المصرفي.. الـ3 دقائق بسبعة ألف !
الأمناء نت / كتب / علاء عادل حنش

ظهر الاربعاء 17 يناير 2018 طلب مني أحد اصدقائي ان اقوم بصرف احد العملات الأجنبة -والتي يسميها البعض بالصعبة- فوافقت من باب المساعدة والآخاء، فوضع لي ثلاث ورق من الدولار الامريكي في ظرف ببقالة تسمى "شوكت"، فمريت عليه فاعطاني الأمانة، فأخذتُها، وفتحت الظرف فاذا به ثلاثمائة دولار.
وصلت الشيخ عثمان، فكنت ذكيًا، حيث انجزت ما انا ذاهب بشأنه في اسواق الشيخ، ومن ثم اتجهت نحو الصراف كي اصرف دولارات صديقي.. دخلت احد مصارف الشيخ، فسألته "بكم الصرف اليوم ؟"، فرد إن "الالف دولار باربعمائة وثمانية وتسعون ألف ريال يمني"، فقلت له من باب الفضول "والسعودي؟"، فقال "الالف سعودي بمائة وثلاثة وثلاثون ألف ريال يمني"، فكان صديقي قد حذرني ان اتصل به قبل الصرف، فتراجعت للخلف، واخذت الهاتف واتصلت، فقال لي "اصرف.. اصرف يا رجال". وحينها لم تتجاوز مكالمتي مدة الثلاث الدقائق، فعدت للصراف، وناولته المبلغ، وقلت له "اصرف من فضلك"، فاخذ المبلغ، وطالع جهاز الكمبيوتر، فاذا اتفاجأ به وهو يقول "يا أخي أنت محظوظ.. محظوظ جدًا، حظك حلو"، قلت "خير.. ايش في؟"، فقال "تصدق كم الدولار الان؟"، قلت كم؟، قال "خمسمائة وخمسة الاف ريال !"، فضحكت ضحكة ممزوجة بالاستغراب والحزن معًا، وقلت له باستهزاء "بالله عليك.. أتعتبر هذا حظ؟"، قال "نعم.. اول مرة واحد يجي يصرف ويتأخر دقائق ويرتفع الصرف بهذه السرعة"، فقلت له "هكذا إذن"، فقال "نعم.. وماذا في الامر.. ألست سعيدًا يا صاحب الحظ؟"، قلت "لا والله ما هو الحظ، بل هو القدر؛ فانا في حياتي لم يقل لي احد قط انني محظوظ، ومن ثم تعال إلى هنا.. اتريدني ان افرح بان ارتفع الدولار؟ ما هذا الغباء؟"، فقال "عيش يومك وأنت"، فقلت "أأعيش يوم بان زادت لي بضع ريالات لا تسمن ولا تغني من جوع؟"، فقال "الشعب كله عايش كذا"، فقلت "تصدق ان هذه مشكلتنا منذُ الآزل؟"، وأردفت "نحن السبب بما وصلنا إليه اليوم من حال يرثى له، لاننا نفكر باليوم، ولا نفكر بغدًا، لاننا لا نضع أي حسابات لغد، فترانا نعيش يومنا غير مدركين ماذا سيحصل غدًا، وهذا هو سبب تدهورنا وتراجعنا، وليس هنا باليمن فقط، فالعرب جميعًا يملكون هذه الخصلة"، فرد باستهزاء عجيب "يا أخي.. هذه الأيام كل شخص يرى نفسه.. فمن لديه دولارات وسعودي يتمنى ان يرتفع سعر الصرف لانه كسبان، ولا يرى ويدرك كيف ستكون حياة باقي الناس، فكنْ مثلهم ومشي حالك"، فقلت "هذا تفكير غبي، واناني، فلو اننا نضع اعتبار للمواطن وللوطن ما وصل حالنا لهذا الحال"، فقض بصره عني، وقال "الي بعده؟!".
نعم.. هكذا وصل حالنا، فسعر الكيس الأرز وصل اليوم الى الأربعين ألف، وسعر السكر وصل الى الثلاثين، ويقابله سعر الصرف يرتفع كل ثلاث دقائق سبعة الف !
ارحموا المواطن.. واتقوا الله به..

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!