فور تمشيط مبنى البحث الجنائي من اخر العناصر الإرهابية صباح هذا اليوم دخلت مبنى البحث الجنائي مسرح الجريمة المروعة الذي لم تشهدها عدن من قبل .
كان المنضر لا يوصف ريحة الموت تخيم على المكان والجثث متناثرة في أزقة وغرف مبنى البحث وفي الساحة. .
شعور مؤلم وانا اتفحص جثث زملاء كانوا في الأمس ملئ السمع والبصر وتم تصفيتهم بطريقة وحشية في مكاتبهم بعد اقتحام الإرهابيين مبنى البحث الجنائي مباشرة.
كانت هي الأخرى أشلاء الإرهابيين ممزقة في ساحة المبنى واوصالهم متفحمة تحكي رحلة وصولهم إلى النار وبئس المصير ..
في البوابة حيث انفجرت أولى سيارة مفخخه التي اقتحمت البوابة جانب المدرعة الرابضة دائما مدخل بوابة البحث هي الأخرى كانت شبه حطام . وأسوار البوابة محطمة مخلفه حفرة في الأرض الاسمنتية بعمق نصف متر وطول وعرض حوالي 3 أمتار .
ووصل الدمار الى مبنى السجن القريب من البوابة يسار والى المبنى الرئيسي الإدارة والمكاتب رائحة الجثث والموت كانت تتخطى أسوار المبنى .
وكان ضمن رجال الأمن المتواجدين في المكان شاب في العشرينيات أو تخطاها بعامين عرفني وتقدم لسلام علي كان هو الشخص الثاني بعد الشهيد عوض العامري ظهر في الفيديو الذي تم تصويره من المدرعة عندما قام الشهيد البطل العقيد عوض العامري باقتحام الساحه من جهة البوابة محاذاة اليسار ومعه عدد من رجال الأمن بحدود 4 أفراد ووصل إلى باب مبنى مكاتب البحث تحديدا شمال غرفة العمليات في الدور الأرضي كما ظهر في الفيديو مكان استشهاده ..
شرح لي ذلك المقاتل الشاب كيف وثب الشهيد عوض العامري على الانتحاري الذي خرج من الباب محاولا الوصول نحو المقاتلين لتفجير نفسه بينهم ليوقع عدد كبير من الضحايا .. غير أن البطل العامري وثب عليه وتشبث به وقفز به بعيدا عن رجال الأمن لينفجر به على بعد 5 أمتار منهم في ملحمة بطولية خالده تحكي عن قايد شجاع شهم ضحى بنفسه لينقذ حياة جنوده..هول المشهد لا يمكن تصوير بدقه في كلمات .
مرت ساعات تم اخراج جثث الشهداء المغدور بهم من موظفين إداريين ومراجعين كانوا على موعد مع الموت .. الذي آخرني عنه عدم وجود بنزين في سيارتي صباح يوم الأحد الدامي ..
بعد الانتهاء من نقل الجثث عدت ادراجي وانا اتخطى البوابة حينها كنت موقن أنني لن انسى ابتسامة الشهيد كمال شكع الذي كل صباح وانا ادخل بسيارتي بوابة البحث الجنائي ألقي عليه السلام فيرد عليا بابتسامه عذبه واحيان أخرى عندما أراه منهمك بعمل ماء ادوس على ..بوق السيارة لتنبيه. .
وجه الشهيد العامري البشوش وهندامه الأنيق الذي كان يتمترس خلف ذلك الهندام قائد شجاع واسد جسور لن انساه ابدا طيبة وأخلاق الشهيد محمد حسن وتعاونه الدائم محفور في قلبي.
حضور وانضابط الشهيدة إخلاص الحسني في مكتبها نموذج يقتدي به لن ينسى ..
الف رحمة ونور تغشاكم أيها الأبطال شهداء البحث الجنائي ولا نامت أعين الجبناء .
في الصورة أشلاء الانتحاريين تحفضنا على صور شهداء الإدارة كون جثثهم تورمت نتيجة مرور 24 ساعة على استشهادهم .