مدير صندوق النظافة بعدن في حوار مع "الأمناء" :شاركنا في الحرب وبقوة وكان عمالنا وآلياتنا أول من دخل المطار بعد التحرير
لقاء / سالم لعور - يوسف الحجري

اجرت صحيفة "الامناء" في عددها الصادر اليوم الاحد حوارا مع مدير صندوق النظافة وتحسين مدينة عدن قائد راشد والذي جاء فيه..

أستاذ "قائد" صحيفة "الأمناء" ترحب بك في هذه الاستضافة فأهلاً وسهلاً بك .

شكراً لكما الصحفيين سالم لعور ، ويوسف الحجري ولطاقم صحيفة "الأمناء" لهذه الاستضافة..

# لو تكرمت أخ "قائد" بإعطاء القارئ لمحة موجزة عن تأسيس صندوق النظافة والتحسين ؟

** صندوق النظافة أنشئ بموجب القرار رقم 20  للعام 1990م  وذلك بعد أن كان العمل في إطار الأشغال والبلديات نتيجة المركزية التي كانت تعاني منها أعمال النظافة, وأُنشئ هذا الصندوق لكي تكون هناك تسهيلات وحسابات جارية للصناديق وتقوم بمهام النظافة .حقيقة استلمت الصندوق في عام 2001م وتحول صندوق النظافة من الأشغال إلى البلديات ومنها إلى النظافة , وكان يحول إلينا رصيد 9 مليون ريال و23 سيارة من الأشغال ، وبدأنا في تنمية الصندوق وجبايات الرسوم وتكونت إدارات خاصة منها إدارة الصندوق ، ثم بدأنا بثلاث إدارات تحسين النظافة هي إدارة النظافة والإدارة المالية والإدارة الفنية , كما بدأنا بإنشاء صندوق خاص بقسم بالنظافة  وبدأنا بشراء المعدات وتابعنا النظافة في المديريات ، كما قسمنا المديريات إلى ثمانية أقسام لكل مديرية قسم واحد ، كما قمنا بإنشاء ورشتين بمعدل ورشة واحدة لكل أربع مديريات  إحداها بخور مكسر والأخرى بالمنصورة.

ثم فتحنا قسماً آخر وهو قسم التشجير في عام 2016 ، كما قمنا بإنشاء إدارة مخلفات البناء ، وهذه الأقسام ما زالت تابعة لنا وتحت إدارتنا , ومن خلال الأقسام نقوم بمتابعة الإيرادات وقمنا بإنشاء  قسم الإعلانات والرسم وأنشأنا الأقسام الفنية " الصيانة " ، كما أنشأنا إدارة أخرى وهي إدارة صحة البيئة وإنارة الشوارع ، كما قمنا بإنشاء أقسام أخرى في الإدارات بالمديريات ممثلة بقسم الأسواق والحدائق لتحصيل الإيرادات وتوريدها مباشرة إلى البنك ، وأنشأنا في القسم المالي نقاطاً خاصة في مداخل المدينة ومنها نقطتي الرباط والعلم ونقطة أخرى كانت باتجاه عمران ، ولكن هذه النقاط بعد الحرب وقفت إيراداتها ، وهذه لمحة بسيطة عن تكوين صندوق النظافة .

 

* هل تعرّض صندوق النظافة إلى النهب في السنوات العشر الماضية ؟

 

** نعم.. بدأنا نواجه مشاكل وعراقيل مطلع أحداث 2011م إبان ثورة الشباب  ، وتوقفت أعمالنا ، وكنا نناشد الجهات المعنية بذلك ، وكان لدينا هنجر في هذا المبنى وتم تشليحه بشكل كامل ونهبه وسرقة معدات النظافة كاملة وكان بلاطجة يحرقونها ويقطعون بها الشوارع الرئيسية والطرقات الفرعية بالإضافة إلى براميل القمامة التي دُمِّرت وكانت يُغلق بها الطرقات ، كما تعرضت الأشجار التي كانت على الأرصفة والحدائق التي كانت منتزهات للأطفال - فلذات أكبادنا - والتي لم تسلم هي الأخرى من العبث.

كما سُرقت المواطير التي كانت موجودة ، وسُرقت بعض المضخات والمكائن بعدها وكذا شبكة الري والقلابات والسيارات .

