مواطنون لـ "الأمناء" : الوضع المعيشي أصبح لا يطاق ولم نستطيع شراء كسوة العيد لأطفالنا
مراقبون يتوقعون " ثورة الجياع " في حال استمرار تردي الخدمات وارتفاع الأسعار
أهالي لحج : بأي حال عدت ياعيد !!
استقبل المواطنون في محافظة لحج شهري رمضان وعيد الفطر، بوضع اقتصادي متدهور جراء الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية المتنوعة والملابس المختلفة .
وجاء شهرا رمضان والعيد وحال الناس لا يسمح لهم بشراء متطلبات الأسرة كاملاً لهذا الشهر الفضيل والعيد المبارك، وإذ تكرر هذا المشهد منذُ اندلاع حرب 2015م، وأزداد سوءًا عاماً تلو عام، في ظل استمرار الحرب، وعجز الحكومة عن وضع معالجات حقيقية لهذا الوضع الاقتصادي المتدهور في المحافظات المحررة، مما نتج عنه اتساع كبير في دائرة الفقر عند الغالبية العظمى من الناس وتدهورت الخدمات بوضع مزري ليس فقط في محافظة لحج؛ وإنما في بقية المحافظات المحررة ككل .
كفاح البقاء :
ومنذُ أكثر من تسعة أعوام عانى المواطنون في محافظة لحج كغيرهم من أبناء الجنوب أوضاعاً معيشية صعبة جداً، انعكست عليهم بعدم القدرة على شراء احتياجاتهم اليومية نتيجة الغـلاء الفاحش والمخيف، وأزداد الأمر سوءًا في شهر رمضان وخلال أيام العيد، نظراً للانهيار الكبير في العملة المحلية بتجاوز صرف الدولار إلى أكثر من2000 ريال، حتى أصبح المواطن عاجزاً عن شراء احتياجاته من مواد غذائية في شهر رمضان، وكذا شراء الملابس الجديدة للأطفال في عيد الفطر المبارك ، بسبب أسعارها المرتفعة للغاية هذا العام، وبالرغم من هذا الغلاء القاتل لطموحات الأسر، نجد المواطن يكافح من أجل البقاء في الحياة ولكي يرسم البهجة والسرور عند اطفاله ولو بأبسط إمكانياته المحدودة ، بينما نجد بعض الأسر في عزوف عن مخالطة الآخرين ، وفضلت الاعتكاف داخل منازلها في تعفف شديد ، كما أن تاخر صرف المعاشات والمرتبات وتوقف التوظيف الحكومي والخاص، وإيقاف تدخل بعض المنظمات، كان لكل ذلك الأثر السلبي الكبير على حياة المواطنين من خلال انعدام الأمن الغذائي، الذي أحدث معاناة شديدة لدى عامة المواطنين .
رأي المواطن:
ويقول المواطن فهد علي، إن المواد الغذائية متوفرة بشكل كبير بالأسواق ، إلّا اننا لا نستطيع الشراء نتيجة الارتفاع الجنوني في الأسعار، ويضيف أنا أعمل على دراجة نارية ولا يوجد لدي مصدر داخل آخر ، وأوفر مبلغاً زهيدا جداً من عملي لا يلبي كامل احتياج الأسرة اليومي .
ويقول المواطن بشير عبادل إن الأمر محزن جداً عندما تكون لدى الأسر أطفال ، فلا يستطيعون شراء ملابس جديدة أو هدايا رمزية لهم في ليلة وأيام العيد، ويزاد الوضع حزناً عندما يشاهد هؤلاء الأطفال الفقراء بعض الأطفال من أبناء الأسر القادرة على شراء ملابس باهظة الثمن وهم يرتدون الملابس الفاخرة ، ولديهم الألعاب الجديدة في يوم العيد، ويتساءل عبادل :
إلى متى سوف سيتمر هذا الوضع المتدهور؟ وهل من حلول عاجلة من قبل التحالف والحكومة تسهم في تحسن الوضع الاقتصادي وإنهاء الحرب ، واستقرار صرف العملة المحلية ؟ !! وأضاف عبادل " حتى الأسر الميسورة الحال تعاني اليوم من هذا الوضع المعيشي الصعب، فكيف الحال مع الأسر الفقيرة والأشد فـقراً ؟!!
