في الصورة .. الرابع من اليمين في الصف الثاني السيد مارك روته رئيس وزراء هولندا، في لقطة تذكارية بعد لقائه بالموظفين المستجدين في البرلمان. ما يلفت أن رئيس الحكومة لم يكن في الصف الأول، ناهيك عن أن يكون في قلب الصورة يتزاحم الآخرون لاتخاذ الموقع الأقرب إليه عن يمين أو شمال. فالصورة دالة على تجاوز نمطية التفكير الأبوي، ومخايل الزعامة والوجاهة، كما هي في مستقر الوعي والتقليد الرسمي والاجتماعي في مجتمعاتنا العربية للأسف. .
لا أعرف بقية من يقفون في الصورة، لكن الطويلة السمراء، الأولى من اليسار ، هي أصغر موظفة في البرلمان. بعد أن أكملت المدة التطبيقية في دائرة العلاقات الخارجية للحزب الحاكم لفتت النظر بأدائها المميز، فكلفت بالمشاركة في مؤتمر الشباب الأوروبي في "زغرب" عاصمة كرواتيا. ثم عُرِض عليها العمل في البرلمان مساعدةً لعضو البرلمان عن الحزب الحاكم، وكان من مزايا تقدمها على المرشحين للوظيفة، أنها تجيد عدة لغات أخرى منها العربية و الروسية. هي (مريم السقاف) العربية الهولندية بنت (الوهط) اللحجية و(تريم) الحضرمية، ولأن آفاق الطموح مفتوحة فهي تشتغل على دراسة الماجستير إلى جانب مهمة البرلمان التي تؤديها في إطار مؤهلها في الإدارة والتنظيم من جامعة أوتريخت. هل أهنئ أخي المهندس د. حسين السقاف رئيس مجلس تنسيق الجاليات الجنوبية في أوروبا، بمريم كما هنأته بشقيقتها الكاتبة المبدعة (نعّوم) التي نالت في العام الماضي جائزة (الهجرة) السنوية للإبداع؟ سأهنئه بهما طبعاً، لكني أهنئه هو أولاً بما أنجزه في مجاله، فهو نموذج مميز لتجربة النجاح، فقد نحت في صخر التحديات حتى استوى قدماه ثم انطلق، لكن هذا يحتاج إلى وقفة خاصة.
