خرجت من قاعة الامتحان كالعادة متجها صوب بوابة الخروج بعد الرد على مكالمة أمي ، شاهدت الزملاء حسين البيتي و ضنين الحوشبي و وناصر لزرق معلقين كاميراتهم فوق نحورهم وأصابهم فوق زناد التصويب وكما لو انهم ينتظرون حدث ليس عابر ، وفي الجانب الآخر رأيت ثلة من الزميلات يلتقطنَّ صور سلفي ذكريات لإنفسهنّ قبل أن تبعثرهنَّ الحياة .
اعجبني تجمع الزملاء بطريقة منتظمة دون إعلان سابق فذهبت اليهم وشاهدتهم مجتمعين وأمامهم مصور سمعته يقول " هذه صورة الوداع رتبوا انفسكم " كلمة الوداع شدتني لحديثه وتذكرت بأننا أمام يومنا الاخير في مسيرة البكالريوس داخل قسم ( الصحافة و الإعلام ) ، كنّا نتصور و نتشوه ونمزح ونطلق صرخات الوداع من داخل اعماق القلب ، فلا شئ سيبعثرنا سوى الوداع .
وقت الوداع تذكرت يومي الاول داخل الجامعة و احتفائي بأول مقال صحفي نشرته صحيفة ورقية ، تذكرت مواقف وذكريات صعبة وأيام قاسية ، تذكرت نصائح و توجيهات عمي وانا ادرس داخل كُليتّي ( التربية و الآداب ) في وقت واحد ، وتذكرت الدكتور الذي قال لي ستفشل وزميلتي التي قالت شُق طريقك أنت ذكي وأمي قالت لا تتعب نفسك كلية واحدة تكفيك يا ولدي ، وصديقي الذي منحني هدية وقال أنت فخرنا ، وكثير من الذكريات التي لم يسعفني الزمن لذكرها، كلماتهم حفظتها وكنت استعيدها وقت الحاجة ودخلت مع نفسي في رهان كبير و الحمد لله انتصرت وتخرجت .
لم يكن التخرج اليوم صدفة أو مجرد صورة عابرة كان بعد جهود حثيثة وصمود أسطوري وصبر تحملت فيه مختلف انواع المعاناة ، لكن التخرج اليوم لم يكن محسوب لي فقط فقد وهبته لكل من ساندني و شجعني و وقف بجانبي لكل من ذلل لي صعوبات الحياة وكل من تعب لأجلي داخل الجامعة أو خارجها أهديكم حبي و شكري و شهادتي وثقوا بأنني لن أنسى كل ما فعلتموه لإجلي ولن أكون إلا معكم .
18/5/2017م - الخميس .
عادل حمران