لاشك أن الكثير من أبناء الجنوب يجهلون حقيقة العلاقة التاريخية والاقتصادية والسياسية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي أثناء الانتداب البريطاني على عدن بين الإمارات والجنوب العربي ، والواقع أن العلاقة تلك لم تكن بسبب التواجد البريطاني في كل من الدولتين لأن الاتحاد الإماراتي لم ينشأ كدولة اتحادية إلا في عام 1971م ولكن كان العامل الاقتصادي والتجاري بين المنطقتين يشكل أهمية قصوى بين الشعبين ، حينها كان يتواجد الشيخ "شخبوط" كحاكم على تلك المناطق قبل قيام الاتحاد الإماراتي تحت رئاسة الشيخ زايد بن سلطان رحمة الله عليه .
كما أن الازدهار التجاري في ظل حكم البريطانيين لعدن بفضل مينائها العالمي الرابط بين الشرق والغرب والواقع على خط الملاحة العالمي جعل تلك البقعة من العالم محطة اهتمام التجار من شرق أفريقيا ومن الخليج والسعودية خاصة وأن عدن سبقت الآخرين في المنطقة بإنشاء الغرفة التجارية عام 1886م وكانت بمثابة عامل جذب للتجار الأفارقة والخليجيين وبالذات الإماراتيين والكويتيين .
وفي الشأن العسكري كانت الإمارات في بداية الخمسينات من القرن الماضي تنتدب كثيراً من الضباط والجنود الجنوبيين إلى الإمارات لتأسيس قوات حماية إماراتية بالاشتراك مع الجنود والضباط الجنوبيين الذي كانوا يبتعثون إلى تلك المناطق لحمايتها وبداية لتأسيس قوات إماراتية كان كثير من الضباط والجنود الجنوبيين نواة لها ولازال إلى اليوم الكثير من أبناء الجنوب العربي جنوداً في الإمارات ، بل وسبق وأن اختلط الدم الجنوبي والإماراتي في حرب الجزر الإماراتية ( أبو موسى) عام1973م مع الإيرانيين وتم استشهاد عدد من الجنود الجنوبيين في تلك الحرب مع الإماراتيين جنباً إلى جنب ، كما تم أخذ و أسر العديد من الجنود الجنوبيين إلى إيران كأسرى حرب وتم إطلاق سراحهم فيما بعد وحظوا بتكريم رئيس الدولة حينها الشيخ زايد بن سلطان والبعض منهم حصل على أعلى الأوسمة بعد أن رفضوا الاستسلام للقوات الإيرانية أثناء القتال إلا بعد أن نفدت ذخيرتهم ما أدى بعد ذلك وبعد إطلاق سراحهم تكريمهم إلى أعلى المستويات.
كما أننا لا ننسى كذلك العلاقة الجغرافية بين البلدين الجنوب والإمارات ، كانت صحراء الربع الخالي تربط بين الدولتين إذ لا توجد حدود سعودية كما هو الحال بين البلدين إلا أنه كانت هناك صحراء شاسعة وغير مأهولة بالسكان وهي جزء من الربع الخالي وعبرها يتم التنقل بين حدود المهرة وحضرموت حتى الحدود الإماراتية دون المرور بالأراضي العمانية ، ولكن بعد توسع وتوغل السعوديين جنوباً وشرقاً لم يعد من الممكن بلوغ الإمارات عبر الصحراء الوسيعة .
ماذا قدمت الإمارات اليوم للجنوب؟! ..أولى هذه المهام هو الإسهام المباشر والفعلي بقوات إماراتية وعدة وعتاد في تحرير عدن من الحوثيين يوم 27 رمضان 1436 هجري الموافق 13 يوليو 2015م والإعلان رسميا تحرير عدن من قبل الحكومة الشرعية فجر الجمعة 17 يوليو 2015م ، وهذا يعد من أكبر الإنجازات وأهمها...
ثانياً : قامت بتأسيس الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والشبوانية وتأهيل الضباط وقامت تلك القوات بتحرير حضرموت وعدن وأبين وشبوة من التنظيمات الإرهابية واستطاعت أن تفرض الأمن وأن تحافظ على المؤسسات العامة .
كما قامت الإمارات بإعادة تأهيل المدارس في كلٍ من : عدن ولحج وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى والمخا وأبين والضالع ...
وهناك الكثير من الدعم في مجال الإغاثة عبر مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي بلغ آلاف الأطنان من السلال الغذائية.