أغنية الاستقلال التي تردد صداها في رحاب الوطن بعد رحيل الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1969م واذاعها رديو عدن في 19 يناير 1969م.
يامزهري الحزين *** من يرعش الحنين؟
إلى ملاعب الصبا.. وحبنا الدفين؟ *** هناك.. حيث رفرفتْ
على جناح لهونا *** أعذب ساعات السنين..
يامزهري الحزين *** الذكريات.. الذكريات
تعيدني في موكب الأحلام للحياة *** لنشوة الضياء في مواسم الزهور
يستلَُ من شفاهها الرحيق والعطور *** ... وبعد هذا كله..
في صحوة الحقيقه *** ينتفض الواقع في دقيقه
يهزني.. *** يشد أوتاري إلى آباري العميقه
يشدها.. يجذب منها ثورتي العريقه *** ويُغرق الأوهام من مشاعري الرقيقه
ويخلق الإنسان مني وثبة وقدره *** عواصفاً.. وثوره
هنا.. هنا *** إذ زمجرت رياحنا الحمراء
تقتلع القصور من منابت الثراء *** وتزرع الضياء
وتُغدق الغذاء.. والكساء.. والدواء *** على الذين آمنوا بأنهم أحياء
وخيرة الأحياء *** في الحقل..
في المصنع.. *** في كل بناء..
***
يامزهري الحزين *** يامزهري الضعيف
ما عاد شعبي ينسج الأوهام في لحن سخيف *** عن �قيس ليلى�..�روميو جوليت�..
أسماء كثيره *** دبت دبيب النمل في أسفارنا المثيره
دبت بنا بحمولة الأفيون في سفن خطيره *** كي توهم الدنيا بأنَّا أمة الوهم الحقيره
لكننا.. يامزهري المحزون.. *** ياضعيف
نبني.. نحيلك أنت من وتر حريري رهيف *** مستضعف باكِ..
إلى وثبِ.. إلى ضرب عنيف *** كي يشهد المستعمرون بأننا حقاً نُخيف
لا أن نخاف *** أو أن نموت مع الضعاف!.
***
إسمع إذاً مني.. *** ووقع لحن قصتي الجديد
وابعث به في مركب الشمس العتيدة للخلود *** إسمع..
أنا من قبل قرنٍ أو يزيد *** قرنٍ وربع القرن بل أكثر من عمري المديد
كانت بلادي هذه ملكي أنا.. *** ملكي أنا..
خيراتها مني.. ومن خيراتها أحيا أنا *** كانت.. ومازالت..
وهذي قصتي.. فانصت لنا:
***
في ليلة مسعورة.. موتورة الظلماء *** أوفَتْ إلى شواطئي مراكب الأعداء
يقودها القبطان �هنس�.. إنجليزي حقير *** يقرصن البحر شُهَى..
وجيفة من الضمير *** هذا الحقير
أرسى هنا.. *** ومدَّ عينيه إلينا في اشتهاء
ونسج المزاعم النكراء في دهاء *** مُدَّعياً أن جدودي هاجموا سفائنه
ونهبوا خزائنه..
وأننا بكِلمة غربية.. قراصنه.! *** تصوروا.. نحن إذاً قراصنه!.
***
وهكذا انداح له الغزو إلى أقصى الحدود *** ودنَّس البلاد بالجنود.. والنقود
وبذر القلاقل *** وفرَّق القبائل
ولملم الدجى على أطرافه.. يصول *** يمد من أطماعه مخالب المغول.!
***
لكننا على المدى.. *** منذ احتلال أرضنا كنا يدا..
يداَ تصافح الرفيق في الكفاح.. لا العدا *** وقطعة الرغيف
والمبدأ الشريف *** زادان.. كانا كافيين للبقاء
فنحن شعب لا ينال الضيم منا ما يشاء *** هاماتنا فيها من الشمس بريق الكبرياء
لا نعرف الدموع إلا أن نحيلها دماء *** تعلو على ضفافها بواسق الإباء
***
.. وكلما مرت بنا أعوامنا الطويله *** نغرس من ثورتنا بذورنا الأصيله
في كل جيل صاعد يؤمن بالضياء *** بالأرض.. بالمعول.. بالسلاح.. بالبناء..
***
ومن هنا تصلَّبت عقيدة السلاح *** ونحن منذ خلقنا نعرف ما معنى السلاح
نعرفه.. ونرضع الأطفال منه للكفاح *** ونصنع الرصاص من مرارة الألم
وننتشي نرتقب الفجر الجديد في شَمَمْ *** حتى بيوتنا التي طلاؤها الغبار حيث عَمْ
ترمي على سيمائنا ظلالها.. وتبتسم *** ..... وانتفض الزمان..
دقّ الساعة الأخيره *** فأندفعت جموعنا غفيرة.. غفيره
تهز معجزاتِها في روعة المسيره *** وجلجلت ثورتنا تُهيب بالأبطال:
الزحف يارجال.. *** الزحف والنضال..
فكلنا حرية نحن للقتال..
***
وهكذا تفجر البركان في �ردفان� *** ورددت هديره الجبال في �شمسان�
وانطلقت ثورتنا ماردة النيران *** تضيء من شرارها حرية الأوطان
وتقصف العروش في معاقل الطغيان *** وتدفع الجياع في مسيرة الإنسان
يشدهم للشمس نصر يبهر الزمان!!
***
وهكذا تبدَّدا *** عهد من الطغيان لن يُجدَّدا
وحلَّقت على المدى *** ثورتنا.. تهتف فينا أبدا
ياعيدنا المخلدا *** غردْ..
فإن الكون من حولي طليقا غرِدا *** غرد على الأفنان في ملاعب الجنان
الشعب لن يُستعبدا *** قد نال حريته بالدم والنيران
وقتل القرصان
* 20 / 11 / 1968م