جميع الساحات تحتفل من أجل الاحتفال والذكرى الثورية فقط لا لشئ آخر لا لأجل برامج سياسية ولا خطط تنموية أو إقتصادية ولا إعادة إعمار ما خلفته الحرب، ولا حقوق شهداء أو جرحى ينالوها بعزه وكرامة، ولا رفع دعوى قضائية على منتهكي حقوق الإنسان أو مفتعلي جرائم الحرب أو من قتلوا الأطفال والنساء؛ لا نحتفل من أجل توسع الاستثمار والاقتصاد في البلاد لا نحتفل فرحا بتمكين الشباب اقتصاديا ولا بتحسين جودة التعليم الأساسي والثانوي والجامعي أو تحسين خدمات الصحة، لا نحتفل بتحقيق اي مكون سياسي للأهداف والمطالب السياسية والجماهيرية التي يسعى من أجلها، ولا خطط ذات سيادة وطنية لإستكمال تحرير البلاد من الميليشيات والوصاية الدولية، لا نحتفل حتى ببرامج وخطط مكتوبة على ورق.

نحتفل فقط من أجل الاحتفال وهذا من حق الجميع ولكن لا داعي للمزايدات السياسية من قبل جميع الأطراف، ليس عيبا أن نعترف أننا نحتفل من أجل الفرح والانتصار على بريطانيا والتحرر من الاستعمار آنذاك ولكن من فرح بهذا الانتصار أكثر منا هم ثوار 1967 وكذلك من حققت لهم ثورة أكتوبر الآمال بدولة ذات نظام وقانون وسيادة آنذاك،
ولكن لا تخجلوا وقولوا للشعب نحتفل من أجل الذكرى بعيد ثورة 14 اكتوبر .

متى سنعمل من أجل الوطن والشعب حتى ولو خرجنا ببرنامج بسيط في اي مجال يساهم في تحسين وضعنا الميئوس منه فليس عيبا ان نحتفل! ولكن هل يمكن أن نكلل احتفالاتنا بانتصارا حقيقي يلتمسه الشعب؟ وما زلنا نضع هذا السؤال  الى ان نجد له جوابا شافي وكافي.

يا من تقرأون هذه الأسطر  تابعوا نتائج هذه الاحتفالات والمهرجانات وصنفوها بمصداقية فستعلمون من حقق حتى شيئا بسيطا؛ ولن يقوم بذلك إلا من هو واعيا بذلك، وابتعدوا عن تحليلها تعصبا مع أي طرف لأنكم ستفشلون ولن تظهر لكم النتيجة الحقيقة لمخرجات الاحتفال بعيد ثورة أكتوبر من عام 2017م، ولن نختلف أن النتيجة التي فاز بها الجميع هو الاحتفال لثورة اكتوبر.

من مثل عدن اليوم!؟ كوني بخير يا عدن.