الاحتكار المطلق للإمارات العربية المتحدة لملف الجنوب العربي فيه من السلبية تجاه حركة التحرر الجنوبية ما يقيد نشاطها ويعطل من قدرتها على المناورة وما سيترتب عليه من تفويت الكثير من الفرص ، وقد يؤثر ذلك على علاقة الحركة الجنوبية بالدول الأخرى التي يأمل شعب الجنوب إن يجد فيهم حلفاء .
إن شعب الجنوب العربي وحركته التحررية أصبح مكبل من قبل دول الجوار التي كانت تراهن على عدم قيام دولة في الجنوب العربي بكثير من القيود ، وربما يكون ذلك امتداد لصراع تاريخي ناتج عن أطماع ليس لها حدود منذ رحيل الإدارة البريطانية عن عدن .
ومن مبررات عدم الوثوق في الوعود الكاذبة الصادرة عن الإمارات تجاه ملف الجنوب ما يظهر وبشكل واضح من خلال نشاطها المشبوه الذي يسير باتجاه تشكيل المنطقة خلافا لإرادة الشعب الجنوب عبر شخصيات مدفوعة الأجر ، لإخراج نموذج جديد تظهر فيه بدور شرطي المنطقة .
هذا التحرك يعتبر بداية لمشروع كبير ينطلق من أسباب جيوستراتيجية واقتصادية وأمنية ليصل إلى الهيمنة الكاملة ، وما يقلق دول الجوار وهو الأهم هو انتصار شعب الجنوب العربي وإعلان دولته قبل فرض الوصاية الكاملة والمطلقة ، لذلك هم يسارعون ألان إلى فحص ولاءات من قبلوا القيام بدور السكرتارية وفحص مدى قابليتهم للتبعية المدفوعة الأجر هذا ما يعلقون عليه أملهم في التغلغل والسيطرة في الوسط الشعبي ليتم بهم إسكات أي أصوات مخالفة ويكون الضامن لتبديد أي مخاوف من قيام دولة في الجنوب العربي مستقلة في قراراتها وعلاقاتها بالعالم .
لقد تم استغلال الملف الجنوبي في كثير من الصراعات السياسية وكان أخرها الصراع الدائر جنوب الجزيرة العربية الذي تلبسته شيطنه الصراع السياسي الخليجي الإيراني وما نتج عنه من استدعى الإمارات لشعب الجنوب العربي لوقف الخطر القاتل الذي يتهددهم ، ثم ما تلاها من تغلغل ثم استغلال الموقف بتسخير شعب الجنوب كاملا لخدمة أجنداتهم التي لم ولن تحصل منها الحركة الجنوبية على أي التزام يستطيع أي منا الحصول منة على إجابة عن السؤال التالي ، ماذا بعد هذا التدخل ؟
ما يجري ألان هو واحدة من اكبر عمليات الاحتيال التي تعرض لها شعب الجنوب العربي منذ تخلي الإدارة البريطانية عن عدن وبنفس ألأسلوب والشعارات والحماس – التي سارت عليه عمليات الاحتيال السابقة - التي أسقطت هوية الجنوب ورفعت شعار ( لنناضل ) ثم تسليمه لليمن - وان اختلفت في اللفظ – ، إلا وهي عملية تسليمه للإمارات وهي اكبر عملية تضليل وبدون مقابل ، وقد يحتاج شعب الجنوب العربي إلى ثلاثين سنة أخرى ليعرف الحقيقة المرة .
الأكيد انه من أهم أولويات دوله الإمارات بعد ذهاب الخطر الإيراني أن لا تقوم دولة قوية في الجنوب العربي ولا يكون هنا مركز اقتصادي ضخم لان ذلك الأمر مرتبط بتوازناتهم ومصالحهم ، مثلا هل سيسمحون أن تكون في المكلا او عدن مدينة عالمية أم سيكون الحال كحال ميناء عدن وعقد إيجاره لشركة مواني دبي تلك الصفقة المشبوهة التي حولته إلى خراب ، ولذلك سيذهب الجنوب العربي ضحية تسويات تعيده للخلف يكون فيها عبارة عن قرى بعيدة كل البعد عن الحداثة والتقدم ومراكز التجارة الدولية وبعيدة عن طموح شعب الجنوب العربي . والمؤسف في الأمر قد يتطلب للخروج من هذه الدوامة المرور بثلاثين سنة وبنفس ما يجري اليوم من حديث في الشارع نريد ماء نريد كهرباء نريد فتات ،
أن تجاهل دول الخليج المهيمنة ألان في الجنوب لحق شعب الجنوب العربي في الاستقلال التام بعيد عن الهيمنة والتبعية سيبقي الباب مفتوح أمام تدخل حلفاء آخرين وقبول قوى دولية وإقليمية قد يجد فيها شعب الجنوب الحليف المخلص.
المحامي صالح عبدالله باحتيلي
29/9/2017