لا يمكن لأحد أن يجعل ردفان تحت إمرته وهيمنته كائناً من كان سلفاً وحاضراً ، ردفان التي يشهد لها الكل على مر الزمن ، حتى شهدت لها دولٌ عظمى لما تحتضنه من رجال عُرفوا بالشجاعة والنضال في جميع فترات الحكم السابقة حتى يومنا هذا وما تزال ردفان كما عُهدت ؛ وربما يجهل البعض من الناس أن ردفان هي اسم يشمل أربع مديريات وهي الملاح والحبيلين وحالمين وحبيل الجبر ، أي أن ردفان اسم جامع لكل هذه المديريات التي خلّدت وسطّرت تاريخاً لايصدأ على مر السنين، ويحمل هذا التاريخ وهجَ الحرية والعزة والكرامة والشرف تحت راية النضال الذي يحمله كل فرد وكل جماعة من أبناء ردفان .. ألا وإن من أعظم الفضائل والمميزات التي عُرفت بها ردفان هي الشجاعة والإقدام والهمة العالية ضد كل محتل في ظل ظروفهم القاسية ، وبالتالي فإنه ليس هذا ما أريد أن اتطرق اليه في مقالي هذا وإنما أحببت أن أذكر بغيض من فيض من نفحات تاريخنا العريق ..ولكن ما أود أن أشير اليه هو أن ندرك حقيقة الإدراك أنه لايمكن لأحدٍ أن يحافظ على ردفان مثل اهلها وذويها وأبناء جلدتها وكل من كانت له مسؤوليه في ردفان سوى كان مدير مديرية او قائد حزام أمني او مدير أمن مديرية من مديريات ردفان الأربع وكل من له صله فيها أن يكون على قدر المسؤولية ليحافظ ويشيد ويعمر ردفان بالخدمات التي تفتقدها وتفتقر إليها من إيراداتها التي تتوفر منها وتجمع منها وبالكثرة التي يكفيها وتستغني عن غيرها ، ومن أهم الخدمات المياه والطرقات التي ذهب بسببها الكثير من المواطنين بالحوادث ونظافة المديريات وغيرها من الخدمات الواجبة التي لم استحضرها حالياً والتي لايمكن الاستغناء عنها ، ونقول لكل مسؤولينا انه في الماضي القريب كنا نددنا وقلنا إننا تحت وطأة الاحتلال الشمالي وزمام الأمور كلها تحت هيمنتهم وايرادتنا معهم وغيره من هذا القبيل ، أما اليوم فإن زمام الأمور بيد مسؤولين من ابنا جلدتنا ومن أبناء ردفان الأبية ، فلماذا لا يكونوا على قدر المسؤولية وأن يوفروا لمناطقهم من ايراداتها التي يجمعونها كل يوم .. أليس من الواجب عليكم أن تكونوا أمناء ومخلصين لأرضكم التي هي مسقط رؤوسكم ، فكم من مئات الآلاف التي تُجمع من الإيرادات سواء كانت من أسواق القات والأسماك والأنعام ونقاط التفتيش وكذلك والمحلات بأنواعها والفَرَشات وغيرها من الأمور التي تؤخذ عليها ضريبة وكل هذا إلى أين لانعلم ؟!
إذن فيا من أنتم توصل اليكم هذه الأمانة وحمّلناكم كل هذا الإيرادات أن تكونوا بقدر المسؤولية ، فاليوم تعاني ردفان من غياب أهم الخدمات المهمة التي تفتقر إليها مسقط رؤوسكم ، وبالتالي فإننا نحملكم هذه المسؤولية الكاملة ومما ينبغي أن تفكروا فيه هو تسخيرها للمصلحة العامة وليس للمصلحة الشخصية !