بأي حال عدت أيها العيد :
كثير من الأسر في لحج لم تستطيع الحصول على لحمة كبش العيد ولو حتى شراء دجاجة لأطفالهم، فقد أرتفع سعر كيلو اللحم إلى 25000 ريال، بمايقارب لمعاش الراتب الشهري للمتقاعد، أو بما يعادل نصف راتب موظف من موظفي العام 2011 م بمؤهل دبلوم، وهذا الانهيار في العملة اظهر أسرا كانت بوقت سابق ميسورة الحال فتحولت إلى أسر من الأسر الأشد فقراً . . الاوضاع المعيشية والخدماتية للمواطنين في حال استمرارية الحرب وارتفاع الأسعار تنذر بوجود حالات لربما تصل إلى مستوى ما تحت خط الفقر داخل المحافظة لحج ، بل في جميع المحافظات المحررة ككل .
مرتبات متأخرة :
وتعتمد شريحة واسعة من مواطني لحج على الراتب الزهيد الذي لم ينتظم صرفه بشكل ثابت، كما أن بعض الموظفين لم يتمكنوا قبل العيد من استلام الراتب، بالإضافة إلى أن أفراد الجيش لم يصرف لهم الراتب، فجاء العيد ومعظم الأسر في فقر شديد، بينما القيادات يعيشون بوضع أفضل وغير مبالين بالمواطنين .
فـرح وحــزن :
وكما هو معلوم ان الحياة غير مستقرة على مستوى ثابت من الفرح أو الحزن ، فتجد مواطني لحج في أفـراح ومسرات خصوصاً مع أيام العيد من خلال إقامة حفلات الزواج، وبالمقابل تجد أسرا في أحزان نتيجة لفقدان أحد أفرادها أو من الأقارب، ولقد شهدت لحج في ثاني أيام العيد فاجعة كبيرة بقيام شابين بذبح أحد أقاربهما بفصل رأسه عن جسده، في قضية هزت الرأي العام المحلي، ولا تزال أجهزة الأمن تجري التحقيقات لمعرفة أسباب هذه الجريمة الشنيعة ، كما شهدت أيام شهر رمضان بلحج متابعة المواطنين لمسلسل فضيحة تهريب المتهم بقتل المواطن راضي عليان، من داخل السجن وتورط قيادات أمنية في هذه الواقعة المخزية، وقيام النيابة بالتحقيقات خلال ذلك الشهر وحجز بعض القيادات في السجن.
شحة المتنفسات:
ويشهد ميدان معاوية في حوطة لحج في أول ايام العيد تجمع اجتماعي ديني لاقامة صلاة العيد وتبادل التهاني والمباركات الأخوية، خلال فترة العيد تشاهد تدافع الاسر مع اطفالهم من لحج إلى عدن لزيارة الأهل وقضاء فترة العيد بالمرح والسرور على شواطى عدن وحدائقها، نظراً لعدم توفر حديقة كبرى في لحج او استحداث منتزهات سياحية على شواطئ لحج من رأس عمران حتى رأس العارة، ولقد قامت سلطة الحوطة على استحداث بعض المتنفسات الصغيرة داخل المدينة، والتي تشاهد فيها بعض الاسر والأطفال يلعبون ويمرحون فيها، على أمل سرعة افتتاح حديقة جلاجل الكبرى.
الأمل المفقود :
بالرغم من ما يعانيه المواطن في لحج إلا أنك تجده مستبشراً بالخير القادم، فتجد مجالس مضغ القات الأسرية والعامة لا تخلو من الحديث عن السياسة وخصوصاً مع الضربات الأمريكية على المليشيا في صنعاء والخوض في جدال عقيم، وتفاءل بعض المواطنين بتوقف الحرب وتحسن الأوضاع بشكل أفضل في المستقبل القريب ، إلّا هناك من يرى ربما عودة الحرب من جديد في مناطق الجنوب، وترتفع الأصوات منها متشددة في الرأي، وأخرى في ضحكات ساخرة مما هو حادث، وتمر الأيام عاماً تلو الآخر والمواطن على أمل بوطن أفضل كي ينال كافة حقوقه القانونية والعيش بعزة وكرامة وسعادة، ولا يعلم متى حدوث هذا الحلم، في ظل وضع فعلاً أصبح لا يُطاق لأكثر من 9 أعوام عجاف !!
ويرى مراقبون أن هذا الوضع بات يهدد بانفجار ثورة الجياع بأي وقت في حال صمت الرئاسي والحكومة من وضع معالجات عاجلة تلبي ولو الحد الأدنى من متطلبات عامة الناس .