هو احد مناضلينا الكبار الذين تعتزبهم محافظة لحج كثيرا .. عاش في صمت ومات في صمت حال كثير من مناضلي هذه البلاد الشرفاء بعيدا عن الضجيج الاعلامي الذي لا يقدم
ولايؤخر رغم انه مادة
وطنية ثرية وشاهد عصر الثورة التحررية في جنوب الوطن منذ ايامها الاولى .. انني هنا
اتحدث عن واحد من هذا الشعب الابي انه المناضل صالح يحي الشاطري الذي رحل عنا
وعن دنيانا أواخر شهر سبتمبر عامنا الجاري 2017م وذلك بعد حياة
نضالية حافلة قضاها في خدمة وطنه وبلاده الجنوب .

ولد فقيدنا صالح يحي
الشاطري في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج في حارة
من حواريها التأريخية
المعروفة بحارة الجامع
نسبة الى الجامع الكبير
المشهور فيها والواقع على الجانب الغربي من
مدينة الحوطة وذلك في 1938/6/14م لاسرة فلاحية متواضعة الا انه استطاع أن يشق دربه في المجتمع بصبر واناة
المناضل المجتهد المثابر في بناء حياته رغم انه لم يواصل دراسته حتى الابتدائية
مكتفيا على ما تلقاه من
تعليم على ايدي فقهاء
لحج في كتاتيبها انذاك
والتي كانت تنتشر بكثرة في المدينة والقرى المجاورة لها وكان يتحصل فيها ليس
فقط على قراءة القرأن
وحفظه بل وتعلم اصول قواعد اللغة العربية والتجويد وايضا تعلم الكتابه وقد كان له ذلك
الامر الذي ساعده لاحقا على الاهتمام بتثقيف ذاته بقراءة ما
يقع بين يديه من صحف ومجلات محلية
وعربية ساعدته على
الاحاطة الواعية لما
يدور حوله من احداث
فكان انتمائه المبكر بحركة القوميين العرب
وتنظيم الجبهة القومية والانخراط ضمن القطاع الفدائي في لحج بعد انطلاق ثورة ال14من أكتوبر المجيدة في العام 1963م

تسنى لي ان اتعرف على
فقيدنا منذ سنوات بعيدة عندما كنت صغيرا واعيش في حارة
ابي الغيث القريبة جدا من حارته وايضا لقرية
عبر بدر التي تعود جذورنا العائلية منها وهذا ساعدني ان اكون
قريبا منه والتعرف عليه عن قرب اضافة الى صداقتي بأبناء اخويه محمد وعبده اذ
منهم عرفت عن أدواره
النضالية بل كنت اراه
في أوضاع تشير الى ارتباطاته الثوريه ومنها
توزيع المنشورات والكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني حتى تم تحقيق الاستقلال في ال1967/11/30م وبعد الاستقلال مباشرة و أنخراطه في الحرس الشعبي كان له شرف تأسيس هذا القطاع في محافظة لحج الى جانب
مشاركته الطوعية في لجان الصلح الشعبية و ايضا من خلال مساهمته المتواضعة ومن موقعه المتواضع في بناء الدولة الجنوبية أنذاك

شاءت الظروف ان ينتقل
الى سكن اخر وحارة جديدة هو وأسرته وشاءت ايضا ظروفي أن
أنتقل الى ذات الحارة الجديدة وهي حارة الرباط الواقعة شرق
مدينة الحوطة وكان
ذلك في مطلع تسعينات  القرن الماضي وهو  أمر رباني جعلني ايضا اكثر قربا منه ومن اخباره خاصة العامة منها وتحديدا موقفه من حرب 1994م  ورفضه
لها وايضا لنتائجها الكارثية مما جعله احد
الاسماء المعروفة في الحراك الجنوبي السلمي
داخل محافظة لحج والمشارك في كل فعالياته على الرغم من
كبر سنه وبذات الروح
النضالية التي عهد بها
دون تبجح او استعراض بل بتواضع ونكران ذات
تؤكد المعدن الثوري الاصيل لفقيدنا فقيد
الجنوب صالح يحي الشاطري كمناضل فذ
وجسور مترجما حالة كثيرمن مناضلي الحراك الجنوبي داخل محافظة
لحج وخارجها.

الفقيد الراحل صالح يحي الشاطري متزوج وله اربعه اولاد وبنت واحده وله عدد من الاحفاد من الجنسين ستظل سيرته النضالية
خير ملهم لهم ولباقي
اقرانهم في البطولة و
النزاهة والاخلاص  للوطن وقضاياه العادلة وخاصة بعد أن كتب بنضاله اسمه في سجل الخالدين في اليوم ال 2017/9/23م اثر مرض
عضال ألم به فجأة أرغمه على الترجل والرحيل الذي احزن الجميع .
    رحم الله الفقيد صالح يحي الشاطري رحمة واسعة وأن يغفر
له ويسكنه فسيح جنانه
وان يلهم أسرته واهله ومعارفه وكل ذويه الصبر والسلوان وأنا لله
وانا اليه راجعون .