كتب : د.علي صالح الربيزي
المنحة الدراسية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة عبر المجلس الانتقالي كانت من المفترض أن تكون نافذة أمل لشباب الجنوب الطامحين إلى مستقبل أفضل. لكن الواقع المعلن كشف عن حقيقة مؤلمة، التهميش الصارخ لأبناء محافظة الضالع، رغم تفوقهم الأكاديمي الذي يشهد له الجميع.
التفوق العلمي لأبناء الضالع ليس ادعاءً أو فخرًا مناطقيًا، بل حقيقة مثبتة بالأرقام والبيانات. لو أُديرت المنحة بآليات شفافة وعادلة تشمل امتحان قبول ومفاضلة موضوعية، لكان أبناء الضالع قد حصلوا على أكثر من نصف المقاعد الدراسية المتاحة، ليس محاباة، بل استحقاقًا لجودتهم العلمية. ولمن يشكك في ذلك، يكفي زيارة قسم القبول والتسجيل في جامعة عدن أو الاطلاع على قوائم قبول كلية الطب والهندسة والصيدلة،والأسنان، لتتحدث الأرقام عن نفسها.
المفارقة المؤلمة أن الضالع، المحافظة التي قدمت التضحيات الكبرى على مدار سنوات، لا تزال تُهمّش وتُنسى. أبناؤها يُحرمون اليوم من فرص تعليمية كانوا الأجدر بها، في حين تُمنح هذه الفرص لأبناء محافظات أخرى، رغم أن المعطيات تشير إلى جدارة ضالعية واضحة.
هذا ليس دعوة للانقسام أو النزعة المناطقية، بل صرخة من أجل العدالة والإنصاف. نحن نطالب بأن يكون التفوق والجدارة هما المعيار الأوحد، وأن تُمنح الفرص لمن يستحقها بكفاءته واجتهاده، بغض النظر عن انتمائه الجغرافي.
لقد آن الأوان لتصحيح هذا الظلم، ولرفع الغبن عن الضالع وأبنائها. العدالة في التعليم ليست رفاهية، بل حق لكل مجتهد، وضمانًا لمستقبل أفضل للجنوب كله. الضالع لن تصمت، وأبناؤها لن ينسوا تفوقهم الذي أهملته آليات التوزيع الحالية، وسيبقى صمتها صرخة واضحة لكل من له دور في منح الفرص واستثمار الكفاءات.