 

وماذا عن السيارات والمستودعات والآليات الأخرى ؟

 

يوجد لدينا 46 سيارة  موثقة بأرقامهن بالموقع وبعضها سُرقت أو أُتلفت وتعرضت للإحراق ، كما حدث في حوش المنصورة ، وكلما وقعت مظاهرات يقوم بعض الشباب بالمجيء إلى البلدية وأخذوا علينا  سياراتنا والتي أُحرقت أمام مرأى الجميع ، وباقي السيارات قد انتهى عمرها الافتراضي ،كما سُرقت المستودعات التابعة وشُلحت كاملاً وبقيت على الحديدة خاوية على عروشها.

*وفي حرب 2015م ما مدى ما قمتم به من مهام آنذاك ؟

 في حرب 2015 شاركنا في الحرب واشتغلنا في تلك الأوقات وفي ظروف صعبة وشاقة بل وخطيرة  ، واشتغلنا بالإيجار مع بعض المنظمات والشباب ، وفتحنا مقالب في إكس برس الممتد من المنصورة وحتى البريقة ، وفتحنا مقلب ثان بين عدن مول وفندق ميركيور لأننا لم نستطع الخروج إلى خارج عدن بسبب إغلاق الطريق ، فكان مواطنو المعلا وخور مكسر وكريتر يفرغون القمامات والمخلفات الأخرى في هذا المقلب ، والسيارات التي كانت معنا قليلة جداً لأن أغلب معداتنا كانت حينها في المجمع التابع لنا في دارسعد ، والبقية كانت في عدن .   اشتركنا مع منظمات الصليب الأحمر ومنظمة اليونيسف  ومنظمة " مرسي مور "  واشتركنا مع منظمات المجتمع المدني والأهالي لنقوم بواجبنا تجاه أهالينا في عدن ونقوم بتنظيف المدينة حتى لا تصاب المدينة بالأمراض والأوبئة ؛ لأنها كانت حينها هناك كارثة عظمى تحل على عدن وهي كارثة انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة لتكدس القمامة في الشوارع ، وقد انتشرت حمى الضنك والكوليرا وأمراض أخرى لم نعرفها ، وأصيب أهالي صيرة بالكوليرا ومات كثيرون منهم ، لكننا رغم الظروف استطعنا أن نعمل بأبسط الإمكانيات في ظروف حرب كانت قاهرة ، وذلك  بالاشتراك مع المنظمات المحلية والخارجية , كما قام المحافظ بدعمنا وقمنا باستئجار آليات واشتغلنا خطوة خطوة إلى أن أزاح الله من عدن رجس المليشيا الحوثية وانتصرت عدن في رمضان 2015 .

وكان أول من دخل المطار بعد التحرير هم عمالنا وآلياتنا وتناقلت تلك الأخبار كل وسائل الإعلام , وقاموا بنظافة المطار ورفع مخلفات الحرب .

 

** ماهي أبرز الأعمال التي يقوم بها الصندوق بعد تحرير عدن ؟

* أهم الأعمال التي يقوم بها الصندوق هي نظافة المدينة ورفع القمامة والمخلفات ، حيث نرفع 600 طن يومياً من القمامة في عدن ، كما نقوم برفع مخلفات البناء والتشجير وزراعة الأشجار وخدمتها وإحياء مناطق كثيرة كانت قد تقحلت ، وقمنا بإعادة النوافير ، وإعادة الورش المنهوبة ، وأعدناها من جديد وقمنا بإصلاحها , كما قمنا بإصلاح سياراتنا من جديد لتقديم خدمة لجميع المواطنين ، وعموماً ما زلنا حتى اليوم نواجه الكثير من الهموم والمشاكل التي لا تُحصى ولا تعد .

