ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين في تمهد الطريق لشنّ حرب برية تستهدف الميليشيا في اليمن، وتنفذها قوات يمنية بدعم أمريكي.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن قوات الحكومة اليمنية الشرعية تستشعر فرصةً لاستعادة الأراضي من الحوثيين المدعومين من إيران، والذين تعرّضوا لضربات جوية أمريكية مكثفة.
وبحسب الصحيفة، يقول مسؤولون يمنيون وأمريكيون إن القوات اليمنية تخطط لشن هجوم بري ضد الحوثيين، في محاولة للاستفادة من حملة القصف الأمريكية التي أضعفت قدرات الميليشيا.
وأضاف المسؤولون أن القوات اليمنية تستشعر فرصة لطرد الحوثيين من أجزاء على الأقل من ساحل البحر الأحمر الذي سيطروا عليه خلال العقد الذي انقضى منذ استيلائهم على جزء كبير من شمال غرب البلاد.
وأكد أشخاص شاركوا في التخطيط أن متعاقدين أمنيين أمريكيين خاصين قدموا المشورة للقوات اليمنية بشأن عملية برية محتملة.
وبدورهم، صرح مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة منفتحة على دعم عملية برية تقودها قوات محلية، مشيرين إلى أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن دعم هذه الجهود.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة لا تقود المحادثات بشأن عملية برية، فيما أوضحوا أن النقاش يتضمن تمكين القوات المحلية التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن من تولي مسؤولية أمن البلاد.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز: "في نهاية المطاف، يقع أمن البحر الأحمر على عاتق شركائنا في المنطقة، ونحن نعمل معهم عن كثب لضمان بقاء حركة الملاحة في تلك الممرات المائية آمنة ومفتوحة في المستقبل البعيد".
وتابعت الصحيفة، بحسب مسؤولين يمنيين، أنه بموجب الخطة قيد النقاش، ستنشر القوات المحلية المتمركزة في جنوب البلاد على طول الساحل الغربي اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون، وستحاول الاستيلاء على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر .
وفي حال نجاح العملية البرية، ستُجبر القوات الحوثيين على التراجع عن أجزاء كبيرة من الساحل الذي شنّت منه الجماعة، المُصنّفة إرهابيًا من قِبل الولايات المتحدة، هجمات على السفن العابرة للمياه القريبة.
وستُشكّل السيطرة على الحديدة ضربةً موجعة للحوثيين، كما ستحرمهم من شريان حياة اقتصادي، وستقطع في الوقت نفسه طريقهم الرئيسي لتلقي الأسلحة من إيران.
وعلى الرغم من أن طهران تنفي علنًا تزويدها الحوثيين بالأسلحة، فإن مفتشي الأمم المتحدة يتتبعون بانتظام شحنات الأسلحة المُصادرة وصولًا إلى إيران.
وأردفت الصحيفة أن المناقشات حول عملية برية تأتي في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تدرس خيارات بشأن كيفية تقليص هجومها الجوي في اليمن، مع حرص إدارة الرئيس دونالد ترامب على إظهار التزامها بحملات محدودة وتجنب الحروب التي لا تنتهي.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة أطلقت عمليتها العسكرية ضد الحوثيين في 15 مارس/آذار 2025، مؤكدةً أنها تهدف إلى الدفاع عن المصالح الأمريكية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة في أحد أهم ممرات الشحن التجارية.
وصرح مسؤولون أمريكيون بأن الولايات المتحدة شنت أكثر من 350 غارة خلال حملتها الحالية، فيما لم يُصدر الجيش الأمريكي أي تقييم ميداني منذ الغارات الأولى.
كما تأتي هذه الخطط في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، حيث صرح مسؤولون أمريكيون بأن واشنطن ترغب في إدراج دعم طهران لحلفائها الإقليميين، مثل الحوثيين، في المحادثات، لكن الموضوع لم يُطرح للنقاش في مسقط، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات.