الطريق إلى " كحلان "
الأمناء نت / عادل حمران :

بعد سفر شاق وشعاب بعيدة وصلنا قرية الشهيد القائد " عِوَض العامري " احد ضحايا التفجير الإرهابي في مقر البحث الجنائي بعدن ، تلك القرية الصغيرة ببنيانها الكبيرة بأبنائها وبسالتهم وتضحياتهم ، كانت الطريق خالية من البشر وكان الرفاق كلن يحاول الفرار بجسده من حرارة الشمس ، وامام مدخل الوادي وجدنا عدد من أبناء لنجود يتقدمهم خالد الحكم و قاسم محمد يسابقون الطريق مُثلنا تماما ، وفي مفترق طرق وجدنا رجل سبعيني يحرث مزرعته ونصحنا بأن نمر من طريق السيلة لإنها الأقرب ، مررنا طريق السيلة وكانت بيوت القرية جلية أمامنا شعرنا حينها بطمأنينة الوصول إلى القرية .
كان يقف طفل ذو شعر كثيف وطول متوسط وسط السيلة سلم علينا وابتسم نحونا بانكسار وقال اطلعوا هنا التخزينة بهذا البيت وأشار بيده إلى بيت الشهيد عِوَض المطل على الوادي طلعنا وهناك هرع عدد من الشباب لاستقبالنا امسكوني وعدد من الزملاء وقالوا تعالوا عندنا مجلس الشباب وطلع كبارنا مجلس الشهيد " عِوَض " وبينما انا في طريقي إلى المجلس رأيت " كحلان " تتغطى بملامح شديدة السواد والعتمة وثمة هدوء مخيف لم نعهد سماعه من قبل .
اقتربنا من الشباب وكانت ملامح الجميع مألوفة وأغلبهم أهل و أصدقاء ورفاق درب ، جلسنا وناقشنا كثير قضايا ورغم بشاشة الناس ومرحهم المعتاد وحسن استقبالهم إلا أن ملامحهم مكسورة برحيل " عِوَض " كنّا نحاول الدخول في احاديث تقودنا إلى البشاشة ونسيان اوجاع الحياة لكن لا فرار لنا من عِوَض فقد خلد ذكرياته داخل قلب أهل القرية و وسط فؤادها وكان له بصمات في مختلف الاعمال الخيرية فلا يمكن أن يذكر مشروع حيوي أو خيري إلا وبصمات عِوَض خالدة بأعماقه فهو امام المسجد وجندي المعركة ورجل الخير .
الكل يتحدث عنه بفخر وشجاعة فتاريخ الشهيد عِوَض شرف لهذه القرية واهلها واعتزاز لشعيب والجنوب بأكمله يتحدثون عن عِوَض بوجع لانه يعرفون أن امثاله قليلون وقد لاتجد كحلان بديلا عنه ، عِوَض الشجاع المقدام غادر منزله صوب عدن يوم السبت و وصل نبأ استشهاده يوم الاحد ، ذكر عدد من سكان القرية بأنهم حاولوا منعه وتأخير سفره إلى عدن لكنه اصر على النزول بذريعة " لديه شغل " لم يتخلف عِوَض يوما عن المعركة فقد أصيب مرتين ونجاء من الموت مرات عديدة فلم يُمن بنضاله على احد وبقي شجاع مقدام لا يتردد عن الخطوط الأمامية ولا يتخلف عن مواقع البطولة والشرف حتى اصطفاه الله بعد موقف بطولي سيكتبه له التاريخ بأحرف من نور وستدرس لكل الأجيال القادمة وسوف تبقى ذكريات صموده وشجاعته و تضحياته خالدة وإلى الأبد .

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!