حكم العسكر واستبداد الانظمة مكتوب له الزوال
الأمناء نت / كتب/ يعقوب السفياني

في كتاب"الطاغية" للكاتب والأديب المصري إمام عبد الفتاح إمام شدت انتباهي مقولة للزعيم الانجليزي "كرومويل" الذي حكم انكلترا بقوة الحديد والنار في اربعينيات القرن السادس عشر ميلادية في الفترة التي عاشتها انجلترا كجمهورية بدلا عن ملكية حتى عادت الى ملكيتها في ما بعد،مقولة كرومويل تصور مدى الديكتاتورية والاستبداد للانظمة العسكرية القمعية التي تحكم شعوبها بالسلاح وتخاطب معارضيها بفوهة الدبابة "حكم العسكر" وفي هذا يقول كرومويل"9 من أصل عشرة في انكلترا يكرهونني ولكن ما أهمية ذلك إذا كان العاشر مسلحا" وهنا نلحظ طريقة تفكير المستبدين وطريقة تعامل نظام العسكر مع الشعب وكيف ان السلاح هو الركيزة الوحيدة لديمومة الانظمة تلك .

نظام حكم العسكر اشبه ما يكون بالهجين الناتج عن تزاوج افكار الاستبداد والظلم مع واقع امتلاك القوة وهو كالمحتل الغازي المستبد لكن الفرق هنا بين الاحتلال ونظام العسكر هو ان الاول من خارج البلد وغريب عنه اما الاخر فهو من البلد نفسه،وفي مراحل كثيرة من التاريخ اثبت نظام العسكر فشله في بناء الدول القوية ومفهوم الدولة القوية هنا ليس الدولة التي تعمد بجماجم الشعب وتسقى من دمائه وتعيث الفساد في البر والبحر وتشن الحروب ضد الشعوب الاخرى، لا فالدول القوية هي التي تبني مجتمعات انسانية على اسس العدل والمساواة وترتكز على قوة الشعوب والتنمية البشرية وليس على عصارة الدموع والالم التي تنتجها الكتلة البشرية المطحونة والمضطهدة في هذه الرقعة الجغرافية المسماة بالدولة والتي تذكرنا بالعصور السحيقة من حياة البشر القديمة التي برزت فيها امبراطوريات قامت على اكتاف العبيد والرقيق والمستعبدين مثل ممالك الفراعنة في مصر والصين وغيرها والتي يعاد استنساخها اليوم بنسخ عصرية اكثر حداثة تختلف شكلا وتتفق مضمونا مع تلك الامبراطوريات.

ونظام العسكر محكوم عليه بالفشل الذريع لان عملية التغيير وصحوة الشعوب لا بد وان تكتسح نيرانها عروش هذه الانظمة حتى وان طال بها الزمان لان الوعي وحب الحرية من اصل وصميم الانسانية وفي تركيبها الجيني والخلقي وليس هناك اجمل من مما قاله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه "متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟!" وقد ولدوا والحرية مغروسة في اعماقهم فان استطاعت سيوفكم ومجزنراتكم مذابحكم ومعتقلاكم جيوشكم وانظمتكم ان تكبحها لفترة من الزمان فلن تستطيع ابدا ان تقضي عليها بشكل نهائي فهي كالبركان الخامد الذي لا تزيده انصهارات ونار طبقات الارض من تحته الا ثوران وتوهج واندفاع لينفجر يوما ما ويلتهم كل ما خيل للمستبدين والطغاة انه لن ينتهي.
والانظمة التي لا تحترم ارادة شعوبها لن يكتب لها البقاء ولن تكون بمعزل عن التغيير الذي هو سنة من سنن الله وناموس من نواميس الكون الى ان يرث الله الارض ومن عليها .

 

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!