اتيت اناجيك بسري فخذلتني الدموع ايها الشهيد المغوار الذي مازالت بصماته بيضاء نقية .ها انا اليوم وعقب صلاة الجمعه اقف بجانب قبرك الذي يقع بجوار قبر الشهيد فواز عوض باشراحيل جارك في الدنيا ورفيقك في الكفاح وجارك في الاخره وشهداء اخرين في هذه المقبرة التي اطلق عليها مقبرة صفتكم الموقرة (مقبرة الشهداء )في حرم كلية الطب في خورمكسر .لم ابحث عنك ولم اسأل احد عنك لاني وجدتك في خضم المعركة تلك التي اسميها انا معركة استعادة جثت الشهيد عبد محمد انعم الحيدري بالعنوة وبصلابة ابطال المقاومة في خورمكسر تم انتشال جثتك الطاهره برغم القصف الكثيف والنيران المارقه والحارقة والالم الدفين .
لقد اتيت اليوم الى هنا اناجيك بدموعي فأنا بشوق جنونيا اليك واني لو كتبت عن مدئ شوقي لك الى نهاية الدهر لما انتهيت من كتابتها .واني والله لن انسئ ذلك التاريخ ٣٠/٤/٢٠١٥م في مديرية خورمكسر حي لينين سابقا ابي ذر الغفاري حاليا بجانب السفارة الروسية وبالقرب من بوابة بيت الرئيس عبدربه وانت متكئ بجسدك على المتراس الذي اعده ليلا شباب المقاومة ..
فتلك مرتبة يا والدي العزيز لم يصلها غير من يوفقه الله لها لان مرتبة الشهيد عند الله كبيرة وقد اختارك الله في هذا المقام لتكريمك ولتشريفك لان الله سبحانه وتعالى اعد للشهداء في سبيلة جنة ومرتبة مع الانبياء والصديقين لانهم بذلوا انفسهم في سبيل الله .
وها انا اليوم ايها الفاضل اشمخ بذكرك وافتخر بشجاعتك التي يرويها لي كل محارب رافقك في جبهات الكرامة والشرف ضد النازي الجديد الذي اراد ان يستبيح عدن والوطن .
ولا يسعني الا ان اقول لك ان كل قطرة دم سقطت في تراب خورمكسر خاصة والوطن عامة منذ اول شهيد قد سقت نخيل الوطن فارتفع شامخا .فبكم انتم ايها الشهداء كسرت قيود الطواغيت .فسلام عليك يامن زرعت غرسة الحب فينا وهذه رسالتي لك في قبرك ومن خلالك الى كل شهداء الوطن الخالد .فتحية طيبة عطرة ياوالدي الغالي وتحية مثلها لكل شهداء الوطن *