هران ديان تجسد العفو عند المقدرة والدعوة لتشكيل مجلس حكماء تبن
الأمناء نت/ كتب / عبدالقوي العزيبي

لقد خلق الله الخير والشر في صراع وفضل الخير على الشر وبالمقابل وجد صراع الحق مع الباطل فوعد الله الحق بالانتصار على الباطل ، وكانت أول جريمة بشرية  سفك فيها أول دم على الأرض بين الأخوة بسبب تدخل الشيطان ، ومنذ ذلك الوقت والشيطان يزرع الفتنة بين عباد الله ،، وبعضها تكون عواقبها في معظم النازعات وخيمة جداً لضعف قوة الايمان .

بالأمس حكماء بقرية هران ديان بمديرية تبن بلحج ، تمكنوا بفضل من الله تعالى ، وبتمسكهم بتعاليم الدين الاسلامي وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ولامتلاكهم الاخلاق والحكمة والخبرة وحبهم بالمسابقة لفعل الخيرات وإدراكهم بخطورة المشكلة وماقد يترتب عنها ، فقد استطاعو اطفاء الفتنة ، وكانوا يداً واحدةً ، ومفاتيح الخير مغاليق للشر ، بعلو اخلاقهم العالية وحبهم بعدم شق النسيج الاجتماعي بالمنطقة ، وتجسيد التصالح والتسامح ، ونشر ثقافة السلام بالمنطقة ، فقد رسموا نموذجاً طيباً مشرفاً للعفو عند المقدرة ، حيث قاما كلاً من ( الشيخ عيدروس سركال والشخصية الاجتماعية المناضل احمد مهدي عليوه ) ، بالتدخل وجمع اطراف المشكلة في المنطقة ، وتشخيص اسباب النزاع وتحديدها واحتواءها من خلال تحكيم عادل غير مجحف بحقوق اطراف المشكلة جميعاً ، حيث قاما بمسك العصاء من اوسطها وردم فجوة الخلاف ،وكانت " الكلمة الطيبة " ،  بمثابة  " الصدقة " التي اخترقت قلوب الاطراف جميعاً بقدرة الله تعالى ، وسبقتها " النية الطيبة " والسعى لعمل الخير لوجه الله ، وبهذا تمكنوا من مقاربة الاطراف ، واصدارحكم ميسر وعادل وانهاء الخلاف بشكل حضاري نادر وسريع  بهذا الزمن ، الذي كثرت فية الفتن بمختلف انواعها ، لقد كان " منطوق الحكم " ، يحمل عدة مفاهيم منها  " العفو  والتسامح والصفح عن المسيء وعدم الظلم والصبر على الأذى وتمجيد القيم الاخلاقية التربوية واحتساب الأجر من الله تعالى " ، فهذة صفات بهذا الزمن  للأسف اصبحت عند بعض المجتمعات شبة معدوم .

هذا النموذج الطيب الرائع  " العفو عند المقدرة "  من قبل حكماء هران ديان احدى قرى مديرية تبن بلحج ، وهي المديرية الذي يوجد فيها  اكثر من 100 قرية ، من خلال اصدار الحكم والذي يحمل صفات  " العدل والتسامح والمحبة والإخاء والرحمة والإنصاف " ، ومن هذا المتطلق نحب القول ، لو يتم التعامل بمثل ذلك في كامل اطار المديرية لحل الخلافات والمشاكل وماشابة ذلك ، لسوف نكون مديرية تبن خير امة داخل لحج  ، ونموذجاً طيباً عند بقية المديريات كما كانت بعهد سابق  ، فهذا الانجاز العظيم الذي حدث بقرية هران ديان يستحق الشكر والتقدير ، بتطبيق العفو عند المقدرة ، والحفاظ على النسيج الاجتماعي وعدم التفرقة التي حذر منها الله تعالى مع الحفاظ على حق الجار ، وتعزيز الاحترام والتقدير بين أبناء المنطقة بالتي هي احسن عملاً بقول الله تعالى :

( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ، 34 سورة فصلت.

عطفاً على ما ورد ذكره باعلاه ، فاننا نطلق دعوة ضرورة تشكيل ( مجلس حكماء أو مجلس أمناء مديرية تبن ) ، يتكون من  شخصيات ذات اخلاق وكفاءات عالية وخبرات وتجارب في الحياة ، على ان يكون هدف هذا المجلس هو النظر في القضايا التي تحتاج الى  تدخل من خلال دراستها بشكل متكامل وتقديم الحلول والمعالجات وانهاء النزاع بين الاطراف عبر قرار يصدر عن المجلس ، ويعمد بالأمن والنيابة والقضاء ، وتشكيل هذا المجلس يكون بقرار صادر عن محافظ المحافظة بعد عرض مقدم من مدير عام المديرية .

فمن خلال عملي بإدارة إعلام مديرية تبن ، وجدت العديد من النزاعات داخل المديرية ، حيث وصل النزاع في بعض المناطق إلى إعاقة بعض المشاريع التابع للدولة او للمانحين نتيجة  لخلافات بعضها بسيطة جداً ، مع فشل الشيخ او العاقل او رئيس المجلس في وضع الحلول ، لأسباب قد يكونوا اطراف نزاع او الاطراف المتنازعة لا ترغب بتدخلهم باي حلول ، ولهذا نرى اذا تم  تشكيل ( مجلس حكماء او أمناء تبن ) ، كتجربة في اطار هذة المديرية الكبيرة بمساحتها وعدد سكانها ، لسوف يقوم بوضع العديد من الحلول لمختلف قضايا النزاع  داخل المديرية ، نحو نشر السلام والقضاء على ثقافة الكراهية التي يسعى الاعداء على غرسها داخل المجتمع ، وفي نفس الوقت -المجلس - سوف يخفف من الضغوطات التي تقع بشكل يومي على قيادة المديرية نتيجة لهذة النزاعات ،وعمل المجلس سيكون عمل  تكاملي مع قيادة المديرية وبعض الجهات الاخرى لخدمة مواطنين المديرية .

اننا نسمع الدعوة لإقامة الدولة المدنية ، دولة النظام والقانون والتي يحلم بتحقيقها عامة الناس ،  لكن لإقامة هذة الدولة ، فاننا نحتاج إرادة قوية وتأسيس مجتمع فاضل الذي دعا له الإسلام  مجتمع متماسك البنيان متوحد الصفوف والأهداف ، فمن الملاحظ حرب  94م و 2015 م ، قد قطعت العديد من  أواصر المحبة والألفة التي كانت بين أفراد المجتمع ، حتى وصل النزاع بين الأخوة ، مع وجود معول هدم يسعى لهدم اركان هذا المجتمع ليل نهار ، ولهذا لابد من تدارك الخطر ، خطر انعدام الاخلاق وخصوصاً عند معظم جيل أبناء الوحدة ، بعد اكتساب بعضهم سلوكيات خاطئة في الحياة اليومية ،ومن ابرزها تمرد الأبناء عن الأباء بعدم الطاعة .

ختاماً هذة دعوة عبارة عن فكرة بهدف تشكيل مجلس حكماء او أمناء مديرية تبن بلحج للأسباب السالف ذكرها فقد اكون اخطاءت ، وقد اكون اصبت الهدف في مقتل ، كما يمكن مناقشة هذة الدعوة ، واذا كانت ذات فائدة ايجابية على المجتمع ، فلماذا لا نقوم بتطبيقها على أرض الواقع ؟ .

والحمد لله القائل :

( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) 143، سورة البقرة . صدق الله العظيم .

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!