالوا قاصرين سياسياً ، فلم يستوعبوا حيثيات الماضي ولا معطيات الحاضر ولا متطلبات المستقبل المرهون بإستيعاب الأولى والثانية ..
اليوم أشاهد نفس الأمر يتكرر فيمن يدعي لنفسه التفرد بالوصاية المطلقة والتمثيل الأوحد، وتملكه ذلك الشعور مطلقاً بإمتلاكه بعض القوة التي يرى إنها قوة عظمى كفيلة بإزاحة كل من يعترض أو يرفض الإمتثال لتلك الحقيقة، في صورة طبق الأصل لمشهد إرهاصات ماقبل إستقلال 67م
وهنا ندق أجراس الإنذار بالخطر بقوة في آذان هؤلاء ، ليستوعبوا إن مشهد مغادرة بريطانيا ومخططها لمابعد المغادرة،
مختلف جداً حد النقيض، عن مشهد عودتها ومخططها وخططها لمابعد العودة.
فإذا في الأولى حصل كل ما تعرفونه من تفتيت وتمزيق ودمار واقتتال وعداوات واحقاد،
فإن في الثانية حتماً المخطط عكس ذلك،
ولكن لاننتظر منهم أن يوجهونا ، بل يكفي أن نعكس لهم إننا نعي نحن أن مصلحة شعبنا وقضيتنا تفرض علينا وعلى كل وطني مخلص أن يضع في حساباته إن هدف توحيد الصف والكلمة ونبذ التفرق والفتنة ، هما بوابة الطريق الصحيح نحو الجنوب المنشود والذي سيحضى بقوة دفع تلك الدول دون أن نستجديها.
مالم لانكذب على شعبنا ولا على أنفسنا، فمن يصر على المضي في ذلك الطريق الذي قد خبرنا نهايته المحزنة ، فإنه أما ذاهب بجهالة أو بعمالة..ولاغير ذلك..
فهل في هذه الحالة نحن وبقية القوى نتركه وحاله ، ليمضي في ضلالة ويدمر كل مابني بالتضحيات الجسام والبطولات والبسالة ..
نحن أعلناها مبكراً إن مهمتنا وهدفنا كبح ذلك والعودة لتوحيد الصف والكلمة ونحمد الله إنه بات إلى جانبنا خيرة القوى والشخصيات الخيرة من مختلف المشارب وألوان طيف الجنوب ،
أخيراً:
هدفنا في الهيئة الشعبية الجنوبية(الإئتلاف الوطني الجنوبي) يتلخص في النقاط التالية:
الخير والأمن والأمان والعيش الكريم للجميع
وطن يتسع للجميع
شراكة مكفولة للجميع
علاقات خارجية متوازنة ومتكافئة مع الجميع.
تجريم وتحريم العودة لنهج الإقصاء والتفرد والإستحواذ والصراع الجنوبي الجنوبي تحت أي مبرر كان.
وإشاعة روح التصالح والتسامح والقبول بالآخر،
وإعتبار ذلك هو الإساس المتين الذي سيشاد عليه صرح الجنوب العظيم الذي ينشده الجميع، وسينال دعم ومباركة الجميع ، من كان برضائه ومن كان مرغماً .
((من لم يسوعب إن الجنوب القادم هو الجنوب الحقيقي بكل ألوان أطيافه، ويحاول يهرول للماضي ليعمل نسخة طبق الأصل من جنوب مابعد 67م مدشناً عودة الإقصاء والتفرد والإستحواذ، فهو مغيب عن حركة التأريخ وليس لديه القدرة على مجاراته ولا المؤهلات لذلك، ويكون قد حكم على نفسه بأن مكانه الماضي ولا مكان له في المستقبل،
الذي لا إقصاء فيه لأحد إلا من أقصى الآخرين فقد أقصى نفسه)