قد يبدو من الغريب في ظل عرقلة مفاوضات السلام الإسرائيلية والفلسطينية، أن تقرر فرقة موسيقية عربية وأخرى يهودية، ضمّ جهودهما معا لنشر رسالة محبة عبر موسيقى "الروك أند رول."
وتستعد الفرقة الموسيقية العربية بعنوان "خلص" والفرقة الموسيقية اليهودية بعنوان "أرض الأيتام" لجولة أوروبية تستمر 18 يوما، حيث تأمل الفرقتان بقدرتهما على تعزيز أسس التسامح بين الجانبين العربي والإسرائيلي.
وقال المغني اليهودي كوبي فارهي في فرقة "أرض الأيتام": "نريد أن نظهر على المسرح معا، نريد أن نثبت تعايشنا معا." وأضاف فارهي أن "الموسيقى قد لا تتمكن من حل الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن يمكن أن تظهر للرأي العام ضرورة أن يستلهم أفكار جديدة لردم الفجوة." وأوضح: "لدينا ببساطة رسالة بأننا نحب بعضنا البعض ونريد أن نعيش معا."من جهته، أوضح عازف الغيتار ورئيس فرقة "خلص" عبد حتحوت: "إذا كنا نتمكن أن نثبت تعايشنا معا في الجولة الموسيقية، إذا مؤكد اننا نتمكن من فعل ذلك على أرض الواقع." واشار حتحوت إلى أن "المكان المفضل لفرقة خلاص حتى تؤدي الموسيقي هي في رام الله في الضغة الغربية."
وأكد حتحوت أن فرقته الموسيقية "لا تتعاطى بالسياسة، ليس لأننا لا نؤمن بقضية شعبنا، أو لا تهمنا معاناتهم، بل لأن غالبية الناس يتحدثون دوما عن الإحتلال."
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الموسيقى لردم الفجوة بين الإسرائيليين والفلسطيني.
وفي العام 1999، أسس عازف البيانو وقائد الأوركسترا دانيال بارنبويم والمفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد أوركسترا الديوان الغربي الشرقي. وتمكنت فرقة الأوركسترا من تحقيق آداءها في جميع البلدان، حيث اعتمدت فلسفة أن الموسيقى يمكن أن تكسر الحواجز وتشجع الناس المنقسمين على الاستماع لبعضهم البعض.
والتقت الفرقتان الموسيقيتان قبل عقد من الزمن، في محطة إذاعية، وتشارك أعضاء الفرقتين الشعور بحبهم المتبادل لموسيقى الروك ومزجه مع الموسيقى الشرق أوسطية.
وتعمد الفرقتان الموسيقيتان إلى مزج العناصر الثقيلة من موسيقى "الروك أند رول،" مع ايقاعات عربية، مثل الكمان والمزمار، إذ تتحول إلى موسيقى الروك الشرقية.
ورغم أن التعقيدات التي قد ترافق هذا النوع من الأعمال الموسيقية تعتبر كثيرة، إلا أن مؤلف أستاذ الموسيقى في جامعة كاليفورنيا ومؤلف كتاب "اللعب عبر الجسور: لقاءات موسيقية إسرائيلية فلسطينية" بن برينير قال: "الموسيقيون يعمدون إلى ترسيخ أنواع مختلفة من الأنماط الموسيقية، إذ تعطي رؤية غنية للعمل المشترك وتخلق مفهوما جديدا وغنيا."
"سي ان ان"