برعاية معالي وزير الدولة، محافظ محافظة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، نظّم مكتب الثقافة في العاصمة عدن حفلاً رسميًا وجماهيريًا لتدشين مشروع "مسرح عدن"، الذي يهدف إلى إعادة الروح للمسرح العدني وإحياء حضوره الثقافي والفني في المدينة. ويأتي هذا المشروع تكريمًا لروّاد المسرح العدني الذين أسهموا في ترسيخ هذا الفن العريق، واحتفاءً بإرثهم الإبداعي الذي شكّل جزءًا من الهوية الثقافية للمدينة.
وفي كلمته خلال الحفل، رحّب الأستاذ أسامة محمد المحوري، نائب مدير عام مكتب الثقافة، بالحضور الكريم، مشيدًا بالدور الحيوي الذي يلعبه المسرح بوصفه مرآة للواقع وأداة فاعلة لمعالجة الظواهر السلبية في المجتمع. مؤكدا أن عمالقة المسرح العدني، والرعيل الأول، قد تركوا بصمات خالدة من خلال أعمال جسدت العمق المجتمعي والإنساني لمدينة عدن.
وأوضح المحوري أن مشروع "مسرح عدن" يمثل انطلاقة واعدة لإحياء هذا الفن الراقي، وإعادة الاعتبار لصنّاعه، من خلال حزمة من البرامج والأنشطة النوعية التي أعدها مكتب الثقافة ضمن خطته السنوية.
وفي ختام كلمته، وجّه الشكر والتقدير للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، على اهتمامه الكبير بالثقافة، والذي تُوّج بإنشاء الهيئة الوطنية للإعلام والثقافة الجنوبية، وما تبذله من جهود ملموسة في إبراز النشاط الثقافي والإعلامي في عدن والجنوب عمومًا.
كما ثمّن المحوري الرعاية الكريمة لمعالي وزير الدولة ومحافظ العاصمة، الأستاذ أحمد حامد لملس، راعي مشروع "مسرح عدن" والداعم الأول لمكتب الثقافة، مشيرًا إلى حرصه الجاد على تمكين الثقافة في عدن، وتذليل كافة الصعوبات أمام العاملين في هذا المجال الحيوي. معبرا عن اعتزازه بالدعم المتواصل الذي يقدمه معاليه، والذي لم يكن مجرد دعم مادي، بل تجسيدا حقيقيا لإيمان عميق برسالة الثقافة ودورها في بناء الإنسان وتعزيز الهوية الوطنية.
وأضاف أن بصمات الوزير لملس حاضرة في كل خطوة تُعيد للمسرح وهجه، وللمبدعين فضاءهم الحر، مؤكدًا أن هذا المشروع لم يكن ليبصر النور لولا رؤيته الثاقبة، ومتابعته الحثيثة، وحرصه على أن تكون عدن منارةً ثقافيةً مشرقةً كما كانت دائمًا
وفي كلمة الهيئة الاستشارية للفنون المسرحية التي ألقاها الأستاذ علي اليافعي، عميد المسرح وعضو الهيئة الاستشارية، رحّب فيها بالحضور الكريم، مستعرضًا أهمية المسرح بوصفه أحد أعمدة العمل الثقافي، ومشيرًا إلى التحديات الجسيمة التي واجهها روّاده الأوائل في سبيل ترسيخ حضوره وإيصاله إلى ما هو عليه اليوم من مكانة مرموقة. معبرا عن فخره بما قدّمه الجيل المؤسس من أعمال رائدة، كانت ولا تزال مصدر إلهام للأجيال الجديدة، مؤكدًا أن مشروع "مسرح عدن" يأتي امتدادًا لذلك الإرث، ويشكل خطوة نوعية نحو استعادة الدور الريادي للمسرح في الحياة الثقافية والاجتماعية.
كما ألقى الأستاذ بدر معاون سعيد، نائب محافظ العاصمة عدن، كلمة نيابةً عن معالي وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، رحّب فيها بالحاضرين، وأشاد بالجهود التي بذلها مكتب الثقافة في سبيل تنظيم العمل المسرحي وإعادة هيكلته بما يليق بتاريخ المدينة الفني والثقافي. منوّها بهذا الإنجاز النوعي الذي يُجسّد حرص المكتب على تكريم نخبة من روّاد الفن المسرحي الذين قدّموا الكثير لعدن، وأسهموا في ترسيخ حضورها الثقافي على مدى عقود.
وأكد معاون في ختام كلمته على دعم السلطة المحلية الكامل، بجميع قطاعاتها، لمشروع "مسرح عدن"، باعتباره خطوة استراتيجية نحو تعزيز المشهد الثقافي، وتمكين المبدعين، وإعادة المسرح إلى مكانته الطبيعية في قلب الحياة العدنية.
كما شهد الحفل تكريم نخبة من روّاد المسرح العدني وعمالقته، الذين أسهموا في إثراء الحركة المسرحية على مدى سنوات، حيث قُدمت لهم دروعٌ تذكارية تقديرًا لعطائهم، تم تقديمها من قبل نائب محافظ عدن الأستاذ بدر معاون، ورئيس الهيئة الوطنية للثقافة والإعلام الجنوبي الأستاذ عبد العزيز شيخ، ونائب وزير الإعلام الأستاذ حسين باسليم.
كما تخلل الحفل عرضٌ مسرحي كوميدي هادف بعنوان "يوميات مدير عام"، قدّمه مجموعة من الشباب المبدعين بقيادة المخرج هديل عبد الحكيم، حيث تناول العرض بأسلوب ساخر قضايا إدارية، ونال استحسان الحضور لما حمله من رسائل عميقة وأداء مميز.
حضر الحفل كل من الأستاذ بدر معاون نائب محافظ العاصمة عدن أمين عام المجلس المحلي والأستاذ حسين باسليم نائب وزير الثقافة والإعلام والأستاذ عبدالعزيز الشيخ رئيس الهيئة الوطنية للثقافة والإعلامي الجنوبي والدكتور عبدالسلام مسعد رئيس هيئة الحوار الجنوبي والأستاذ عيدروس باحشوان نقيب الصحفيين الجنوبيين وعدد من مدراء مكاتب السلطة المحلية بعدن .