 

 وماذا عن الميزانية التشغيلية والإيرادات ورواتب العمال ؟

** بالنسبة للميزانية التشغيلية والرواتب فحدّث ولا حرج.. فقد تراجعت من بعد الحرب ، لأن مصادر إيراداتنا كانت 5% من استهلاك الكهرباء  والآن المواطنون لا يدفعون فواتير الكهرباء والماء ونحن نعتمد على مثل هذه الإيرادات بـ 60 % من إيراداتنا ، وبالنسبة للنقاط التي على مداخل عدن لم تقم بالتحصيل ولم يورد إلى الصندوق ريالاً واحداً لأنها كانت بأيدي أشخاص لم نعرفهم ومن بعد الحرب , ولكن بدأنا منذ حوالي شهرين بتحصيل إيرادات النقاط من نقطة الرباط والعلم ، وبالنسبة للميناء فقد كان  لنا منه إيرادات ولكن بعد الحرب لم يورد شيء منه نتيجة للصراع الذي كان حاصل هناك ثم بدأ الميناء بالعمل منذ منتصف 2016 وبدأ يتراجع قليلا ، وما نوّرده  من الميناء نستفيد منه في الأعمال التشغيلية فقط ، والرسوم التي نحصل عليها من الميناء هي 5 ريال وفق القانون 20 لسنة 1999 مكانها هي ، رغم أن الأوضاع المالية والاقتصادية قد تغيرت  منذ ذلك الحين إلا أنها مازالت هي نفس التعرفة منذ نشوء الصندوق.

 

 *السلطة المحلية هل تدعمكم وفق إمكانياتها المتاحة ؟

** صندوق النظافة هو الجهة  الوحيدة التي تصرف رواتبها ، ورغم الظروف إلا أننا عملنا بجهد وبعزيمة والأخ المحافظ عيدروس يقوم بدعمنا لتغطية العجز الذي علينا ونتابع الديزل بشركة النفط  ونشكرها فهي ساعدتنا بالكثير .

 

 

*رسالتكم التي تودون نقلها للرئيس والحكومة ومحافظ عدن ؟

 

** ندعو الإخوة في الرئاسة ومجلس الوزراء إلى دعمنا بآليات بدلاً من المسروقات وبدلاً عن المتهالك ، وأهم شيء عندي هو الآليات ورواتب العمال وسيقدم لنا خدمات جيدة وجليلة ، والباقي من خدمة الميزانية التشغيلية نغطيها من عندنا ومن خلال متابعاتنا ، وفي وقت سابق قدمنا رسالة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء عبر الأخ المحافظ عيدروس بخصوص المشاكل والهموم والصعاب التي تواجه عملنا والمتمثلة  في نقص الآليات , علماً بأنه لم يعمل أي مرفق تأمينات للعمال إلا نحن على مستوى الجمهورية ، حيث تعاقدنا مع عدة مستشفيات لمعالجة عمالنا وذويهم ونقدم حوالي 6 مليون بالشهر لعلاج عمالنا.

 

 * ماهي الإجراءات التي قمتم بها لتجاوز العراقيل والمشاكل التي تواجه صندوق النظافة وتحسين مدينة عدن ؟

 

 ** لقد عملنا على استقرار الوضع وأعدنا العمال إلى الشغل رغم أن هؤلاء العمال كانوا يعملون في ظروف صعبة للغاية أيام الحرب ، فكنا نعطيهم مكافئات بالإضافة إلى رواتبهم ، وقمنا بمتابعة الورش وإعادتها وكذا السيارات المتهالكة وأدخلناها الخدمة ، ونسقنا مع الهلال الإماراتي ودعمونا بـ 12 فرامة 4 طن وقدم لنا أربع فرامات مستخدمة وأربعة قلابات و  1500 برميل قمامة و 100 حاوية ، كما أقمنا حفلاً تكريمياً للمنظمات المدنية المحلية والخارجية والأهالي الذين شاركونا في أيام الحرب وبعد الحرب ووزعنا لهم شهادات تقديرية برعاية اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن .

متعلقات
الوكيل المساعد بوزارة الكهرباء عبدالحكيم فاضل لـ"الأمناء": هذه أسباب توقف العمل في محطة معسكر عشرين
رئيس انتقالي المضاربة ورأس العارة في حوار مع "الأمناء":الأحداث الأخيرة فُرضت على الجنوب من قبل جماعات مخترقة للشرعية
العولقي لـ”الدستور” المصرية: السلام خيارنا الأساسي ولن نحيد عن خيارات شعبنا التي عبر عنها منذ 2007
مدير كهرباء عدن يدعو وزارة الكهرباء إلى مناظرة تلفزيونية لكشف الحقائق
نائب رئيس الدائرة التنظيمية بالإنتقالي : الحكومة هي سر انهيار الريال..وهذا مصير عوائد النفط "حوار"