حالنا يرثى له.. وهذا السبب؟!!
الأمناء نت / كتب/ علاء عادل حنش

 بدأ الناس مهرولين مسرعين للحاق بوقت الإفطار، فذاك مسرع بسياراته كاد أن يصدم سيكلًا يحمل على متنه ثلاثة أشخاصًا، وذلك رجل يصيح ويلعن لشدّة الزحام الفضيع الذي أصاب العاصمة المؤقتة #عدن، فكلّ من في المدينة لا يذكرون مُشْتَرَياتهم ومستلزماتهم للإفطار إلا قبل ساعة من أذان المغرب أو ساعتين، فالكلّ يريد أن يجلب كلّ مستلزماته والكلّ يريد أن يلحق بوقت الإفطار، والكلّ يريد أن يكون الأول، والكلّ لا يراعي أخاه الأخرى -إلا ما رحم ربي- حتى ذاك المُعاق لم يفسح له أحد، فكلهم يسابقونه ﻷنهم يمتلكون أقدامًا، أما هو فلا يمتلك أي قدم إلا كرسية الذي يقعد عليه، والذي لا يستطيع مجاراتهم به...

   كلّ ما يهمني.. همهمت متوجهًا نحو فرزة الباصات التي تنقلك من #الشيخ_عثمان وحتى #الممدارة، صعدتُ فإذا بشيخ مسن، قد أنهكتُ الحياة، وطفلة الصغيرة بجواره، والتي لم يتجاوز سنها اﻟسبعة أعوامًا فقط...
   قال الحاج ﻷبنته قفي، كي أسلم قيمة نفرنًا واحد فقط؛ فأنا لا أملك غيرها، فوقفت ابنته فورًا، فقلت له: لا ضير أن جلست، فالكرسيين سيكفيان لنا الثلاثة، فجلست بجوار والدها  مطلهً على نافذة الباص...
   بعدها مضى الباص متجهًا صوب #الممدارة بعدما ظلّ لنص ساعة وهو يملئ الباص بالركاب، ويستلم نقوده، بعد دقائق من انطلاق الباص كانت هذه الطفلة تقوم بحساب ما اشترياه -هي ووالدها- من السوق، وما عليهم من ديون في المنزل، وكم سيدفعون لهذا وذاك إذا جاء الراتب الذي ذهب ولم يعد...
   كانت الفتاة -رغم صغر سنها- ذكيةً ولبقةً، وتجيد الحساب وبسرعةً كبيرةً وهي بعمر السابعة، فكيف لو وصلت لعمر العاشرة أو الخامس عشرة، أو العشرين عامًا؟؟؟
   سوف نستفيد من مثل هكذا أجيال ناضجة متعلمة، وليس هذه الفتاة وحدة،  فمثلها المئات -أن لم يكن آلاف- من يمتلكون الذكاء الخارق، وسرعة البديهة، التي أًجزم -واللَّهُ- بأنهُ لو تم الإهتمام بهم، وتعليمهم تعليمًا صحيحًا، وتم مراعاتهم وانتشالهم مما هم فيه، بأنهم هم من سوف يخرجونا مما نحن فيه، ومن واقعنا المزري هذا الذي لا يطيقه أحدًا منا…

   حالنا يرثى له فعلًا، فهل هناك أذان صاغية وواعية لمثل هكذا جواهر بشرية نمتلكها ولكننا نتغافل ونتغابى عنها، وهذا ما قادنا لهذه الكوارث التي تحصل الان بمجتمعاتنا…

   إن الإهتمام بالأطفال من الناحية التعليمية منذُ الصغر هو سرّ نجاحنا في المستقبل.. فهمها من فهم، وغفلها من غفل…
_________
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك : @AlaaHanesh

متعلقات
للانتقالي كل الحق..!
فخراً وعزأ وشموخ.. لشعب الجنوب خاصة ودول الخليج عامة ..!
أكرم علي الكُميتي يُمنح شهادة الدكتوراه بامتياز
إستكمالا للوضع الصحي بشبام .. الوحدة الصحية والعيادات..!
لمن لايعرف عن المشاريح أقصى غرب حجر ..!