رأيت الفقراء والمعوزين ذكورا وإناثا ، كبارا وصغار ، وهم يتهافتون زرافاتا ووحدانا على المخيم المجاني لمرضى العيون الذي تقيمه مؤسسة أحمد قشاش على نفقتها الخاصة ؛ فتذكرت قول الله تعالى { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة }
في بلد تدمر فيها البنيان والإنسان ؛ فوقف الزمان مذهولا من الخطب ، والمكان حسيرا من هول الفاجعة ، وإنسان تكالبت عليه عوادي الدهر ونوائب الأيام ليجد نفسه أعزلا من كل شي فريسة للأمراض والأسقام ، في واقع يموج بالمعضلات والمحن نتيحة لتفاقم الأوضاع الإنسانية ، وما يعانية الناس من مشكلات اقتصادية وصحية ، نتيجة للأداء الحكومي المتعثر ، وغياب المنظمات الدولية نتيجة لعدم توفر الظروف الأمنية لأفرادها كي تمارس هذه المنظمات الدولية نشاطاتها الإنسانية ، وجد بعض الأخيار الذين يحاولون سد هذا الفراغ من أموالهم الخاصة ليخففّوا عن الفقراء بعضا مما يعانون ، ومن هؤلاء الرواد الأخيار مؤسسة قشاش التي تعد بحق رائدة العمل الخير في محافظة أبين .
ما أجمله من شعور حين يجد الإنسان في ظل هذا الوضع البائس يدا تمتد إليه ، بلمسة حانية ، أولفتة كريمة تخفف عنه بعضا مما يعانيه، تكون تجديدا للأمل ، ودافعا لتعميق التواد والتراحم بين أفراد المجتمع ، وهذا ما لمسته ورأيته بعيني ، حين سمعت الأصوات تتعالى بالدعوات ؛ رافعين أكف الضراعة إلى رب الأرض والسماوات ، بالسن تلهث بالدعاء للقائمين على هذا المخيم بالرزق الوفير ، والخير الجزيل .
ما أحوج الناس إلى التعاضد والتراحم ، وتشجيع أعمال البر والخير ، ونشر المكارم والفضائل ، من خلال تظافر الجهود ، وتوحيد الطاقات والإمكانات ، بين قوى المجتمع على المستوى الرسمي والأهلي من خلال دعم المشاريع الإنسانية ، والفعاليات الخيرية ، وتشجيع وحث الخيرين من رجال الأعمال ، والمؤسسات الخيرية ، على إقامة أسواقا للخير يتنافس فيها أصحاب رؤوس الأموال في وجوه البر والاحسان المختلفة ، في المجالات الصحية كإقامة المخيمات الطبية ، أو التكفل بعلاج الأمراض المزمنة للفقراء ، أو في المجالات الإغاثية من خلال توفير المعونات الغذائية للأيتام والفقراء والنازحين ، أو لمجالات التعليمية من خلال دعم المؤسسات التعليمية ورفدها بالا حتياجات المادية لسد الفراغ الحكومي الناتج عن تعثر أداء المؤسسات الرسمية نتيجة للأوضاع التي تمر بها اليمن وغيرها فميدان الخير واسع ، وأثره بالغ على مستوى الفرد والمجتمع .
تحية إجلال وإكبار لآل قشاش الكرام وعلى رأسهم ربان السفينة الدكتور محمد أحمد قشاش ، ونطلقها دعوة مدوية في الأفاق لرجال المال والأعمال تذكروا قول النبي عليه الصلاة والسلام : (ما نقص مال من صدقة ) .