معهد (الثلايا) وحقيقة الطلاب الوافدين من الشقيقة صنعاء
الأمناء / كتب / سامح المديني :

تناولت بعض المواقع الإلكترونية في الآونة الأخيرة أنباءً عن وصول حافلات تستقل أفرادا عسكريين قادمين من الجارة العربية "صنعاء" إلى العاصمة "عدن" بحجة استكمال دراستهم في معهد (الثلايا) كونهم من طلابها ويرغبون إنهاء ما تبقى من دراستهم واستلام شهادة النجاح .

لفت انتباهي الكثير من التساؤلات وعلامات استفهام وتحتاج إلى من يجيب عنها كون القضية هي قضية وطن ولا يستهان بها وبالذات في هذا الوقت الصعب والحساس فنحن لا نزال في حالة حرب .

وكان هذا دافعا أساسيا وأحد الأسباب التي أشعلت بداخلي نار المسؤولية تجاه وطني ودفعتني لجمع عدد من المعلومات وقررت أن أتحرى بنفسي حول هذه الظاهرة الغريبة وتوقيتها الخطير الذي يضع كل حريص على وطنه وقضيته أمام واقع يكاد أن يكون كارثيا وتجعله  يبحث عن حقائق تحاك وتدار ويتم تدبيرها خلف الكواليس والأسوار .

أتمنى أن أحظى من السادة القراء ببضع دقائق فقط لأنها كافية لي أن أوضح لكم ما توصلت إليه من حقائق تتطلب منا وبسرعة عاجلة أن نتوخى الحذر وأن نأخذ الحيطة لأجل الحفاظ على وطن ضحت لأجله دماء الشهداء ، فهناك الكثير من الأمهات خسرت أبناءها فلذات أكبادها وهم في ربيع الأعمار ، ونساء ترملت وهن في بداية الحياة الزوجية ، وأطفال تيتمت لأجل قضية وطن غالٍ  ودين وعرض .

 

أولاً وللعلم معهد (الثلايا) كان يحمل اسم مدرسة القادة والأركان ، وكان موقعه بموقع آخر ليس بموقعه الحالي إلا أنه بعد الوحدة المشؤومة نقلت الكلية العسكرية وطلابها من عدن إلى صنعاء بموجب قرار رئاسي في ذلك الحين ، وبنفس الوقت قاموا بنقل مدرسة القادة والأركان إلى مبنى الكلية العسكرية مع تغيير اسم المدرسة إلى معهد الثلايا لتأهيل القادة والأركان ، وهذا مما لا يدع مجالاً للشك أن طلابه فقط هم قادات وأركان وليس كما يشاع أن الوافدين حاليا من صنعاء قد جاءوا إلى المعهد وهم أفراد وجنود .

 

ثانياً : بعد حرب الروافض الأخيرة وبعد تحرير العاصمة "عدن" بدماء الشهداء الغالية جاءت توجيهات من الحكومة بإعادة تأهيل معهد الثلايا وترميمه ، وصدرت كذلك توجيهات بتحويل اسمه إلى معهد الشهيد علي ناصر هادي - رحمه الله ورحم كل الشهداء - تخليداً لما قدمه من تضحيات ، ولكن وللأسف الشديد تفاجأ الجميع بصدور قرار بإعادة الكلية العسكرية وطلابها الحاليين من صنعاء إلى العاصمة "عدن" قبل فترة قصيرة وفي نفس المبنى وفي نفس الوقت الذي دعت إليه الحكومة بما يسمى دمج الجيش ، وتم تحديد موقع صغير منعزل لمعهد الثلايا ، علماً بأنه لا يوجد حالياً طلاب من الجنوب في هذه الدفعات الأخيرة ، وبهذا أعتقد أن جميعنا يدرك انتماء هذه الدفعات من الطلاب التي وصلت إلى "عدن" علماً بأنه لا تزال دفعات متبقية تتجهز في الوقت الراهن للنزول إلى العاصمة "عدن" .

 

فهل يا ترى مَن أخرجناهم بقوة السلاح ودفع أهالي الشهداء أغلى ما لديهم من الشباب الذين أسقوا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة ، سنسمح لهم الآن العودة إلى الوطن بسياسة خسيسة حقيرة نتنة شديدة العفن ونستمر في سباتنا العظيم؟ ، وهل وصلت الفكرة ما هي نوايا السياسة الشمطاء ؟

هل سألتم أنفسكم مثل هذه الأسئلة؟ :

لماذا أبناء الجنوب لا تكون لهم الأولوية بأن يكونوا طلاباً للكلية العسكرية أم من سفكوا دماءنا وأزهقوا أرواح شبابنا هم الأولى ؟

ولماذا لم يستكمل هؤلاء الطلاب دراستهم في صنعاء أو مأرب أو الحديدة ؟ وكذلك لماذا انتظروا كل هذا الوقت رغم أن الحياة طبيعية هناك وتعمل فيها المدارس الحكومية والجامعات؟ ، ولماذا هذا التوقيت بالذات ؟!!

فإذا كان الجواب هو أنهم في حالة حرب فنحن كذلك لا نزال في حالة حرب ! .

لماذا لم يتم حتى اللحظة اعتماد اسم الشهيد علي ناصر هادي - رحمه الله وكل شهداءنا الأبرار- رغم صدور القرار بهذا الصدد منذ فترة تحرير العاصمة "عدن" ؟ ، وما هي أسباب تأخيره حتى اللحظة ؟

فهل أتضح الأمر يا أبناء الجنوب ؟!..

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!